الوضع الذي يعيشه الشعب اليمني حالة نادرة في تاريخ الشعوب البشرية التي عاشت فترة من الزمن في حالة حرب ، وحتى في تاريخ هذا الشعب الذي خاض حروب عدة . احد الزملاء انتقل من مسقط رأسه في بيحان محافظة شبوه الى صنعاء وكلفه ذلك مائة وعشرون الف ريال ليقطع مسافة 200كم أي ما يعادل اكثر من خمسمائة دولار. السكان في كل المدن بلا كهرباء .. بلا محروقات ( بنزين ديزل ) الحركة توقفت وكأننا في ما قبل عام 1962م طبعا في المحافظات الشمالية اما في مدينة عدن فما قبل عام 1962 كانت عدن افضل مدينة في الشرق الاوسط. التنقل في صنعاء من شارع الى اخر على ما تبقى من وسائل المواصلات التي تعمل بالغاز تكلف الراكب حوالي دولار لينتقل لمسافة تزيد عن 2كم . الرجال والنساء والاطفال يصحون في الصباح ويخرجون الى الشوارع وفي اياديهم الدباب ( القناني ) للبحث عن مصدر ماء لتعبئتها ليؤمنوا لهم اهم مصدر للحياة ، وتجد اخرين في ايديهم كم هاتف موبايل ويبحث عن مصدر للتيار الكهربائي ليقوم بإعادة شحن بطاريته لعله يظل على تواصل مع الناس ليشعر انه في العصر الحديث ، وقد وصلت كلفة شحن البطارية للهاتف الواحد الى مائة ريال . هذا بشكل مقتضب هو حال الشعب اليمني في هذه الايام ، تسأل الناس ماذا حل بهذا الشعب وماذا أوصله الى هذا الوضع .؟ !! وكيف يمكن ان يتم الخروج من هذا الوضع ..؟؟!! لا تجد احد يخبرك كيف وصل الحال الى ما هم فيه ..!! ولا كيف يمكن الخروج من هذا الوضع ...!! الاجابة التي قد تجدها لدى الناس هي سيفرجها الله .. ونعم بالله .. وعلى وجوههم تظهر بوضوح حالة الذهول وعدم التصديق بانهم يعيشون هذا الواقع في هذا الزمن . إن اقرب وصف لحال هذا الشعب باختصار هو الذهول من هذا الواقع ، كان على رؤوسهم الطير ، وكأنهم سكارى وماهم بسكارى ، لا اعني الطير بالطيران الذي يحوم في سماء البلاد فذلك الطيران بالرغم من الدمار الذي يحمله والقتل الذي يسببه لامعنى له لدى هذا الشعب .. الذهول هذا هو ناجم عن الوضع الذي يعيش فيه الشعب ، الانتقال المفاجئ الى حقبة زمنية لم يعرفوها وانما قرأوا عنها في كتب التاريخ . يعود التيار الكهربائي كل ثالث يوم لمدة ساعة أو ساعتين فيعود الناس للعصر الحالي يقوم الناس بفتح قنوات التلفاز يصادف أو يتعمد احدهم فتح قناة المسيرة التابعة للحوثي ليجد احد المذيعين يقول سنقاتل حتى يوم القيامة ..!!!!!!!!!؟؟؟؟؟ يعود لينظر للواقع الذي هو فيه ، فيقول القيامة قربت ان هي الا اسابيع وتقوم القيامة .. نعم ستقوم القيامة على هذا الوضع الذي يعيشه .. وليست القيامة التي تنتهي فيها الحياة البشرية .. هل يصحوا الحوثيين قبل ان يجدوا قيامة الشعب قد قامت عليهم ..!!!؟؟ ويجدوا مخرج سياسي يخرج البلد من هذا الوضع .. ويبطلوا فتوة وعنترة..!!!! نامل ذلك .. [email protected]