!سماء صافية وورود بدأت تشق التربة لتظهر الوانها العديدة. ألطبيعة ساكنة بجمال أخاذ يعبر عن لحظة البداية لكل ماهو حي في هذا الكون! صاخب داخلي بضيق عاجز بعد حديثي اليومي مع اسرتي هناك في البعيد في جنوب الجزيرة او في "العربية السعيدة " كما أطلقوا عليها قديما السعيدة لم تعد سعيدة، اصبح دخان البارود هو المتداخل الأوحد مع روائح البداية للربيع الذي تم وأده بوحشية تماما كما تم وأد احلام الطفولة التي تنتظر المساء القادم بانفجارات شتى واحاديث الكبار عن قتلى الشوارع وابن الجيران الشاب طالب الجامعة الذي قتل اثناء خروجه للبحث عن الماء لاسرته همهمة الجدات بالأدعية وامنياتهن لو كانت أرواحهن قد صعدت الى باريها قبل ان يشاهدن هذا اليوم فراس ابن اختي الصغير يحدثني بالحقائق التي يحاول الكبار إخفائها عني احاول ان انزع الخوف من نفسه فراس حبيبي اعتبر ماتراه فيلم اكشن تشاهده طيب ...أجابني الصغير بضحكة ساخرة لكنه لم يعد يستطيع ان يعدني بشيئ فراس حبيبي انت البطل الشجاع هدئهم حين يخافون! انا ياخالة راسي يروح يمين يسار بدون ما اعرف كتمت صوتي العبرات امام هذا التعبير الدقيق عن الخوف ،ضاعت الكلمات ولم اجد بعد اي تعبير يمكن ان يهدئ الصغير ! لاشك ملايين الاطفال يشعرون مايشعر به فراس بعد ان تحولت مدن ألعابهم الى صواريخ وقنابل ودخان من يقتل من من اجل ماذا ولم؟؟؟؟؟ الدمار يغطي كل شيئ .الأمهات اللائي تركن أطفالهن راحلات في مدن العالم للبحث عن العلاج حوصرن وتمزقت احشاؤهن خوفا الأمهات اللائي يضعن مواليدهن في هذه الليالي لم يعدن يصرخن ولم يعدن يفرحن حين تأتيهن بشائر الطلق كيف سيحيا هذا المولود, وهل حقا له حياة؟ حتى لو توقف هذا الاقتتال كم من الوقت يحتاجونه الناس صغارا وكبارا لترميم نفوسهم؟ المراهقون على شبكات التواصل لم يعودوا يتبادلون اخر صيحات الموسيقى العالمية واغنيات العشق الخيالية وصور النجوم بتقليعاتهم العديدة بل صور الطفولة المدماة وإشعارات امانيهم بوقف الاقتتال مدارسهم التي كانوا يضيقون بها أصبحت أمنية مستحيلة يحلمون ان تعود. جانبا ملقية كتبهم يقلبون صفحاتها على أمل بوم قادم يعودون لفتحها من جديد وجوههم الغضة شاحبة متغضنة كزجاجات البيوت التي شرخت او تهدمت ,اأوراق الأشجار في الحدائق غطاها السواد لم يعد هناك مايبهجهم حتى نكات الحرب التي يتبادلونها لاتضحك بل تخيفهم أكثر. ماهو القادم ياترى؟. اصبحون يدورون في الردهات لاتفارقهم محمولاتهم عل ماسج يأتيهم من رفقة ما... ستفتح المدارس وستعود !االأيام الأباء القادمون من زمن شهدوا فيه الاقتتال والحرب يبحثون كيف يتدبرون الأماكن الآمنة بداخل البيوت وكيف يحصلون على العديد من قناني الغاز وأكياس الطحين والأرز ، يجازفون بالخروج في لحظات غفلة ساكنة علهم يستطيعون شراء أرغفة ساخنة وكراتين مياه والسؤال عن أمل ان تعود المياة ولقاء الجيرة عل حل موقت يفك هذه الأزمة البيوت أصبحت محرقة اخرى والخوف بداخلها تماما كما الخوف من الموت بالرصاص المشتعل في الشوارع من اصدر امر الاقتتال لاشك يجلس على أريكة هزازة يشاهد مايحدث بابتسامة سفاح صفراء من اصدروا امر الحرب ينامون في مخادعهم الوثيرة المكيفة يفكرون بلذائذ اجسادهم المنفوخة . من اصدر امر الموت يجلس على مائدة تحوي اكثر من صنف من الطعام لايحمل هم من أين جاء ولا كيف ل ألقاتل والمقتول ضحية لو كان عرف الأمان في دقائق أيامه لما اختار ان يقتل ليعيش وبعد ...سوْال لاشك لم يسأله من يصدرون أوامر الحروب لأنفسهم : هل حقا تأتي الحروب بالبناء والتطور والإصلاح للمجتمعات؟؟