عندما تضيق الأرزاق في الوطن يضطر البعض البحث عن مصدر للرزق في دولة أخرى لسد إحتياجاته الضرورية وتحسين المستوى المعيشي له ولأسرته ليحضوا بحياة كريمة لم يتمكن من الحصول عليها في وطنة. المغترب اليمني هو ذاك المواطن المسكين الذي أثقلته هموم الحياة وأعبائها فلم يتمكن من العيش الكريم في وطن فيه من الخيرات ما يكفي كل مواطن بالمستوى المطلوب دونما الحاجه للغربة والسفر للبحث عن مصدرا" للرزق ولكن الوضع المئساوي للوطن بسبب الفاسدين والمستغلين هو الذي جعله مواطن بلا مواطنة فالثروة منهوبة والخيرات مسلوبة والحروب أكلت الأخضر واليابس فلم تبقي ولم تذر حصدت كل شيئ في هذا الوطن ولم تستثني منها حتى أرواح أبناء اليمن. يرحل المواطن اليمني للإغتراب رغما" عنه لهارج الوطن فيقرر الغربه في دول الجوار الغنية بالنفط ومنها السعودية ولكن اليمني مكتوب عليه المهانة والذل أينما ذهب فالأشقاء ينضرون لأبناء اليمن نظرة دونية نظرة إستعلائية يتخللها الكبر والغرور فيقومون بتشديد الإجراءات وجعلها مستحيلة ويجعلون من وجود اليمني في دولتهم شيئا" مستحيلا" وليس مرغوبا" به فيكون السيرلانكي والهندي والباكستاني أفضل حالا" من اليمني وأوفر حظا" فاليمني مظلوم ومهان والسبب الرئيس في ذلك حاكمه الخاضع الذليل وحكومته التي تتسول في بلاط مملكتهم ليس لبناء اليمن ولكن لتعظيم الثروات وإشعال الحروب الداخلية وتأجيج الصراعات بكافة أنواعها وأشكالها . يموت اليمني في الغربة بسياط الجلاد السعودي يذله يهينه ثم يقتله في الحدود، يعيش اليمني حالة من الرعب والخوف والمهانه فهو مطارد ويتم تعقبه ليل نهار ويكد ويتعب ويفنى من أجل ذلك الريال السعودي المدنس وبعدها يأخذ ماله ويودع في سجونهم ليس لإنه مجرم أو قاتل أو لص أو مخرب ولكن تهمته الوحيده أنه يمني وينتمي لوطن إسمه اليمن التعيس. قسوة الأخ تجعله يتحمل إهانة الجار وظلم القريب يجعله يلاقي عذاب البعيد هم وغم وغربة وكربة ومذلة. كم أنت مسكين يا بن وطني تموت في وطنك وتقتل في بلدك وعندما تنوي الهروب من الموت المحتوم لتنشد حياة الكفاف تموت ولكنهم لا يزهقون روحك إلا بعد أن يذيقوك من العذاب وأصنافا" وألوانا ولكن بعد أن يسلبوا منك أغلى ما تملك هي كرامتك التي آثرت أن تستباح في وطنك فأستبيحت بأيادي الغدر السعودية.