حين تسود ثقافة التوحش تؤد الأماني وتتحطم الاحلام وتزهق على مقصلة الفجور بقايا النفوس المترعة بتطلعاتها نحو رذاذ الفضيلة المنتهكة .. هنا حيث يوغل التوحش الانساني في اجترار تشريعات ونواميس الغاب ويغدو كل كائن طريدا تلاحقه سهام المتوحشين ورماح " وحشي"..! الوطن ليس أكثر من " مقصلة " تتقاسم مساحته آهات " الحلاج" وسياط " الطغاة" ..؟ هنا حيث خطاء "الحلم " وخطيئة الاماني تنتصب " حربة وحشي" و " سيف يزيد" يترقبان بقايا دماء في أوردة "التعساء" من رعايا البلد " السعيد"..! هنا حيث درامية الفعل ورد الفعل يقف " الشيطان " مبهورا بإبداعات خصمه الأزلي .. وهنا تصبح "الحاجة" هي مدية الذل وعنوان الارتهان والامتهان ..؟ ابصار شاخصة تحدق نحو سراب التيه , ونفوس مترعة بأمانيها المحطمة تحت حوافر خيول " جيش الردة" القادمة من مغارات الماضي وكهوف التخلف , المغادرة للتو مسرح " كربلاء" ..! الأرض حبلى بالقتل والقتلة والسماء غطتها بيارق "الفاتحين " الجدد الداكنة السواد ..والبحر تلون باللون الامر القاني بعد أن صارت أوردت البسطاء هي مصدرا له ومنها يستمد ديمومة تحريك أمواجه المتلاطمة ..الظلال يسود والجهل يكرس والطغاة يجيروا كل شيء ويتجددوا مع كل طلعة شمس ...؟ الوطن مثخن بالجراح والبشر منهكون هائمون تائهون والهلامية تستوطن العقول المستلبة واللصوص _ الطغاة قدر المرحلة وادواتها ..!! قيل أن " حب الوطن من الايمان " وثيل " أن من الحكمة والايمان أن تطيع الطغاة درء للفتنة " تتوالى إيقاعات النفوس الملتاعة , نقف نرتل بعض من مزامير داوود , نتلقف " الإنجيل " نلقي به في خزانة الكنيسة ودهاليز الدير .. نتطلع إلى " القرآن الكريم " نرتله ..نخوض فيه , نجتهد في استخراج أيات "الجهاد " من ضرب الرقاب وقطع الرؤوس إلى " جهاد النكاح" ..نوغل في تطويع نصوص القرآن اتساقا مع رغباتنا نقتنع أن " وحشي" كان في حالة " دفاع عن النفس " وأن " يزيد" كان يدافع عن " ملك أبيه" وعن دين الله ودولته , وأن " الحجاج " رجل دولة وحارس لدين الله , وأن " الحلاج" مارق وهرطقي وأبن رشد " ماجن" ..! تتوالى خرافات الجهل واساطير العبودية , تنتصب أمامنا بيارق صناع الموت والقهر والجوع ..يتفنن " الدو اعش " في انتاج الموت الشرعي المطبق على الطريقة الاسلامية ..الطغاة يتفننون بدورهم في صناعة الجوع والقهر ويسنوا قوانين جديدة للعبودية .. تخيم سماء الجاهلية على الزمان والمكان ..نودع أضواء النهار ويولج الليل نتسمر أمام الاجهزة نحتل مواقعنا على شبكات التواصل الاجتماعي بعد يوم منهك ونقضي ليلنا حتى الفجر دفاعا عن " الثوابت"..؟!!