من دون أي مقدمات وبصريح العبارة أَصبحت الصحة في بلدنا بمثابة حظ فمن كانت له أمن غدر المشافي والأطباء.. ومن لم تكن له وقع بين فكي المستشفيات " الخاصة والحكومية " يآه كم هو مؤلم بأن يصبح من يقال عنهم ملائكة الرحمة بشياطيين دون رحمة..فالازدحام في أروقة المستشفيات الحكومية شبيه بسوق لبيع المنتجات المختلفة.. المرضى يظلون في الصالات وأمام الغرف ينتظرون مصيرهم المجهول.. غرف معاينة دون أدوات، دون تعقيم، والأعظم أنها دون أطباء، وإن وصل الطبيب المختص بعد الساعة العاشرة فلا يستطع رؤية المئات من المنتظرينمنذ الصباح الباكر، فما عساهم أن يقولوا غير لا حول ولا قوة الا بالله... وما خفي كان أعظم فما يحدث في المستشفيات الخاصة لا تستطع أي عين أن تتقبله، ولا أي اذن أن تسمعه فأكثر المستشفيات الخاصة بإمكاننا أن نعتبرها مجرد مكان للموت البطيء، الا إن أراد الله أن تكن سبب للحياة، فإن وصل المريض وبحاجة للدخول المباشر لغرفة العمليات أو العناية المركزة يحجز في الاستقبال لدفع مبلغ باهض قد لا يتواجد في ذلك الوقت وحينها لا توجد لا اخلاقيات ولا ضمير ولا يهم ان مات المريض فالمادة هي الاهم ولن ننكر انهم في الغالب يصبحون لطفاء ويستقبلون الحالات ويوافقون على دخولها فوراً ولكن ان كانت قد فارقت الحياة وذلك ليس الا للكذب على اهاليهم والاستفادة من المال الذي سيجنونه من وراء جسد قد مات قبل وصولة اليهم، فتمكث الجثة على السرير مرتبطة بالأجهزة لمجرد أنهم يعشقون الحياة على أنقاض البشر وأرواحهم، خصوصاً البسطاء والذين قد يلجؤون حتى لبيع الملابس التي تغطي اجسادهم لمجرد وهم يعيشون به بسبب كذبة لا اكثر.. فقبل اسبوعان من اليوم تم رفض عمل عملية استئصال ورم سرطاني لإحدى المرضى في احدى المستشفيات الخاصة المشهورة جداً وذلك ليس الا بسبب نقص مبلغ تافه وقدرة خمسة وعشرون الف ريال.. وبعد توسل وذل تقبل تلك المشفى الاكثر من حقيرة بعمل العملية لتتوفى المريضة بسبب عدم وجود الكفاءة في الطبيب المختص لعمل مثل هذه العمليات... وبعد هذا كله ترفض المستشفى اخراج ذلك الجسد الذي مات على ايديهم سوى بعد دفع المبلغ التافه الذي ذكرته مسبقاً.. حقاً هناك اشخاص اسم انسان حرام في حقهم فهم ليسوا سوى لا شيء...