سيقرأ أبناءنا وأحفادنا وأجيالا قادمه قصص سوداوية من ضرب الخيال ,سيدون عن أيام تاريخيه نمت فيها حركات خرافية بشعه. سيتحدث عن داعش التي كانت تقتل بالجملة وتحرق الاعداء امام الكاميرات, عن الحوثي الاكثر بشاعة وحليفه عفاش الذين كانوا يضعون خصومهم بين القنابل والذخائر تحت قصف الطائرات , كانوا ينسفون المدن والمنازل والمعاهد والمساجد والجامعات والمستشفيات , عن حزب الله والجيش العلوي الذي سووا بلد بالأرض ودفنوا شعب تحت ركامها, عن قوات الحشد الشعبي الذين كانوا يجتاحون المدن ليجعلوها مرتعا للنهب والسطو, عن جيش السيسي الذي حشر الاف من البشر المسالمين في ساحة صغير واعدمهم فيها بدم بارد ثم راح قضائه يوزع احكام الاعدام بالمئات, من ضمن هذه المئات رئيس دوله واموات كان قد أكل الدود حينها من ثراهم. سيقرؤون بدهشه كما نقرأ بدهشه عن التتار و المغول الذين جعلوا الكتب مطية لأقدامهم ورجال الكنيسة أدعياء الحق الالهي في القرون الوسطى والنازيين والخوارج والحشاشين, سيحتارون في اتباعهم ومؤيديهم الذين كانوا بالألاف...كيف صدقوهم؟ كيف اتبعوهم؟ كيف ناصروهم؟ ... كما نحتار الان في اتباع التتار وفي أتباع اسماعيل الصفوي الذين من شدة تعظيمهم له تقافز أكثر من الف منهم خلف منديل له سقط من على رأس جبل . وفي المقابل سيكتب عن ثورة أشعلها شباب أنقياء, أطباء ومهندسين واداريين وصحفيين وأساتذة وطلاب واكاديميين وفلاحين وفقراء ومظلومين. ثورة كانت ضد الدكتاتورية والفساد الاداري والاقتصادي والسياسي ,طالبوا فيها بالدولة المدنية الحديثة والحرية والكرامة والعدالة والمواطنة المتساوية, من أجل ذلك قدموا الاف الشهداء والجرحى ,كانوا هامات في ساحات السلم و التعبير ,وأبطال في ساحات المقاومة والسلاح. هي أيام للتاريخ فأين تضع نفسك فيها؟ ضمن أتباع تلك الحركات الضلالية الرجعية التي كانت تحيى بالدماء والدمار والنظريات الخرافية والدكتاتورية أم ضمن ذلك الرعيل التنويري الثائر الذي كان يحلم بعالم الحرية والكرامة والنماء عالم قوقل والابتكار والتكنلوجيا . أسائل نفسك هل تحب لو أنك كنت من أتباع التتار والمغول والخوارج ,اذا فاعلم أن التاريخ سيكتب عنك كما كتب عن أتباع التتار لو أنك من أتباع تتار اليوم (الحوافيش ,و الدواعش, والشبيحه,والبلطجيه...) هل تريد أن تكون جزء من حركه يقودها عفاش وعبدالملك وابو علي الحاكم ومحمد الحوثي والبركاني والصوفي... وما اكل السبع؟ هل تريد ان تكون ممن يقول الله عنهم (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) فيقولون (رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا )