السؤال الذي يود الوضع اليمني طرحه موجود في الأساس على الساحة نفسها : لماذا عجزت القوى السياسية في الوصول الى حل يسد الفراغ السياسي الراهن؟! كل المساعي الحالية تصب في وعاء تشكيل مجلس رئاسي انتقالي يعمل على إمساك زمام الأمور حتى يتسنى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ..الامر لا يوحي بتلك الصعوبة المعتقدة خصوصا وان هناك عناصر قيادية ضمن قوى المراكز الموجودة تتمتع بخبرة كبيرة في مجال تسوية الأمور , ولكن لا وجود لبوادر امل النجاح لماذا؟! في هذا الجانب سنعود الى اسباب الازمة نفسها والتي نجمت عن صراع حاد نشب بين القوى والاطراف السياسية التي تسعى اليوم للبحث عن حل يخرج الوطن وشعبه منها متناسين ما خلفته حروبهم من اضرار طحنت الأخضر واليابس نجم عنها شرخ وطني عميق مزق كيان الصف الواحد , وانهك المنظومة الاقتصادية اليمنية تماما , ولذا استبعدت عملية النجاح مالم يكن تلافي الوضع الاقتصادي ضمن اولويات هذه الخطوات .رأي غالبية النخب السياسية قد يبدوا مغاير لكنه اكثر من منطقي .فهو يقول : اليست هذه القوى نفسها هي من أوصلت البلد الى وضعها الراهن؟! فكيف ننتظر منها الحل؟ .تشكيل مجلس عسكري سيكون غير مجدي لان المؤسسة العسكرية في هذه الحالة كان لابد من بقاءه محايد فعليا وليس مجرد شعارات اما وقد انخرطت قياداته داخل العمق الحزبي فلم يعد شريك في البناء بقدر شراكته في الصراع القائم مما جعله يفقد امل الجماهير اليمنيه فيه.. في الحقيقة لاندري ما اذا كانت القوى المرتبك حول عملية التوصل الى حلول مخرجيه قد سبقت نوايا عملها تقديم تنازلات كانت من قبل محور الصراع واستوعبت خطورة المرحلة وانها قد تفقد خلالها كل مصالحها التي قضت وقت طويل تركض خلفها ومن اجلها , ولاشك ستكون هناك مساعي للحفاظ عليها مالم يحدث اعتراض من قبل الاطراف الاخرى.الازمة في اليمن لا تتعدى ازمة نفوس بشرية وحلها مرهون في عدم بقاء الكفة تترجح حسب الميولات الشخصية . في اليمن يسهل كثيرا صناعة الازمات ,ولكن من الصعب حلها لان الخراب فيها سيعتمد على الجانب المادي تبعا لظروف الشعب المادية فيما الاصلاح والبناء يتطلب جهد وطني ذاتي وهو ما يعانيه الشارع اليمني خصوصا في ظل انهيار الوضع القيادي واعمدة الدولة ..تضافر الجهود امر بات اكثر من ضروري ولكن ذلك سيعني اعتراف كامل من كل طرف بمستوى الخطئ الذي ارتكبه خلال المرحلة السابقة , ولكن ماذا عن اطالت الوقت وفي صالح من يصب؟. هناك من يقول بان الاطالة قد تبدد شرارة الصراع بين الاطراف فيما يعود البعض الاخر للقول بانه سيزيد من حالة التعقيد . لكن مؤشرات كل الاحوال تقول ان الوضع اصبح صعب ومعقد للغاية وهو مايزيد مخاوف ابناء الشعب اليمني المجهول..