هذه الآية الكريمة التي تقول: {وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ..} تجعل من يقيننا بها ما يقينا من شرهم الكثير، كلما قرأت هذه الآية الكريمة تساءلت: أين سأكون في ذلك اليوم العظيم منك أيها الخائن للوطن والإنسانية في هذا اليمن الغالي...؟!! وأين ستكون مني..؟!! فأرتعب جزعاً من أن أحملك ذنباً في صحيفتي عن سكوتي عن فضح مخططاتك أعلمت الآن لماذا قلت لك يوماً برغم كل الوجع (وأن الله لا يهدي كيد الخائنين)، إني أخاف الله رب العالمين في الناس من حولي... لذا قراءة التاريخ مهمة جداً وهي تعطي وعياً خاصاً بالدراسة المقارنة، وحقلاً خصباً لفهم المدارس المستهدفة الفئة الشبابية ونشؤها لتشويش المجتمع ونشر أمراض الثقافة. إن كل ما يحدث في هذه المرحلة، هي علاقة جدلية بين الماضي والحاضر، وهذا القانون في جدلية الأحداث وترابطها يجعلنا نستوعب ما يحدث حولنا في حال غياب الرموز الثقافية التاريخية الدينية الفقهية أنها تركة ثقيلة من أيام الماضي. فكان قراري البحث عن مدرسة الشاب علي البخيتي الذي أبرزها في لقائه في قناة "اليمن اليوم" قبل أيام، وهل هو مدرك بأنه يخطو نحو هذه المدرسة بعلمه أو بطموح الشاب اليمني الذي حُرم فرص العطاء والإنتاج في عنفوان شبابه. فكرت ملياً أن أبحث في خفايا وتفاصيل القائد المحنك صلاح الدين، ذلك القائد الذي حير الصليبيين (والصهاينة هم البديل لهم اليوم) لتشابه التاريخي في تفاصيل ما حدث وما يحدث في عصرنا، فاكتشفت تلك المدرسة التي تقدم بها علي البخيتي (كانت بعلمه أو باستدراجه)، وهي مدرسة ومنهج الحشاشين طبعاً أنا أتخيل غضب بعض من متابعي ما أكتبه، معللين بأن هؤلاء من الخوارج، وقد دفنوا ببطون الكتب منذ زمن بعيد... وأقول لهم: تعالوا معي نعرف ما هو هدف الحشاشين الذي تزعمهم (حسن صباح) وكم في الشارع اليمني والعربي اليوم من رمز هو (حسن صباح) وقد هدفت هذه الحركة التي سعى حسن صباح ورفاقه لنشر مكون اعتمد على استراتيجية عسكرية مختلفة عن تلك السائدة في العصور الوسطى. وتمثلت هذه الاستراتيجية في الاغتيال الانتقائي للشخصيات البارزة في دول صنفوها بدول الأعداء. بدلاً من الخوض في المعارك التقليدية التي تؤدي إلى إيقاع آلاف القتلى من الجانبين. وكان هؤلاء الحشاشون مدربين بشكل احترافي على فنون التنكر والفروسية، واللسانيات، ولاستراتيجيات، والقتل. وكان أكثر ما يميزهم هو استعدادهم للموت في سبيل تحقيق هدفهم. وكان على الحشاشين الاندماج في جيش الخصم أو البلاط الحاكم بحيث يتمكنون من الوصول لأماكن استراتيجية تمكنهم من تنفيذ المهمات المنوطة بهم. ها تخيلتم معي الآن ما نحن فيه من قتل منظم ومستميت بين الرموز الوطنية والعسكرية والشبابية...؟ في مكونهم لا يطمح الشخص لا لمنصب، ولا لمكافأة، ولكن يطمع لزيادة مريديه ومناصريه... فقد كان الحشاشون يأخذون الناس لجبل بعيد ويكون تحت وادٍ أخضر ويظلون يخدرون الناس بالفكر والمخدرات وكل ملاهي ومتع الحياة ويختارون صغار السن وأكثرهم شجاعة وحضوراً... وبعد التخدير المعنوي والحسي يخرجونهم من الجبل إلى الوادي، ويقولون لهم هذه الجنة... هذه هي الجنة ويعيدونهم للجبل.. وينعاد الدرس في اليوم التالي. لذا يتشرب ذلك المنهج كل حسب فئته وفصيله ليقوم كل بدوره. طيلة ثلاث قرون نفذ الفدائيون الحشاشون اغتيالات ضد الأعداء الدينيين والسياسيين, وكانت هذه الهجمات تشن غالباً في الأماكن العامة على مرأى ومسمع الجميع لإثارة الرعب، ونادراً ما نجا الفدائيون الحشاشون بعد تنفيذ مهامهم, بل إنهم لجأوا في بعض الحالات إلى الانتحار لتجنب الوقوع في أيدي الأعداء. ها وصلت الفكرة.. اليوم الحشاشون في كل المكونات يستهدفون شبابنا وصغارنا (بعلمهم ولا باستدراجهم) أتوقع دهشتكم وتأكيدكم لاستنساخ المنهج بيننا تارة تؤكدون بأنهم القاعدة، وتارة ستصيحون وتؤكدون بأنهم الاخوان، ومن الإخوان من سينفي بأن الاخوان غير الاصلاحيين ويؤكدون بأنهم من الاصلاحيين، والأدهى والأمر لو الكل اجتمع على أنهم الحوثيون وذلك لأنهم منبثقون من الإسماعيليين... ولكني كم ذهلت كيف يعيد التاريخ نفسه؟ وكيف كان يتم تخدير شبابنا بنفس الأسلوب وتوجيههم لهدم المنجزات وإيقاف الحياة...؟! وعندما تغلبنا بالصندوق واحتكمنا للحكمة وتقدمنا لانتخابات نزيه تحولوا الى النهج العسكري وبدأت سلسة الاغتيالات والتصفيات وهدم المؤسسات العسكرية، وعندما عجزوا بأن يحولوا الشعب الى حشاشين اتجهوا الى التفجيرات الموجعة لكل بيت، وعندما عجزوا تحولوا الى هدم ما تبقى لنا من شكل دولة وحكومة هزيلة ضعيفة!! متحدين وجود مجلس عسكري لمواجهتهم متناسين بأن صلاح الدين اليمن موجودون، هذا ما نسعى أن نصل اليه قال تعالى: (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)". لقد ذكر على البخيتي في معرض كلامه نقطتين هما الأخطر في لقائه الحماسي الجميل. الأولى: لماذا لا يكون هناك دولة من دون شركاء؟! يعني مذهبية لا تخدم المذهب فقط وإنما تخدم عودتنا الى عصور الظلام والجهل والجنة التي تصرف بصكوك الحشاشين، والأمر الاكثر خطورة هو عندما قال: لماذا لا يذهب الى صعده مكون الشباب والمثقفين للحوار؟! طبعاً الحوار الآن أصبح أداة من أداة بيع الجنة للناس يسحب من تحت أرجلنا من دون أن نشعر، فلا نحاور إلا فيما يريدنا أعداؤنا نتحاور. لذا أدعو ذلك الشاب ان يخرج من الجبل ويتجاوز الجنة ويأتي الى الميدان ونحن على أتم الاستعداد لنحاوره وفق رؤيا يمنيه وفي ظل قوله تعالى: (بلده طيبة ورب غفور)، لكن من سيمكننا من هذا، وهناك حشاشون من كل جبل يريدون الكل يذهب للجبل لينزل للجنة فيذهب فقط للقتل وإراقة الدماء والاغتيالات. ملاحظة: لي الحق في البحث والتحليل والتوضيح والنقاش ولك الحق في القراءة والتقبل أو الرفض والنقاش، وفي الاخير يحكمنا منهج التسامح والتصالح والتعايش تحث مظلة. #أنا_يمني_وأحب_وطني