الجريمة تضل جريمة وأن أخفيتها حتما سنصل إلى معرفة مرتكبيها . العنف هو العنف مهما حاولنا إخفائه والتستر عليه بصور شتى . ومجرمين الحرب يضلوا مجرمون حتى وأن لبسوا ثوب العفاف والنزاهة والأخلاق لذا كثيراً ما تبين لنا الحروب حقيقة ومعادن الناس جميعاً وتكشف لنا زيفهم أو صدقهم . والحرب على الرغم من أنها كارثة إنسانيه ومأساويه إلا إنها تظهر قدرات الشعوب على تجاوزها والخوض في مستنقعها رغما عنهم دون هوادة والانقياد ورائها وتداعياتها دون وعي تحت دوافع مبررات وحينها لا ينفع الندم . نطلق على الحرب أسماء كثيرة ونطلق على الحياة أكثر من أسم على الرغم من انها لدى البعض وجه من أوجه الموت، لقد من الله علينا بوطن نعتز بالانتماء اليه . فهل الساسة الحكام وبائعي السلاح وتجار الحروب في بلادنا يمتلكون مثل هذا الحس وهذا الانتماء ، للأسف نجدهم فقدوا الشعور بوطنيتهم ليساهموا في الترويج لحرب ضروس ضد وطنهم مهما كانت الاسباب ، أنه سؤال يحتاج إلى إيجابه؟ نكتب رغماً عنهم ليعرف الجميع أن الوطن أغلى من كل شئ. أن ما نكتبه اليوم ونسطره على صفحات التواصل الاجتماعي قد يكون حوادث عابره ونسرده من أحداث قد تكون مجرد حوادث عابره يقرءوها الكثيرين ولا يتعض منها إلى القليلين فهل سيعود الاخرين من هذه الفئة إلى رشدهم ليصلوا إلى هذه الحقيقة من الحروب مدمره وفتاكة تقضي على الاخضر واليابس . أن ما أكتبه ويكتبه غيري لن يكون مجرد كتابات عابره نتوقف أمامها ذات يوم – ثم نواصل رحلة الكتابه والتعمق في سرد الحقيقه ليعرف الاخرون عنها وعن أثارها المدمره حتى ليصلون اليها متأخرين وحينها لا ينفع الندم حين ينزف الندم ويئن من جراحه وتشدد أزماته وتتعمق خلافاته وتطفو على السطح . لنحتفظ بهذه الذكريات الاليمه في صورتها الأولى والبشعة ونجعلها في مواجه صادقه مع النفس ومع ضمير يقظ وحي ليتدبر كم نخسر كل يوم بل في لحظه من حياتنا وحيات أجيالنا بسبب حب الشهوة للسلطة والثروة والمال والمكانة . ليعرف المجرمون الحقيقيون أن الله سيحاكمهم ، وأنهم لن يفلتوا من عقابه مهما طال الزمن . دماء الشهداء وأشلاء القتلى والجرحى والموتى لن تثنينا عن قول الحقيقة المرة ، بل تزيدنا إصرارا على التذكير بها دوماً وأن حاولنا أخفاء معالمها أو طمسها فالمجتمع والتاريخ لن يرحمنا . أيها المجرمون أين كان موقعكم مهما هربتم وأخفيتم بشاعة جرائمكم فالمحاكمات العادلة ستطالكم ولو بعد حين كما يقول كتاب الله السماوية وهكذا تقول العدالة ، الوقوف أمامكم بثبات واجب ديني وأخلاقي وأنساني حتى يرتدع كل من تسول له نفسه بارتكاب المزيد من الجرائم بحق هذا الوطن والشعب والنيل من مقدراته وأمنه وكرامته وحقوقه وإنسانيته . أن استمرار ممارسة جرائم الحرب لا تعني سوى أنكم خاليي الضمير والإنسانية والرحمة وستسقطوا وسيكون سقوطكم مدوياً فهل ستتعضوا أم ستستمرون في غيكم وكبريائكم !! حاكموا أنفسكم قبل أن يحاكمكم الله والوطن والتاريخ لعل الله يخفف من خطابكم . رئيسة شبكة النساء المستقلات "فوز"