مما لا شك فيه أن سقوط هادي، هو سقوط للحوثي ولمشروع طهران الفارسي في اليمن، وجنوب الجزيرة العربية، الذي بدأ بالتغلغل في أجهزة الدولة اليمنية المدنية والعسكرية، منذ احتلال صنعاء في 21 سبتمبر الفائت. خروج هادي من السلطة، الراعي الرسمي، بل الأب الروحي للمليشيات الطائفية، يعني فقدان هذا المليشيات الغطاء الرسمي، أمام الشعب وأمام المجتمعين الإقليمي والدولي، ولن تجد بدأ في الاستسلام ولن تستطيع الصمود أمام المارد الشعبي، بل أن لواء عسكري منظم ومحترف قادر على إعادتها إلى كهوفها وجحورها. فسيطرة هذا المليشيات على الدولة، ونهب سلاح الجيش، لم يأتي إلا بتوجيهات مباشرة، وتسهيل من الرئيس الخائن للقسم وللشعب اليمني كافة، الذي ظل يسلم المدن اليمنية بلجان رئاسية وعبر تضليل المجتمع الدولي والإقليمي، وإيقاف الدعم والإمدادات عن المعسكرات التابعة لوزارة الدفاع، التي ظلت تتعرض للهجمات كما حصل مع اللواء 310 في عمران، بل أنه أمداد المليشيات الحوثية وغيرها بالمال والسلاح لتصفية حساباته مع القوى السياسية، التي يرى أنها تقف عائقا أمام مشروعه التمزيقي. سقوط هادي يعني تقليص نفوذ الجماعات الإرهابية المدعومة من طهران، وسيضع جماعة الحوثي الإرهابية ونفوذها التي كسبتها من خلال الانتصارات الوهمية التي حققها هادي لها، في حقيقة صادمة، وفي مواجهة حتمية مع الشعب اليمني بكافة قواه السياسية والإجتماعية وسيضع لها حدا في السيطرة والتعمق في مفاصل الدولة والأجهزة الأمنية. سقوط هادي يعني ألغى كافة القرارات والتعيينات التي تمت تحت سلطة المليشيا في الأجهزة الأمنية والعسكرية، والأجهزة المدنية والمؤسسات الإيرادية. سقوط هادي يعني فقدان جماعة الحوثي وطهران ومشروعها الفارسي، للحليف الرسمي الذي سخر إمكانيات الدولة اليمنية لصالح هذا المشروع الذي يستهدف عمق ونسيج المجتمع اليمني ولتاريخ وحضارة اليمن. سقوط هادي، هو سقوط لكل المشاريع التمزيقية هو سقوط لكل مشاريع العمالة والارتهان والقتل والاغتيالات وتدمير الوطن. سقوط هادي يعني تجنيب اليمن ويلات الحروب والاقتتال الأهلي، وإيقاف نزيف الدم اليمني. سقوط هادي هو سقوط لمشروع الابتزاز الذي يمارسه ضد الأشقاء والأصدقاء في الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، حين يسمح لإيران بالتحكم بالقرار اليمني والسيطرة على إدارة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتهديد أمن الأشقاء والأصدقاء. سقوط هادي يعني الانتصار لدم الشهيد البطل حميد القشيبي، ولشهداء السبعين وكلية الشرطة وحضرموت ولحج والبيضاء وعمران وصعدة، والجوف وإب وكل مناطق اليمن التي رفضت الاحتلال الفارسي الأمامي. هادي الذي ضحى بعلاقة اليمن بالأشقاء في المملكة العربية السعودية وهم الداعم الأول لليمن في كل الظروف والمحن، من أجل كسب رضاء أصحاب العمائم السوداء في طهران وقم، ظناً منه انها قادرة على حمايته ودعمه أسوة بما حصل للرئيس السوري بشار الاسد، إلا أن هادي أخطأ التقدير حيت أن ظروف حكم وكذا خلفية وانتماء بشار الديني للعلويين الشيعة، يختلف كلياً عن ظروفه وخلفيته الغامضة بالنسبة للايرانيين مما يجعل وثوق إيران الكامل فيه ودعمها اللامحدود له أسوة ببشار أمراً صعباً، فهادي عبارة عن جسر لمرحلة معينة لا أكثر ولن يطول الوقت كثيرا حتى تعلن لحظة التخلص منه. سقوط هادي هو سقوط لمشروع الموت والقتل الذي تصدره جمهورية إيران الفارسية عبر عملائها الحوثيين لليمنيين بالمجان، وتساهم في قتلهم وتجزئتهم من خلال دعم غير محدود لجماعات العنف والإرهاب في البلد. سقوط هادي هو تحصينا للبلد بحريا وبريا من شحنات الأسلحة التي تصل يوميا لأيادي جماعات العنف والإرهاب التي تقتل اليمنيين، حيث رأينا سفن الأسلحة التي صدرتها إيران واحتوت على كميات هائلة ومرعبة من المتفجرات والألغام وأسلحة متطورة وذخائر وآلات قتل أخرى فتاكة، تقتل مستقبل وحلم اليمنيين. سقوط هادي يعني سقوط أطماع إيران ومشروعها الفارسي والحوثي في السيطرة على المؤهلات الاقتصادية والتنموية لليمن، ذات المخزون النفطي الهائل والأرض الغاية في الخصوبة والشاطيء والموانىء الأطول والأكثر ثراءً. سقوط هادي هو سقوط لمشروع طهران في محاصرة الجزيرة العربية من جهة الجنوب، وتهديد أمن المملكة العربية السعودية. سقوط هادي يعني إيقاف مسلسل تدمير بنية الجيش اليمني , وتمزيق أوصاله وتقليص عددة تحت عدة مبررات , بهدف دمج المليشيات المسلحة التي يطالب الحوثيون بإدراجها ضمن قوام الجيش اليمني. هادي والحوثي وجهان لمصيبة واحدة، ويعملان ضمن مشروع أمريكي ايراني واحد ولا خلاف مطلقاً بينهما، وسقوط أحدهم هو سقوط للآخر. سقوط هادي هو كسر لمشروع طهران والصفويين، الذين يتحدثون عن اليمن في ظل سلطة هادي وكأنه محافظة فارسية تابعة لولاية الفقيه في طهران وتتعرض لغزو أجنبي، وليس عن دولة عربية ذات سيادة لها كيانها العربي المستقل بعيداً عن أحلام الصفويين الجديد ملالي طهران. حتى يتضح أكثر ما يدور في أروقة النظام الفارسي ومؤسساته، إذ قال موقع "شفاف" الإيراني في تقرير له عن تطور الأحداث في اليمن: إن إيران ستصبح جارة للسعودية من الجهة الجنوبية "عندما تتشكل دولة الحوثيين الحليفة لإيران". ووصف "شفاف" المشهد اليمني بعد نجاح الحوثيين في مشروعهم: "سوف يتم تشكيل إقليم شيعي مستقل بكامل الخيارات القانونية والإدارية في صعدة، ويصبح الشيعة في اليمن لديهم حكومة شبه مستقلة في الشمال". سقوط هادي هو سقوط مشروع احتلال اليمن من قبل طهران وهو سقوط للتهديد التي تشكله طهران على أمن واستقرار السعودية وسائر الدول الخليجية العربي. مشروع فارس عاد لليمن منذ وصول هادي للسلطة الذي بدأ بتسليم المدن اليمنية مدينة تلوى الأخرى للحوثيين، وهكذا تعود فارس من جديد بثوب جديد اسمه الحوثيين، فسوقط هادي هو سقوط لهذا المشروع الطائفي القذر الذي يستهدف أمتنا وشعبنا العظيم.