أسباب الحرب القائمة والأزمة في بلادنا عميقة جدا ولا يمكن إختزالها بالعدوان الخارجي او بمحاربة الروافض أو النواصب او بمحاربة الفساد او بمحاربة التأمر الخارجي او غير ذلك من المبررات التي تستخدمها بعض قوى الرفض للمشروع الحداثي ولدولة النظام والقانون. جميعنا يعرف بأن لدينا أزمة حكم ودولة , أزمة مواطنة متساوية و ازمة توزيع عادل للسلطة والثروة وكلما أقتربنا من وضع حلول لهذه الإشكاليات التاريخية كلما جرتنا مراكز الممانعة الى مربعات الحروب وإختلاق الأزمات وتفجير الأوضاع هنا وهناك داخل البلد وحولها. اريد أن اسأل المثقفين المبررين لهذا الطرف أو ذاك عدة أسئلة وأطلب الإجابة عليها بأمانة , هل الآزمة عندنا فقط بسبب العدوان الخارجي؟ هل تفجير الحرب بسبب الشحن الطائفي والديني الذي تمارسة بعض القوى؟ وما علاقة الحرب بمخرجات الحوار الوطني؟ هل تفجير الأوضاع في 2015 والزحف على الجنوب يشبه الوضع في 1994 بعد الحوار اليمني-اليمني وتوقيع وثيقة العهد والإتفاق والزحف على الجنوب والقضاء على ما تم الإتفاق عليه أم أن هناك فوارق؟ لماذا يتم رفض اللامركزية في الحكم من قبل نفس الجهات و نفس القوى؟ هل النخب السياسية التي أخرجت وثيقة العهد والإتفاق ومخرجات الحوار الوطني الشامل جاهلة ومتأمرة وعميلة للخارج وتريد بيع الوطن وتمزيقة فعلا كما يدعي المناهضون لها؟ ولماذا الجنوب دائما متهم ويجب معاقبته تحت أي مبرر؟ لماذا بعض القوى تجيز لنفسها التخابر والتعامل مع الخارج وإستلام الأموال منه مقابل تنفيذ أجندته في الداخل وتمنع ذلك على غيرها وترى فيه خيانة وعمالة ؟ (مع أن ذلك غير جائز لكائن من كان) لو أمتلكنا الشجاعة الأدبية لأجبناء على هذه السئلة ووفرنا على انفسنا الكثير من العناء في التحليلات البعيد عن الواقع والتي شوهت مواقف المثقفين بالذات الذين انبروا يدافعون عن مراكز قوى قبلية وطائفية وجهوية ودينية متزمته لا تمس لدولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية والتوزيع العادل للسلطة والثروة بصلة.