يتداول الناس حكاية أحد المشائخ الذي أرسل أحد طلابه ممن كان يتوسم فيه النجابة والذكاء للدراسة في أحد المراكز الإسلامية المعروفة والمشهورة وكان يظن ان هذا الطالب سيعود حاملاً معه شهادة عليا وعلم ينتفع به الجميع خاصة أبناء منطقته لكن ذلك الطالب تحول إلى دراسة الفن والغناء وعاد إلى بلاده حاملاً معه العود وحين استقبله ذلك الشيخ على هذه الحالة قال مقولته المشهورة " ظننت ظناً فخاب ظني .. ظننت شيخاً طلع مغني ". وما يحدث الان في اليمن من عدوان سعودي خليجي غاشم على اليمن يعيدنا إلى هذه الحكاية حيث اننا كنا تابع ونسمع ان ال سعود وأمراء النفط في الخليج يشترون أحدث أنواع الأسلحة بمليارات الدولارت فكنا نظن ان هذه الأسلحة هي التي ستقضي على دولة الكيان الصهيوني وتدمرها وانها هي من سيعيد للعرب والمسلمين هيبتهم ومقدساتهم التي اغتصبها الصهاينة ودنسوها ولم يكن هناك ثمة شك يراودنا جميعاً كمسلمين وكعرب وكيمنيين لكننا لم نكن نظن او نشك لوهلة واحدة أن ال سعود وأمراء النفط في الخليج سيستخدمون هذه الأسلحة ضد جارتهم اليمن وشعبها المكافح الصابر وبحجج واهية كاذبة كما يتم الترويج لها من قبلهم وبالتالي فإننا نقول لهم " ظننت ظنا فخاب ظني" على اعتبار ان ماكنا نظنه منهم تحول إلى أمر أخر كحكاية الشيخ والفنان . اعتقد ان هذا العدوان الغاشم الذي يتم شنه على اليمن وبالحجج الواهية التي يسوقها المعتدون جاء ليؤكد لنا ان الهدف من إنشاء هذه الكيانات التي زرعتها المخابرات البريطانية في جسد الأمة العربية والإسلامية هو ما يجري الان في العالم العربي والإسلامي من دعم هذه الانظمة لحركات التطرف والإرهاب وتفتيت الدول العربية وتقسيمها وضرب كل ماهو قومي عروبي وكل ماهو إسلامي حقيقي معتدل للوصول إلى عالم عربي مقسم ومجزأ عبارة عن دويلات صغيرة وكانتونات على أسس طائفية ومذهبية ومناطقية تظل تتحارب فيما بينها وتتقاتل ويظل عدم الاستقرار هو السائد في المنطقة وهم يحققون مصالحهم ويستغلون ثرواتنا الهائلة ويتنعمون بها كما هوا الحاصل فثرواتنا العربية كلها في امريكا وأوروبا ونحن نتحارب باسلحتهم التي يرسلونها الينا أيضاً بأموالنا . بالطبع فإن الكثير تحدثوا عن موضوع العدو الحقيقي للأمة الذي هو الكيان الصهيوني الغاصب وكيف انه يجب ان تتوجه كل هذه الأسلحة من اجل استعادة الارض العربية المقدسة من ذلك الكيان لكنهم بالتأكيد أعجز من أن يناصبوها العداء فما بالك ان يضربوها او يوجهوا نيران اسلحتهم إليها وأنا أرى ان إسرائيل ودول الخليج منشأها واحد وهدفها واحد وبالتالي فلا يمكن ان تتقاتل فيما بينها لأن المخابرات التي خططت لإقامتها حددت لها مالذي تعمله بالضبط ونحن نرى كيف ان مواقفها واحدة دوماً منذ أن أقيمت وحتى اليوم. وحتى ايران التي شغلونا ليلاً ونهاراً بأنها هي عدو للأمة وانها تتدخل في شئوننا وانها تحتل اراضي الامارات فإنهم لن يجرؤوا حتى على إغلاق سفارة واحدة من سفاراتها في أي دولة من دولهم كما انهم وبكل هذه الترسانة من الأسلحة التي يمتلكونها لن يقدروا حتى على ان يهزوا شعرة واحدة من رأس أي مواطن إيراني وليس قتال ايران التي تسرح وتمرح في المنطقة كما تشاء وعلى الرغم من أن كل ما يوردونه من سخافات حول علاقة ايرانباليمن وانها تدعم جماعة أنصار الله وان هذا التدخل هو لمنعها من التوغل في الشأن اليمني وغير ذلك من مبررات عرجاء لا أساس لها فكل أبناء اليمن يعرفون أن المتورط في بلادهم منذ زمن طويل هي نفسها هذه الدول التي تعتدي علينا الان وكلنا نعرف أيضاً حجم التورط لهذه الدول والتي زادته الآن بالعدوان على شعبنا اليمني وضرب مقدراته وبنيته التحتية فنحن أيضاً كنا نظن أن هذه الدول ستقف معنا وستستعين بنا للتوجه لتحرير فلسطين لكن خاب ظننا وطلعت هذه الدول كما قال الشيخ بلدان مغنى وطرب ورقص وسهرات أنس في أوروبا والعالم وان لا علاقة لها بالدين والعروبة.