شهد السنوات الأولى من الألفية الثالثة هجوما فارسيا على البلاد العربية مستغلين الخلافات العربية العربية . جميع بلدان المشرق العربي لم تسلم من عبث الفرس . وحتى الذي يحصل في مصر في الوقت الحاضر لا يمكن تبرئة الفرس من تلك العمليات الإجرامية . ومن التمدد الفارسي ما يحصل في الجمهورية اليمنية عندما حركوا أدواتهم التي ترفع شعار مقاومة الظلم والطغيان ظاهريا وفي الباطن تمكين الفرس من السيطرة على المنطقة العربية .تحالف قوى الفرس في الجمهورية اليمنية مع مليشيات الحوثي وعلي عفاش ( المليشيات الحوفاشية ) استطاعوا أن يحققوا مكاسب سريعة على الأرض في الشمال سقطت حوث والخمري معقل قبيلة حاشد وسقطت محافظة عمران التي فيها اكبر لواء يقوده حميد القشيبي.أما صنعاء سقطت خلال ثلاث ساعات وتعز والحديدة خلال نصف ساعة و إب والبيضاء في ربع ساعة . أي أن مناطق الشمال ذات الثقل السكاني تهاوت في غمضة عين كما يقول المثل الحضرمي . وأصبح كل شي في الشمال في قبضة الحو فاشيين أنصار الفرس. لم يتبق في الجمهورية اليمنية إلا مناطق الخفة والتشتت السكاني والتمزق السياسي – الجنوب – من اجل استكمال المشروع الفارسي ظهر عفاش أمام حشد من محافظة تعز بخطاب متلفز وهو تكرار لخطاب 27 ابريل 1994م كاشفا المشروع الفارسي القبيح بان لا توجد طريق أمام عبد ربه إلا منذ جيبوتي وهي إشارة الى السيطرة على جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية توجهت جحافل تحالف الفرس الحوفاشية الى الجنوب ضد شرعية الرئيس عبد ربه لم يكن حال الجنوب كحال الشمال السقوط في ساعات رغم أن كل المؤشرات ترجح سقوطه خلال ثواني منها وجود (46 ) لواء حرس جمهوري متوسط عدد الجنود في كل لوا( 4000 ) إجمالي القوة العسكرية في الجنوب (174,000 ) جندي , قوات الأمن الخاصة قوامها (20 ألف ) وجود خلايا نائمة وهم أعداد كبيرة من باعة القات وأصحاب البقالات والخضار والفواكه وعمال البناء. حرب المليشيات الحوفاشية على الجنوب هي ضد شرعية الرئيس و انقلاب صريح على كل الاتفاقيات وعلى ما تبقى من الشراكة بين الشمال والجنوب وتسليم بلاد عربية للإيرانيين الصفويين , عاصفة الحزم وفرت فرصة للإخوة في الشمال لكي يستعيدوا الشرعية والكرامة ويستكملوا مشروع ثورتهم وإقامة دولة مدنية كما يقولون . وإجهاض المشروع الإيراني . لكن الذي حدث أن هناك صمت من كل القوى في الشمال لهذا وجب استعراض مواقف كل المكونات في الشمال من باب التذكير لان الذكرى تنفع المؤمنين . علماء الدين السنة بعد استبعاد أمانة العاصمة كونها خليط مذهبي يصل عدد سكان مناطق الشمال الشافعية ( 9,881,000 نسمة ) يشكلون نحو 56,8% من حجم المجتمع ويتركزون في جنوب الشمال وخط التقسيم المذهبي جنوبذمار ورغم هذا الثقل النسبي والتمركز الجغرافي لم يسجل لعلماء الدين من المذهب السني أي موقف ايجابي من هذه الحرب الحوفاشية حيث لم نسمع أي فتوى تجيز قتال جماعة الحوثي وتأييد عاصفة الحزم بالرغم من أن الحوثيين هدفهم نشر المذهب الزيدي بل الشيعي الإثنى عشري ونشاهد آثار ذلك المذهب في العراق مليشيات الحشد الشعبي وما حدث في تكريت .الأمر الغريب أن هؤلاء العلماء في حرب دماج أصدروا عشرات الفتاوى على أثرها تحرك شباب الجنوب لنصرة إخوانهم في دماج ,كما أن هؤلاء العلماء أصدروا فتوى في حرب صيف 1994م ضد الجنوب ( الكافر الانفصالي كما جاء في الفتوى) . لماذا لم يصدروا فتوى ضد مليشيات الحوثي و عفاش الخارجة عن الشرعية الوطنية والإقليمية والدولية كما أنها تهدد المذهب السني وتطلق عليهم التكفيريين . . لماذا غابت الفتوى . سؤال بحاجة الى جواب ولكني أتمنى أن تصدر فتوى بالنفير العام لمواجهة هذه المليشيات كونها تهدد أهل السنة والجماعة .( اعتذر عن استخدام الطائفية في تحليل المواقف ) الأحزاب السياسية يوجد في اليمن أكثر من عشرين حزب سياسي متباينة في التوجهات والبرامج ويجمعها الدفاع عن الشرعية الوطنية ومحاربة جميع أشكال التمييز وخاصة التمييز المناطقي والمذهبي وقعت على المبادرة الخليجية التي أنقذتهم من حرب مدمرة, كما أنها تحاورت وتوصلت الى وثيقة عرفت بمخرجات الحوار الوطني .ومن نتائجها إقامة دولة اتحادية من ستة أقاليم تتمتع بسلطة مستقلة .