نصرنا المبدئي يوم تحرير صنعاء , ونصرنا الأولي يوم رفع العلم اليمني فوق جبل مران .. لكن .. نصرنا الحاسم لن يكون قبل يوم تدشين الأقاليم الستة للوطن . كل ما حدث كان نتيجةً لمشروع الأقاليم والعدالة والمساواة والقانون المناهض لنظام فاسد عنصري محتكر للسلطة والثروة راسخ متجذر منذ أكثر من ألف ومائتين عام , وكل التضحيات وقوافل الشهداء و نهر الدم والثورة التي سجلها أحرار اليمن وأبنائه وحتى أطفاله ونسائه , من أجل ملف مخرجات الحوار والدستور ومشروع الأقاليم ,واليمن الجديد ..يمن لا غالب فيه ولامغلوب .. لا سادة فيه هنا ولا عبيد فيه هناك .. وطن لا فضل فيه لسنحاني على حضرمي إلا بالإلتزام بالنظام والقانون . قد تتنازل عصابة الإنقلاب عن كل شئ إلى حين ووقت اّخر تستطيع إعادة إنتاج نفسها ونظامها من جديد , لكنها لن تسمح بمشروع الأقاليم أن ترى النور ولن تتنازل في هذا الأمر , لأن هذا بالنسبة لها مسألة حياة أو موت , وإن سمحت بذلك فستظل تعرقل مسيرة المشروع من تحت الستار كل يوم وكل لحظة . نحن أيضا , و لإننا إلى جانب الحق والعدالة , ولأننا غالبية الشعب مقابل حفنة من لصوص عصابة الإنقلاب , لا يجب أن نتنازل قيد أنملة عن كل شئ وارد في أهداف ثورة فبراير , وأولها تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وإقرار الدستور وتدشين مشروع الأقاليم الستة , وقبل ذلك تسليم سلاح الميليشيات للدولة , و إزالة أي جماعة طائفية مسلحة , ومحاكمة القتلة وقادة الإنقلاب والقصاص لكل دماء الشهداء والجرحى ومعاناة الشعب اليمني جراء الانقلاب الهمجي العبثي , و التمسك بمشروع الأقاليم قبل وبعد تنفيذه ومنع كل المحاولات لعرقلة مشوار المستقبل . يجب تعبيد الطريق , ومحو كل عراقيل أو مثبطات تقف في طريق اليمن الجديد , وصولاً إلى اليمن الجديد وتدشين مشروع العدالة والمساواة ودولة الحكم الرشيد والأقاليم الستة , والإستفادة من أخطاء ثورة فبراير واهمها الإحتفال بالنصر قبل تحققه , والغفلة عن متابعة أهداف الثورة وعدم تناسب منفذي أهدافها معها . من المهم جدا اليوم إدراك أن غياب عبدالملك الحوثي أو المخلوع علي صالح عن المشهد ليس نهاية كل شئ , وأيضاً من المهم جدا اليوم إدراك أن تحرير صنعاء ورفع علم الوطن في مران ليس ذلك إعلاناً بإنتهاء المعركة , نهاية معركة المستقبل تنتهي مبدئياً يوم تدشين الأقاليم الستة لليمن , وتنتهي فعلياً بعد عقود من بداية مشوار اليمن الجديد . أثلج صدري كثيراً رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي عندما أكد خلال لقائه بالجالية اليمنية بقطر على التمسك بمشروع العدالة والمساواة والحرية والمستقبل وقوله أن مخرجات الحوار الوطني بمشروع الأقاليم الستة ستنفذ شاء من شاء ورفض من رفض , وهذا يعني إدراكه بالخلاصة وتمسكه بخيار الشعب , وتوجيهه للشعب الذي لم يدرك خلاصة الخلاصة بعد , وتأكيد لوطنيته وإخلاصه ورغبته في تنفيذ ضمانات إستقرار أمن اليمن وإزدهاره وإنهاء حقبة الظلام والفساد . حذاري من ترك الأصابع بعيداً عن الزناد لكل مقاتل ,و حذاري من ترك القلم والكلمة والتوعية لكل مثقف , وكلٌ في موقعه ومجاله , قبل تحقيق نصرنا الحاسم الذي تبدأ معالمه وتباشيره مع إشراقة يوم تدشين الأقاليم الستة لليمن . تحية إجلال وإكبار وتقدير لكل شهداء الوطن والحرية والمستقبل المنشود , ولكل أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في كل ربوع اليمن .تحية لروح الشهيدة رغد الحداد ولكل أطفال اليمن الباحثين عن مستقبل أفضل ويمنٍ جديد ودولة مدنية حديثة تواكب العصر و تساير قافلة الحضارة . المجد للوطن .. اليمن سينتصر .