عندما يكون للإنسان أهميته في الحياة .. فان إزهاق حياته تقوم وتقعد عليها الدنيا لما لحياته من أهمية للمجتمع.. العملية الارهابية التي استهدفت عدد من المواطنين الفرنسيين ، قامت الدنيا ولم تقعد بعد لهذا الحادث الإرهابي. بعد هذه العملية الارهابية كان رئيس الحكومة الفرنسي في موقع الجريمة ، وبعده لحق الرئيس الفرنسي وكل قيادات الدولة الفرنسية ، وبعدها توالت الادانات والشجب العالمي لهذا العمل الارهابي وتقاطرت التعازي من كل قادة العالم ، وكذلك التغطية العالمية والعربية الاعلامية اتجهت لتغطي هذا الحادث الارهابي وتداعياته خلال اليومين الماضيين ، ولاتزال ، وحولت انظار العالم الى مقتل بضعاً من المواطنين الفرنسين وكان هؤلاء المواطنين هم الوحيدون الذين استهدفهم الارهاب في هذا العام ، بينما المواطنون العرب يذبحون يوميا بالمئات إن لم نقل بالألاف يومياً ويتم تناول ذبحهم كتناول مقتل كلب أو هرة في اوربا أو امريكا. عادة ذاكرتي الى ضحايا حادثت لوكربي تلك الطائرة التي استهدفها الارهاب فوق بلدة لوكربي البريطانية وأصحبت تعرف بحادثة لوكربي، عندها أتهم بالوقوف ورائها مواطنين عربيين من ليبيا ،وتم تسليمهما ليحاكما على فعلتهما البشعة ، وبعد مفاوضات تم الاتفاق على تعويض اسر الضحايا والافراج على المواطنين العربيين الليبيين ، حينها كان هذا التعويض عشرة مليون دولار عن كل مواطن أوربي أو امريكي فقد في هذه الحادثة ، بينما الارهاب الامريكي والأوربي الرسمي والممنهج قد قتل مآت الالاف من المواطنون العرب ولم تقم أمريكا وأروبا بمحاسبة مرتكبي هذه الاعمال الارهابية أو بتعويض اسر ضحايا ارهابهم ولو بدولار واحد. تباً لكم من بشر في هذا العالم العربي ، لقد حولتم انفسكم الى بشر من عالم آخر لا قيمة للبشر فيه أو بشر من جذور لا تنتمي الى ادم عليه السلام اصل البشر، لو أن الارهاب استهدف مواطن اوربي أو امريكي كل شهر ، فان أنظار العالم ستتجه الى الارهاب الذي يستهدف هؤلاء البشر وإن استهدف مقابل كل مواطن اوربي الف مواطن عربي لن يكون للألف المواطن العربي مكان من الشجب والتنديد والتغطية الاعلامية بجانب كل مواطن اوربي وامريكي موازي للألف مواطن عربي. هكذا هو الانسان عندما تكون له قيمته وأهميته كانسان ، يصبح دمه ذات قيمة ، وبالرغم من أن ديننا الاسلامي رفع قيمة الانسان وجعلها أغلى من قيمة أهم مكان وأهم بيت في هذا الكون وهو بيت الله الحرام ، الا أننا الان نهين هذا الانسان ونجعله أرخص من قيمة الرصاصة التي يقتل بها ، ومن أهانوا قيمته كانسان هم اناس يدعون أنهم زعماءه وقادته أو انهم من يمثلون هذا الدين الذي أعزه...لكن لا نعفي هذا المواطن من دوره في اهانة نفسه لأنه تركهم يهينونه..!! فمتى تكون كلمة عندما .. مصاحبة لمن يستهدفوا في العالم العربي من قبل الارهاب ، ومتى تكون للمواطن العربي قيمة لدى قياداته مثلما هي قيمة المواطن الاوربي والامريكي وغيرها من الشعوب التي تعتبر مواطنيها ثروة يجب المحافظة عليهم ، عندما نصبح فعلا بشر مثل غيرنا من البشر. Agrie_yem@ yahoo.com