هناك مناطق حبيسة تتقدم صفوف المقاومة بثبات وحزم وليس لها قوة أمداد تتبعها من الداخل وهناك خلايا نائمة تحركها القيادة الحوفاشية وقت اللزوم فالحركة الحوفاشية تتسخدم العصا والجزرة وتختطف الشخصيات من البيوت ليس لمجرد الأذى و إنما له عامل نفسي في الحروب الاستخباراتية فهي توجه رسالة الصامتين والمؤيدين للمقاومة الشعبية أن عينها لا تنام و أن لديها مخبرين من في قلب المقاومة الشعبية ومجتمعاتها الداعمة لها في الوقت التي تعمل على تجنيد المخبرين لمتابعة التحركات وخصوصا تلك المدن المفتوحة اجتماعيا كمدينة تعز وهي المدينة الحبيسة جغرافيا بعد قطع منافذ وجودها في المخا و منطقة ذباب على مضيق باب المندب كخطوط يجب أن تكون منها قوة الإمداد والدعم الحربي ومن جهة أخرى قطع إمداد دعم الانقلابيين وعدم الركون على القوى الدولية التي تدعم الأطراف لتحقيق مصالحها في المنطقة وتأمين الساحل اليمني سيسهم في بلا شك في تقصير أمد المعركة. أما أقليم سبأ فلديه قاعدة خلفية ومساحة جغرافية يستطيع المناورة فيها بالاضافة إلى صلابة المنطقة الصحراوية وسعتها وسهولة رصد التحركات فيها بالاضافة إلى قوة الأمداد المدعوم خلفها واشرافها على المنافذ الحدودية ووجود متنفس لتحركاتها على عكس مدينة تعز المقيدة التي لم يتهيأ لها أن تقود المعركة النظامية لعدم وجود الجغرافيا المناسبة في الوقت التي تسيطر الحركة الحوفاشية على المناطق الاستراتيجية المشرفة على المدينة من داخلها وخارجها حيث يضيق الخناق على المقاومة وينقطع عنهم قوة الإمداد والدعم بالاضافة إلى وجود المخبرين في الداخل وقد حججت المقاومة تقدما مشهودا في تكتيكها الحربي القائم على طريقة حرب المدن والعصابات في المدينة الكبيرة و بالسلاح الخفيف وقد أربكت الموقف الحوفاشي في هذه المدنية الحالمة التي خرجت إلى الواقع لتترك السلمية القاتلة جانبا وتدافع عن مدينتها بمعركة مصيرية غير متكافئة. إن صلابة المقاومة الشعبية في مدينة تعز دفع بالحركات الانقلابية نحو استخدام الاسلحة المحرمة دوليا داخل المدن كما أنها استهدفت المراكز المحرم استهدافها في المعارك النظامية كالمستشفيات في الوقت الذي يصل إليها قوة الإمداد المستمر من عدة منافذ متعددة عن طريق لحج و إب و تهامة والمنافذ العادية التي تمر وسط المديريات. إن 400 ألف جندي يقود المعركة في صفوف الإنقلابين يستدعي النظر في عمليات التخطيط حيث تبدو هذه القوة قد افتقدت إلى التخطيط الاستراتيجي المركزي وانطلقت بعمليات تكتيكية أو حروب ابادة عشوائية للمناطق المدنية بغية منها في قطع الشعب عن المقاومة وهو يدفعها للانتحار المستميت فالمعركة هي مصير مشترك لا سيما و أن فترة المبادرة الخليجية والحوار الوطني قد مكن للحركة الحوفاشية من التخطيط لمعركة مستقبلية طويلة المدى ليس على مستوى السلاح فحسب و إن أيضا الدعم المالي الذي تلقته من دول الإمارات العربية وإيران وعمان والسعودية و بالمال نفسه يتحرك الأنصار كما يوجد دعم من التجار اليمنيين للحركة الحوفاشية بالإضافة إلى ثقافة النظام السابق في شراء الذهب وتخزين