عدن تحتاج اليوم بعد انتصارها على العدوان الحربي لقوات الر ئيس السابق علي عبد الله صالح وحلفائه الحوثيين.. تحتاج لاشياء كثيره تدخل ضمن عنوان اعادة الاعمارط .. تحتاج الى اعادة اصلاح وترميم البنى التحتية التي استهدفت في هذه الحرب العدوانية الملعونة.. وبالذات الكهرباء والمياه والاتصالات .. عدن تحتاج الى اعادة اعمار كل ماتم هدمه وتميره.. فلقد تعمد الغزاة ( قوات صالح ومليشيات الحوثيين )تعمدوا الى تدمير كل ماكان يعكس مدنية وجمال هذه المدينة .. الفنادق .. والمباني الرمزية والتاريخية لمدينة عدن .. ولهذا فان ماتحتاجه عدن بعد انتصارها هو مشروع مارشال لاعادة اعمارها ..لكن وهذا هو الاهم ان يتم تنفيذ هذا المشروع من قبل شركات عالمية وتحت اشراف مباشر من قبل الدول التي اعلنت استعدادها في تقديم هذا العون واقصد بها هنا مجلس التعاون للخليجي.. وفي مقدمتهم السعودية والامارات.. وهذا ما يطالب به المواطنون في عدن بل وفي كل الجنوب والشمال.. لان الناس يجدون في الفساد الذي نشره نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح سيظل ياكل الاخضر واليابس.. وكابح لاي تنمية واعمار.. ولديهم شواهد وتجارب مريره في هذا السبيل..ابرزها مشروع اعادة اعمار ابين وكيف قام الفاسدون بسرقة المليارات التي خصصت لاعادة اعمارها ومع ذلك لم يتم شيئ من ذلك.. كما لم يتم محاسبة فاسد واحد من اولئك.. رغم روائح النتانة التي كانت تطلع منهم.. كما لدينا نموذج لهكذا فساد يتمثل في المشارع التي ارتبطت بخليجي عشرين حيث خصصت ملايين الدولارات لمشاريع لم تتفذ معظمها.. و ما يدور اليوم من صراع على السلطة والنفوذ وبالذات في عدن ورائه بدرجة رئيسية الفاسدون ... والصراع على من سيحصل على فرصة تنفيذ مشاريع اعادة الاعمار ...لذلك يجمع المواطنين على ان ضمان اعادة الاعمار هو ان تتولى شركات خليجيه /سعوديه -دوليه عملية التنفيذ مع والاشراف الكلي عليها من الدولة المانحة..مع امكانية وجود دور للمجتمع في المراقبه من خلال منظمات المجتمع المدني التي تتوفر فيها شروط القدرة والنزاهة. ولكن رغم ان عدن تحتاج لهكذا مشاريع كبيره لاعادة اعمارها وتنميتها وتطويرها من خلال تفعيلوتوظيف ثرواتها الطبيعية.. الميناء والبحر والمطار والموقع الاستراتيجي والمصافي والانسان.. الا انه قبل كل ذلك فان عدن اليوم بعد انتصارها تحتاج الى اعادة تطبيع اوضاعها الحياتية والسكانية.. تحتاج الى اعادة الامن والامان .. وتحتاج الى اعادة الحياة المدنية والثقافة المدنيه..تحتاج الى اعادة العمل بالنظام والقانون وسيادتهما على الارض .. تحتاج الى عودة الامن العام المدني الذي يقوم بمهامه استنادا للقانون والنظام.. الى اعادة تنظيم وتفعيل اجهزة الامن والشرطه وحماية حقوق الانسان .. والى اعادة الحياة لاجهزة النيابة العامة والى المحاكم .. تحتاج عدن الى اشراك المجتمع في كل هذه المهمات ... وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني الفاعلة والتي لا تعمل ضمن اجندة سياسية محددة او حزبية ضيقه..عدن تحتاج اليوم الى خلق شراكة مجتمعية واسعة لتحقيق كل هذه المهمات. عدن تحتاج الى وقفة جادة وحازمة تجاه الفساد والفاسدين والذين تسببوا في كل الكوارث التي عاشتها عدن.. ولازالوا يصرون مواصلة عبثهم وانتهاكهم لحقوق الانسان في الكرامة والعمل والتنمية.. عدن تحتاج الى اعادة مراجعة شامله لمسار العملية التعليمية في مختلف مراحلها.. ابتداء من الحضانة والروضة حتى الجامعة.. من حيث الهيئات التعليمية وكفاتها ومن حيث المناهج ومدى استيعابها للتاريخ والحاضر والمستقبل ..ومن حيث المباني وتجهيزاتها وسلامتها وصلاحياتها .. عدن تحتاج الى توظيف كفائة ابنائها بتطبيق مبدء الانسان المناسب في المكان المناسب.. عدن اليوم تحتاج الى اقرار قانون بعدم اعطاء الفرصة في المواقع التنفيذية لاي متورط في الفساد المالي والاداري والاخلاقي.. والمتورطون بانتهاك حقوق الانسان . عدن تحتاج الى اعﻻم مستقل يمثل المجتمع ويراقب الحكومة والسلطات المحليه..ويراقب تنفيذ المشاريع ويحمي المجتمع من اي سارق او عابث بحقوق اﻻنسان. *رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق اﻻنسان