بدأ منذ شهرين تقريبا الإعداد والتحضير لمؤتمر جنيف (2) بدعوة من الأممالمتحدة بهدف جمع الفرقاء اليمنيين من أجل وقف الحرب الدائرة في البلاد، والتشاور في إيجاد آلية مناسبة لتنفيذ القرار الأممي (2216) -حسب ما جاء في دعوة بان كيمون للأطراف اليمنية-. النسخة الثانية من مسلسل (جنيف) تأتي بعد مرور ستة أشهر على متابعتنا لأحداث النسخة الأولى والتي منيت بفشل كبير على كل الأصعدة.. سيناريو مبهم، دراما مفقودة، تمثيل ضعيف، وإخراج سيء.. كل ذلك جعل المواطن اليمني يعزف عن متابعة مثل هكذا مسلسلات كون الفشل هو النتيجة الحتمية لها والمعروفة لديه مسبقا، وكون هذه النسخة لا تختلف كثيرا عن سابقتها شكلا ومضمونا. يأتي (جنيف 2) في ظل إصرار ملحوظ من قبل الأممالمتحدة على إطالة الصراع في اليمن بهدف تفكيك التحالف العربي الذي يعد تشكيله سابقة خطيرة في نظر قوى الهيمنة العالمية، وكذلك إصرار أممي في عدم الجدية في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2216) فيما يبدو أنه نوع من التواطؤ وإعطاء الفرص للطرف الذي أدانه قرارها. فبرغم ما تظهره الأممالمتحدة من إيمانها بالشرعية ودعمها لها إلا أنها تبطن الكفر بها كما يبدو جليا لكل متابع للإجراءات التي اتخذتها وتتخذها من أجل تنفيذ قراراتها الداعمة للشرعية في اليمن. لم تكن الأممالمتحدة هي المنافق الوحيد بدعوتها إلى جنيف وكما يقال "إذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت كلهم الرقص"، فجماعة الحوثي وحليفها صالح اتخذت النفاق مبدأ فهي تظهر إيمانها بحوارات جنيف وغيرها وضرورة إنجاحها بينما تبطن الكفر بها وتسعى لإفشالها بكل السبل وتسعى جاهدة لإعادة السيطرة هنا أو هناك في محاولة لكسب أوراق قد تقوي موقفها على طاولة الحوار. الطرف الآخر المتمثل بالشرعية لم يكن بمنأى عن النفاق، فهو وإن أبدى إيمانه بضرورة مثل هذه الحوارات إلا أنه يبطن كفره بأهميتها ومدى جديتها بحسب تجاربه السابقة مع مثل هكذا متحاورين. التحالف العربي لم يكن أقل نفاقا من سابقيه فهو يظهر قولا رغبته في إنهاء الانقلاب وعودة الشرعية بينما تحركاته السلحفائية على الأرض تكشف عما يبطنه من نوايا تصب في مصالح المتحالفين، كما أنه لا يزال منشغلا بالتفكير بمستقبل اليمن وضمان ولاء من ستؤول له أمور البلاد بعد إنهاء الإنقلاب والقضاء على المتمردين. كل أطراف اللعبة منغمسون في النفاق عدا المواطن اليمني الخارج عن لعبتهم السياسية والمكتوي بنيارهم على الأرض هو الوحيد المؤمن إيمانا حقيقيا لا نفاق معه بعدم جديتهم جميعا في إيجاد حل لإنهاء الصراع في اليمن وهو الوحيد الكافر كفرا بواحا بمثل هذه الحوارات والمؤتمرات.