في عُمق غرفة النُّزوح أقبع هناك عند أبعد منطقة قد يصل اليها البُعد...... في النّهار أشعرُ بالدوار أترنَّح كسكران بين كومةِ أحجار، لم أكُن أعلم أنّ يديكِ التي تودعني عند الصباح هي سحابة تُظلُّني طيلة الطريق.. بعد الظهيرة أكون قد نسيت ماتناولته في وجبة الغداء أبحثُ عن كأسِ الشاي الى أن يجدني هو أما أنا فلا أجد مذاقه وأحدّث نفسي "حتى السُكّر في حالة البُعد قد فقد حلاوتَه" في الليل أشعر بصقيع البرد وحولي يتعرَّقون، لم أكن أعلم أن دفء خدّك يحميني من هذه الرجفة حينها أكون قد تناولت وجبة العشاء المعتادة وزيادة لكن الجوع يلتهمني في الثلث الأول من الليل، لم أكن أعلم أن نَفَسكِ في الطعام هو سُعرات تمدني بالطاقة حتى الصباح صحيح أن غرفة النزوح مُضيئة إلا أني أشتاق لغرفتنا المُضاءة بك ياحبيبتي فأنتِ المشكاة والمصباح والزجاجة وكوكبي الدُرّي والشجرةُ المباركة والزيت المُضيئ.