الأوراق النقدية في مخازن بعيدة عن أنظمة البنوك المحلية أو العالمية حيث تتجذر هذه الثقافة في بنية وعقلية الشعب اليمني الذي علمته التجارب أن يدفن ما يضمن وجوده تحت الأرض. وعلى المقاومة الشعبية أن تعيد قراءة العمق فيها وذلك بأخذ نظام الرهائن وهو نظام مشروع في المعارك الحربية وقد استخدمها الائمة وتمارسه الحركة الحوفاشية اليوم لضمان مولاة أنصارها وهنا يتطلب من المقاومة الشعبية وخصوصا في المناطق الحبيسة كتعز التي تقدم اليوم بطولات الشهادة والحزم والنصر أن تعمل الآتي: - أن تشكل فريق استخباراتي من المتطوعين لمداهمة الخلايا النائمة و أخذ منهم رهائن وقطع عنهم كل سبل التواصل و إن تتعامل بحزم وقوة أثناء المعركة مع الخونة ومع أسرهم وعقال الحارات ووجهائها ومشائخ القرى و أن تتابع كل العناصر والاعضاء المتحوثة و أن تشعر الخونة باستخبارات الرعب. - أن تفرض على التجار مجهود المزارعين مجهود الدعم الحربي و أن تضع نصب عينها أن التاجر الصامت في الحقيقة يقدم الدم للحوثيين والعفافيش خشية على تجارته ليأمن مكرهم وعقابهم وفي المقابل لا يقدم الدعم للمقاومة الشعبية لأمنه من جهتها وعدالتها وهو ما يجب على المقاومة أن تصنف هذا النوع بالخيانة لأن بأموالهم يقتل المدنيين فهم يدفعون المال لتأمين مصالحهم الشخصية ويخونون الجماعة والمصلحة العامة فيجب عليها أن يكون عقابها أشد من عقاب المخبرين. - أن تستهدف المقاومة كل المنازل التي يتواجد فيها الحفافيش حتي تستيقظ الأسر والحارات من سباتها وتفتح خط استخباراتي مع القيادة الاستخباراتية للمقاومة لاستكشاف تحركات الحوافيش داخل الحارات وفي المدينة أو أن تصنف تلك الحارات والبيوت تحت دائرة الخيانة للمقاومة الشعبية و يكون حكمها حكم المقاتلين المعتدين. - على المقاومة الشعبية أن تحصل على أسلحة نوعية متطورة و أن تفتح لها خط إمداد نوعي لاستقبال السلاح عبر البحر ويتطلب منها ضرورة الحصول على أسلحة متفجرات لأهميته في معركتها الجديدة. - إن أسلوب العقاب الجماعي هو من انجع الوسائل في الحروب ضد الحركات للانظامية والتي تمارس نفس الأسلوب و أن تطهير المناطق واستعجال عقاب المجرمين من أهم اسباب النصر كما ينبغي على المقاومة الشعبية أن يكون قراراها حازما و أن يكون لديها قسم اعلامي توجه المدنيين للخطر وتعلن متى يتطلب أمرها حظر التجوال و اغلاق المحلات التجارية و أن تسيطر على منافذ التموين الغذائي ومستودعات التجار للأدوية و المواد الغذائية و أن تلتزم بدفع أثمان ذلك كله آجلا إلى بعد الحرب. و أخيرا فإن المعركة لا بد لها من قاعدة خلفية لتدريب المتطوعين على طريقتين: حرب الشوارع و أساليب الاختراق و تجنيد الفدائيين و أن تستخدم بيوت المدنيين كمتارس للحروب بعد خرجوهم من منطقة الصراع إلى مكان آمن ولا تخلو بيت من مرجعية قروية لضمان السلامة. فقد علمني التاريخ أن الذين يموتون أكثرهم من الصامتين وتتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم و أن الله يحفظ المجاهدين ويصطفي منهم من يشاء وينعمون برجائه في الوقت الذي يموت أعدائهم سكارى فجرة.