ما إن تم التوصل الى الدستور الاتحادي حتى انقلبت جماعة الحوثي وجناح علي صالح في المؤتمر الشعبي وحلفائهم في التكتل الوطني على وثائق الحوار وهذه ليست المرة الأولى فقد تم الانقلاب على وثيقة الوحدة والانقلاب على وثيقة العهد والاتفاق . أمام هذا التمرد الحوفاشي لم يحدث تكتل وطني من الأحزاب السياسية لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد الديمقراطية الناشئة والوحدة الوطنية . أين ذهبت الأحزاب الاشتراكية والقومية والدينية . أليس مشروع الحوثي فارسي صفوي يهدد القومية العربية . أليس تحالف صالح و الحوثي مذهبي طائفي شيعي يهدد المذهب السني خاصة وان كتب الشيعة تعتبر الطائفة السنية أنجاس وتقدح في الصحابة وأمهات المؤمنين .هنا سؤال بحاجة الى جواب هل هناك اتفاق سري بين أحزاب الشمال على تقاسم الجنوب كما حدث بعد حرب صيف 1994م منظمات المجتمع المدني يوجد في الجمهورية اليمنية عدد هائل من منظمات المجتمع المدني يفوق عددها حبات الرمل و المعروف أن هدف منظمات المجتمع المدني تحديث المجتمع ورفض كافة أشكال التخلف والعبث بمقدراته بمعني هي برلمان الظل , ومن أهداف تلك المنظمات تحريك الشعب ضد الطغاة والفسدة والمارقين وصانعي الفوضى ومحاربة الدكتاتورية .هذه الأهداف السامية لمنظمات المجتمع المدني لم يتم الدفاع عنها لم يتصدوا للمشروع الحوفاشي الذي يعيد البلاد الى القرون الوسطى وينتج دكتاتورية من اخطر الدكتاتوريات التي عرفها العالم ,لماذا لم يتحركوا ساكنا , الحقيقة أن تلك المنظمات هي قنوات للتسول وسكوتها كما يقول المثل اللي يدفع للزمار يطلب اللحن الذي يبغاه . المكون القبلي مجتمع الشمال قبلي لا يعترف بالنظام والقانون إلا في حدود ضيقة . فض النزاعات يتم من خلال العرف القبلي رغم وجود قضاء ومحاكم لكنها مخصصة لفئة من المجتمع . هنا نسوق حادثة بقرة دار الرئاسة وثور مجلس النواب وهيئة التنمية الريفية فيما يعرف بالتهجير لحل خلاف بين شيخ قبيلة وهيئة رئاسة مجلس النواب وبين شيخ قبيلة ورئيس الجمهورية وشيخ قبيلة ومدير التنمية الريفية .خلال الأعوام (1997م- 2003م ), القبائل لديهم سلاح بل أن سلاح بعض المكونات القبلية يوازي سلاح الدولة البري حسب الروايات توجد أكثر من ستين مليون قطعة سلاح بحوزتهم .القبائل عندما اشتد الحراك الجنوبي أسسوا مجلس التضامن القبلي للدفاع عن الدولة والوحدة والشرعية هذا المبدأ والعهد لم نشاهده لوقف زحف المليشيات الحوفاشية التي كسرت شوكة حاشد وشردت مشايخها وأصبحوا لاجئين في أكثر من دولة . الم تكن عاصفة الحزم فرصة أمام قبائل الشمال للثأر من علي عفاش الذي شتت شملهم , لماذا في حرب صيف 1994م اعلنتوا الحرب وجيشتوا الناس ودعمتم المجهود الحربي بذهب النساء لماذا لم يتكرر ما حدث عام 1994م عام 2015 أين القبيلة .سؤال بحاجة الى جواب .أن المواقف السلبية للمكونات الشمالية من الحرب على الجنوب التي تشنها المليشيات الحوفاشية تثير الاستغراب ماذا تنتظر مكونات الشمال . عاصفة الحزم غيرت ميزان القوى . الجنوب صمد رغم الخلافات والتباينات كما يقول المحللون من بني جلدتكم في شاشات الفضائيات . اليوم عاصفة الحزم دخلت أسبوعها الثالث المطلوب منكم تشكيل فرق مقاومة لتحرير مناطقكم من المليشيات الحوفاشية أتمنى أن تتغير الموافق وتبدأ المقاومة في الشمال لكي تعيدوا اعتباركم وكرامتكم فالتاريخ لا يرحم . بقي ثلاث رسائل هامة : الرسالة الأولى : لأبناء مأرب الذين رفضوا الاضطهاد والذل وامتطوا صهوة المقاومة تاريخكم سيكتب بما الذهب أتمنى أن يلتحق بهم محافظات الشمال فعلا وليس إعلاما الرسالة الثانية : الى شباب 11 فبراير استكملوا مشروع ثورتكم لا قامة دولتكم المدنية كونوا فرق مقاومة لضرب المليشيات الحوفاشية فقد دخلت مرحلة الاحتضار هاجموا ما تبقى من مراكز تجمعاتهم وخطوط إمدادهم الرسالة الثالثة : الى المغرر بهم من أبناء الشمال الذين يقاتلون في الجنوب لا تصدقوا عفاش أن الجنوب سوف يسقط ويتحول الى غنائم نقول لكم ما حدث في 1994م لن يتكرر عليكم بالفرار من جبهات القتال والعودة الى بيوتكم لبناء مستقبلكم من بوابة التعليم وليس من بوابة النهب والفيد.