الصراع مع الاخرين أمر طبيعي فهو صراع من اجل البقاء .. لكن الصراع مع الذات فهو حالة شاذة في الطباع البشرية .. وينم عن جالة غباء أو حالة من الرغبة الهستيرية لهدم المعبد على الجميع. صراع الرئيس هادي مع المؤتمر الشعبي العام هذا الحزب الذي صعد من خلاله الى السلطة والذي يمثل القوة الرئيسية في البلاد هو بمثابة صراع مع الذات ، فقد تحول سريعا بعد وصوله السلس للسلطة عبر المؤتمر الشعبي العام من احد كوادر هذا الحزب الى الذ أعدائه. هذا الصراع الذي يخوضه الرئيس هادي مع المؤتمر يطرح علينا سؤالين هامين وهما :- لماذا يخوض الرئيس هادي هذا الصراع الشرس مع حزبه ؟؟ !! ولماذا يحاول الرئيس هادي احداث انقسام شمالي جنوبي داخل الحزب ؟؟!! اذا كان الرئيس يسعى أن يستمر في السلطة .. فان صراعه مع المؤتمر هو حالة غباء سياسي وهذه الحالة مستبعدة لأنه يعي انه لن يتمكن من الحكم أو الاستمرار في الحكم مالم تكن القاعدة السياسية والشعبية لحكمه ولاستمراره في الحكم هو الحزب الذي صعد من خلاله حزب المؤتمر الشعبي العام ، وان أي بديل اخر هو بديل فاشل حتما . واذا كان الرئيس صادق فيما يقوله بان وحدة الوطن هي أهم اولوياته أو الاولوية الرئيسة .. فلماذا يحاول تقسيم حزب المؤتمر الشعبي العام وفقا لمخطط تقسيم الوطن شمال وجنوب وهو يعرف تماما ان الحفاظ على وحدة المؤتمر هي حفاظ على وحدة الوطن لأنه يمثل الحزب الوطني الذي يمكن أن تلتف حوله الجماهير للحفاظ على وحدة الوطن . سلوك الرئيس هذا تجاه الحزب الذي أوصله للسلطة يعني انه يحمل اجنده يقوم بتنفيذها وبعد انجازها تنتهي حياته السياسية ، وبعدها عليه الرحيل الى احدى المنتجعات هو وعائلته ليكمل حياته فيها وهذه الأجندة تتمثل في التالي : أولا : أن مسائلة تحقيق أي نجاح نسبيا أو الفشل خلال فترة حكمه مسائلة لا تعنيه كما أن الفترة التي يأمل أن يستمر فيها في الحكم غير مهمة الا بقدر ما تتطلب الفترة اللازمة لتنفيذ المهمة الموكل بها . ثانيا: إن الأجندة الرئيسة أمامه هي إعادة تقسيم الوطن الى ما كان عليه قبل عام 1990م أو أكثر، وأن إعادة تقسيم الوطن تتطلب منه تقسيم أهم القوى الوطنية التي يمكنها أن تقف عائقا أمام عملية تقسيم الوطن ومن أهم هذه القوى هو حزب المؤتمر الشعبي العام ، الذي يعتبر القوة الوطنية الرئيسية القادرة على الوقوف أمامه لأفشال المهمة الموكل بها ، وكذا إدخال كافة القوى الاخرى في صراعات جانبية تبعدها عن الوقوف أمام تنفيذ اجندة تقسيم الوطن . [email protected]