منذ فترة طويلة, وموظفوا وزارة الخارجية وقياداتها يحذرون من التهميش والإخلال في بنيتها وتركيبة كادرها الوظيفي, ولم يجدوا ردا من مسؤولي الدولة إلا ابتسامة تهكم وجهل شديد, والجهل بأهمية الخارجية هو جهل أتصل بعدم فهم لأهمية الدولة ككل, واصبح من الواضح ان كارثية نتائج اهمال الجهاز الدبلوماسي. وبرغم كل هذا, فإن المسؤولية التاريخية تقع الأن على موظفي وقيادة وزارة الخارجية "المهنية" والذين هم ومن حسن الحظ ابناء وزارة الخارجية ومن أول من عارض وواجه الضربات التي وجهت للجهاز الدبلوماسي اليمني, و لابد ان يعمل كافة الموظفين مع قياداتهم لتفعيل الجهاز الدبلوماسي ليقوم بدوره في هذه الظروف وذلك عبر: - إعادة بناء سريعة وعاجلة للسفارات التي تم حشوها بكوادر لا علاقة لها بالدبلوماسية وتعينت من خارج وزارة الخارجية اساسا, وكانت النتيجة ان هؤلاء الدخلاء وعندما تطلبت منهم الأزمة أن يتحركوا أقفلوا هواتفهم وتجاهلوا الأمر برمته, وأعطاء الصلاحيات الكافية للموظفين المؤهلين في السفارات للتحرك في التعامل مع الأزمة, وأيضا تطعيم السفارات الهامه والتي يزداد الضغط عليها بتعيين عناصر من الوزارة فيها بشكل عاجل وسريع ومن كادرها وبحسب قوانينها ولوائحها في التعيين, فلا بد في مثل هذه الظروف من إيجاد كادر ديناميكي متفاعل قادر على العمل في ظل الضغط الشديد. - التواصل الدائم والفعال مع العالقين والحديث الدائم معهم وعدم الخوف من غضبهم وسخطهم, وهو غضب مبرر , والعمل على ترتيب أوضاعهم المعيشية إلى ان يتم إعادتهم وذلك عبر ترتيبات جماعية تستوعب الاعداد الضخمة لهم, وعدم التهرب من عمل شيء لمجرد ان المسؤولية ضخمة وأن المواطنين العالقون غاضبون. - التواصل والتفاعل والتعاون مع الجاليات اليمنية التي قامت اثناء الأزمة بادوار رائعة وفي غاية الأهمية ولا اقصد هنا التعاون الروتيني على الورق بتشكيل لجنة واضافة شخص او اثنين لعضويتها من الجالية, بل التعاون على الارض وفي الحركة. - يفترض ان يتركز العمل وبشكل كبير من قبل السفارات بالتواصل مع المنظمات الدولية والتركيز على ضرورة ايجاد حلول للأوضاع الإنسانية الصعبة والكارثية في - من أهم مايفترض القيام به هو التحرك بشكل رفيع المستوى وبدون اي يأس او ملل, لالغاء التأشيرات على اليمنيين في الدول التي استحدثت التأشيرات عقب الحرب ومنعت التحويلات المالية وغيرها من الاجراءات المستحدثه. ان الجهاز الدبلوماسي اليمني بحاجه لإعادة تفعيل وضبط سريع للإيقاع فهو أحد أهم الأدوات التي تحتاجها اليمن حاليا وهو جهاز مهني يعمل بعيدا عن المواقف السياسية والحزبية وأثبت في الفترة الأخيرة احترافية عالية اظهرت انه اصبح ناضج بالفعل . الى كل زملائي واساتذتي في السفارات اليمنية: أرفعوا معنوياتكم لتتمكنوا من خدمة اليمن واليمنيين..وتذكروا ان اليمن بأمس الحاجة اليكم..فلا تخذلوها.