لم يكن جار الله عمر شخصية وطنية او سياسية او حزبية لعبت دورا مؤثرا بمسيرة الحياة السياسية والنهج الديمقراطي فحسب، بل كان مشروعا وطنيا لكل اليمن وكان يحمل هموم كل اليمنين وسعى مبكرا للوصول الى مرحلة النضوج السياسي، فكان الوحيد بين قيادات الحزب الاشتراكي قبل الوحدة من يرفع صوته عاليا مطالبا بالديمقراطية داخل الحزب وكان هذا دأبه بعد الوحدة ليس فقط داخل حزبه الاشتراكي بل كانت كلماته الاخيرة على منصة مؤتمر حزب الاصلاح.... حيث اشار فيها الى ان الديمقراطية داخل الحزب الواحد تمنع التشظي داخل الحزب.... جار الله سعى في الوقت الممنوع الى تغيير شكل النظام السياسي المتعفن باليمن وهذا ما اوغر كهنوت الحكم بشقيه القبلي والعسكري المتحالف مع الاستبداد ضد مساعي جار الله عمر.... وبيتوا امرهم للتخلص من هذا الصوت القادم من القرن الواحد والعشرين والذي يحاكي بلهجته السياسية لغة العصر والتي تتعارض مع مصالح التحالف الكهنوتي المتخلف الذي مارس كل اشكال القمع والتجهيل ليبقي اليمن ملكية خاصة له ولاتباعه وحلفائه، فأعي نظام المستبد جهله وقدرته على استيعاب (تغيير شكل النظام السياسي)، ليس هذا فحسب بل سعى جار الله لجمع كل الفرقاء على طاولة واحدة الا وهي مجلس تنسيق احزاب اللقاء المشترك، فسعى الحاكم بكل حيله لمنع قيام هذا الوليد الذي أسسه جار الله عمر بشهادة شركائه فجن جنون الحاكم المستبد واعيته الحيلة لوقف تيار جار الله الوطني المتدفق عبر كل هضاب وسهول اليمن فقرروا اللجوء الى جريمة قابيل التي حفظوها واجادوها للتخلص من كل ما يقض مضاجعهم ونفذو تهديدهم الحقير (ساقتلك ياجار الله قتله يشهدها العالم كله).. لكن جار الله كان قد حسم امره وقرر السير بمشروع التغيير السياسي حتى لو كلفه ذلك حياته، بل كان يعلم انه سيقتل لكن ذلك اليقين لم يثنيه عن هدفه بل زاده اصرارا على السير بمشروعه الوطني الذي اعمى قلوب المستبدين الطغاة وفعلو فعلتهم التي فعلوها ولم يكونو بعدها من النادمين، الا ان بذور جار الله انبتت زرعا واثمرت ثورة 2011 وآينعى ذلك الثمر مخرجات حوار وطني ومسودة دستور الدولة الاتحادية، الذي اربك المتربص بهذا الشعب ودفعه الى مواصلة جرائمه ضد الوطن، فجنى خسرانه المبين وقضى على ماتبقى لديه من احلام اليقظة... وظل جار الله عمر شجرة وارفة للحرية بافكاره وتضحياته وصار لنا نبراسا نهتدي به في حياتنا السياسية وتطلعاتنا الوطنية وخاب الحاكم وخسر