من الواجب القدسي ان نشكر عاصفة الحزم لأنها اختصرت المسافات وجعلت المشهد السياسي اليمني يلعن نفسه ..من تلقى نفسه. شكرا للعاصفة .. التي نفضت الأتربة المتراكمة فوق بعضها لعصور، لتظهر ما اخفاه الدهر وبالأسلوب المطاطي المحبب للبعض. لقد كشفت لنا الازمة الراهنة رجالآ بحجم الوطن ..ولكن بالمقابل..كشفت لنا ايضآ ايادي عبثية تربت بمفهوم شيطاني لا تؤمن الا بنظرية "الوجود الأحادي فقط" . لقد حلمنا بوطن ...كحال البقية من الشعوب ،وانطلقنا بشغف كبير لنرسم الخط المستقيم نحو الدولة الحديثة العادلة التي تكفل للجميع حق المواطنة دون تمييز ..لكننا انصدمنا بواقع مرير ودولة بوليسية عائلية بمتياز،لينتهي بنا المطاف بتعنت الإنسان ضد نفسه ،ليصبح الواقع مر والمستقبل مجهول الهوى والهوية . هانحن اليوم وبعد ان اصبحت البيوت اليمنية مليئة بالأرامل والأيتام،نجد اننا وقعنا بالفخ، فالدماء التي يقدمها شبابنا يوميآ ...لاتعني لعبيد السياسة اليمنية شئ..فالجميع يتاجر بالوطن من اجل مصالحه الخاصة. ايها الشرفاء ابحثوا عن منفى يكفل لكم ولاولادكم الكرامة الإنسانية فقد حلمنا بوطن نضمن لاجسادنا غطاء من تربته،لكن يأبى تجار الحروب إلا ان يجعلوه مسرحآ للعهر والنفاق.