الاحتفالات والمسيرات الشعبية التي شهدتها العاصمة صنعاء والعديد من المحافظاتاليمنية الأخرى في 11 فبراير هذا العام اعادت الى الاذهان زخم الربيع العربي وما شهدته اليمن من غليان عام 2001م، حيث كانت الجماهير اليمنية تخرج في هيجان وانفعال شديد تردد في شارع الستين هتافات ارحل والشعب يريد اسقاط النظام وفي ميدان السبعين تحتشد جماهير يمنية أخرى تهتف لن يرحل والشعب يريد الصندوق ولا للانقلاب نعم للشرعية الدستورية. ما اشبه الليلة بالبارحة فالشعب اليمني اليوم يكرر احداث الربيع العربي من جديد من خلال احتفاله بثورة 11 فبراير عام 2011م، حيث خرج منقسما بمسيرات شعبية حاشدة كل يهتف ضد الاخر ويندد بسياساته ومواقفه بشعارات معادية للآخر ومشحونة بمضامين الحقد والكراهية التي يضمرها كل طرف للآخر. في الماضي وخاصة ابان زخم الربيع العربي كانت أحزاب اللقاء المشترك ومعهم الحوثيين يرفعون شعارات الثورة ويخيمون امام بوابة جامعة صنعاء وشارع الدائري والعدل والشوارع المحيطة بجامعة صنعاء وخاصة من اتجاه ما كان يعرف بالفرقة الأولى مدرع وفي المقابل كان أنصار المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه يخيمون في ميدان التحرير ويهتفون بحياة الرئيس علي عبد الله صالح ويرددون شعارات الشعب يريد علي عبد الله صالح والشعب يريد الحوار. واليوم خرجت مسيرات في الصباح تجوب شوارع العاصمة صنعاء من اتباع اللقاء المشترك والقوى المعادية للحوثيين تهتف ضد الانقلاب والامامة والمليشيات وغيرها من الشعارات المعادية للحوثيين، وفي عصر اليوم نفسه خرج المؤيدون للحوثيين في مسيرات حاشدة تجوب شوارع العاصمة صنعاء وترفع شعارات الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام، وتهتف بشعارات مؤيدة لثورة الحوثيين وللإعلان الدستوري وغيرها من الإجراءات الثورية الأخرى والهتاف بالولاء للسيد عبد الملك الحوثي ولكل ما يتخذه من قرارات. خلاصة الامر انا في اليمن ومع الأسف الشديد قد عدنا من جديد الى الساحات والى الاعتصامات والمسيرات والهتافات والشعارات التي من شانها اثارة الأحقاد والضغائن والكراهية بين اليمنيين ومن ثم دفعهم الى ممارسة العنف ضد بعضهم البعض، والنتيجة اننا نضيع اعمارنا واوقاتنا في الصراع الداخلي ونضيع كل فرصة للبناء والتقدم والازدهار.