أمسكت بقلمي قلبته من طرفيه صارحته بحبي له بلا نقطة النهاية.. وأكد لي بأنه يحبني من نقطة البداية. همست له بأني حزينة وحزني فوق ..طاقتي. وبأني قلقة وقلقي فوق.. طاقتي. وبأن الدهشة تحاصرني لذا هي أيضا فوق.. طاقتي. لذا الكتابة يا قلمي... لا طاقة لي بها. وتسألني لماذا...؟!! وأجيبك ورائحة الدم تنبعث من أطهر الأماكن على وجهه الأرض ألا وهي بيوت الله، فقد أستيقضنا هذا الصباح وكل شيء حولنا مؤلم.. وصوت صفير الحنين الى رمز الوطن يخترق النوافذ المكسورة، والأبواب المشققة ،والجدران الترابية ...لتصل الى تلك الغرفة الزجاجية التي" بيننا وبينه" وهي تمد جسراً يقوم على أعمدة من الحزن والشوق والرجاء بين... أعيننا وقلبه ومدينة من الدهشة أصبحت مرعبة بين... أقدامنا وسريره وتاريخ من اللهفة والخوف بين... قلوبنا وحظنه وأنا هنا وحدي في حيرتي اقلب طرفي قلمي برغم زحامهم لأكتب وهو يزدرني لبشاعة ما أكتب حين لا يحب أن أكتب ما لا يجب أن أكتب...!! ويشعرني بأني أقسى قلب وجد على وجه الأرض. وبين بشاعة ما يخطه القلم رغما عن أنفه وبين قسوة القلب أحاول أن أتماسك وأشد عودي وأنا أوزع بصري وسمعي بين من يصرخ يا نبض الدار، ويا قلب البيت ..وذاك الذي يقول فديتك لا تغمض عينيك ولا تتركنا فريسة للعملاء والخونة.. وأخر يطالب بأن يرفع رمز الوطن يديه ملوحا ليرد بيديه محييا أياه فبين... أيديهم ويديه تاريخ من الوفاء فيا هدد سليمان عود لنا بالنبأ اليقين... وقل لعصا موسى لقد أنتشر سحر السحرة بيننا كالطوفان فدمر البيوت، وفرق الناس ،وهدم مساجد الأمان والطمأنينة وقل لسيدنا يونس بأن حيتان الغدر قد حاولت ابتلاعه حين ثقة وهو يردد بألم وإصرار ( لا إله إلا سبحانك أنت إني كنت من الظالمين). وقل لصلاح الدين إن مهازل الخونة قد تجاوزت كل حد ..وقيود الكيد والغيرة قد كبلتهم ولم يجدوا في طريق إشباع غريزتهم الشريرة غير وسيلة الدم المبنية...!!على عناصر المغالطات، وتشويه السمعة ،وتلفيق الادعاءات... ليبرروا لأنفسهم قصة اغتيال وطن..! من خلال رمزه فالتاريخ يحفظ الكثير من قصص "اغتيال الشخصية الوطنية "التي أودت بحياة علماء ومفكرين وقادة الامة بداءَ من مقتل علي بن أبي طالب على يد عبدالرحمن بن ملجم، مرورا باغتيال عثمان بن عفان على يد عبد الله بن سبأ اليهودي وهو يتلو كتاب الله بين يديه انتهاء برمز الشجاعة في التاريخ الإسلامي وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب وهو يصلي بالمسلمين على يد أبو لؤلؤة المجوسي فأنصفهم التاريخ وتحول أصحاب الحسد والغيرة الواقعين في حول العمالة... مجرمين بحق التاريخ والإنسانية وعليه سوف تشهد أجيال اليوم محاكمة هؤلاء الكائدين الحاسدين القادمين من مستنقع العمالة والخيانة بعد ان تنكشف نواياهم وتظهر الوثائق حقائق الأمور عندها ستفخر الأجيال القادمة بدولتنا قبل ان يفخر التاريخ ليتساوى التاريخ مع الدولة انصهارا ببعضيهما البعض. لذا سأصرخ بكل صوتي لكل الذي يهمهم أمري ويكرهون وجودك بداخلي وأقول لهم بأن الانقلاب ومحاولة اغتيال الشخصية الوطنية هو اغتيال للهوية واغتيال الهوية هو اغتيال للوطن لذا يجب ان ترحلوا بعد ان تحاسبوا وتعاقبوا. وفي نهاية المطاف يا قلمي: حملتني فوق طاقتي حين حدثتك بتفصيل مؤلم عن حكاية خيانة وطن. حملتني فوق طاقتي وأنا ارسم لك لوحة جنونهم. حملتني فوق طاقتي وأنا أحاول أن أكون تلك المرأة البعيدة عن السياسة وعن الصحافة. حملتني فوق طاقتي حين تصف نفسك بأنك القلم الوحيد فوق الكرة الأرضية. وان كل الأقلام قبلك وهم ..وكل الأقلام بعدك وهم.. وانك الوحيد القادر على إحداث كل تلك الضجة في مدينة الحروف خلفك.