قبل قيام ثورة ال26 من سبتمبر وتحديدا في العام 1955 قاوم المقدم احمد الثلايا الامام احمد فخذله الجميع وعندما قبض عليه وحان موعد إعدامه في ميدان الشهداء خاطب الامام المجتمعين وقال لهم بماذا تحكمون عليه فقالو بالإعدام عندها قال مقولته المشهورة "شعب اردت له الحياة فأراد لي الموت". هذه الأيام أصبحنا على وشك قول هذه المقولة على الكثير من أبناء تعز المتخاذلين والمرجفين، فبينما يقف المئات من ابطال تعز المقاومون في ثغور المدينة واريافها تتخطف ارواحهم الرصاص والقذائف، وبعضهم لايجد أحيانا قيمة حذاء يمشي به أو قيمة خبز يطعم بها أسرته التي تركها خلفة وربما لن يعود اليها الا محمولا على الاكتاف. وفي حين ضحى الكثير من قيادات وافراد المقاومة باهلهم وما يملكون في سبيل الدفاع عن دينهم واعراضهم وكرامة مدينتهم، ظهر لنا الكثير من المزايدين والمتخاذلين والمرجفين لينسبوا كل خطأ يحدث في المدينة في سجلات خطايا المقاومة, ويتهموا المقاومة ككيان بالسرقة والنهب بل ويقول بعضهم "أوقفوا القتال وخلوا الناس تعيش"، وكأن المقاومة هي من أرادت خيار الحرب وبدأتها, وهي من تحاصر الحوثيين وتنتظر منهم هفوة لتدوس على كرامتهم, وهنا أردت أن أوضح بعض المسائل الشائكة في هذا الأمر. أولا- للذين يقولون "أوقفوا الحرب", يا هؤلاء, الأحرى بكم أن تقولو "يامليشيا الحوثي وصالح أوقفوا عدوانكم على تعز" فمن جاء من شمال الشمال وشن على تعز العدوان وبدأ الحرب هو المسئول عن ايقافها، اما ان تقول للمقاومة أوقفوا الحرب فقد جافيت الصواب، وان كنت ترضى ان تداس كرامتك بقوة الحوثيين فغيرك لايرضى بذلك. ثانيا- لأبناء تعز المهزوزين وأصحاب الايادي المرتعشة ومن يدعون العقلانية ومن اصبح شغلهم الشاغل وهمهم الأكبر الحديث عن بعض عمليات السرقة والأخطاء الأخرى -ولا أحد منزه عن الوقوع في الخطأ- ونسبها للمقاومة بحسن نية او لغرض التشوية ولمن يطالبون اما بمقاومة خالية من الأخطاء أو بوقف الحرب والتسليم، أقول لهم, كفى مزايدة وغباء, نحن معكم في تحديد اللص باسمه لكن لاتعمموا التهم وتصطادوا في الماء العكر. نحن في حالة حرب واللجنة الأمنية هي المسئولة عن ضبط الأمن الداخلي ليس لديها ما يكفى من الإمكانيات الكافية لضبط الأمن ورجال الجيش الوطني والمقاومة والمقاومة الشعبية لا يصلهم من الدعم ما يكفي لحمايتهم الثغور، والمسلحون الحوثيون يفتحون لهم كل يوم جبهة قتال جديدة، واعلموا انه لولا الله ثم المقاومة لكان مسلحي الحوثي وصالح قد سرقوا دينكم ومدينتكم وداسوا على كرامتكم ولكنتم الان اذلة صاغرين فلا تزايدوا على مجموعة من المنازل نهبها مجموعة ممن يهدفون للإساءة للمقاومة. ثالثا- ليعلم من يقول أن رجال المقاومة الشعبية في تعز هم مجموعة "صعاليك" أن المليشيات الحوثية عندما أطلقت أول رصاصة فر اغلب من تسمونهم محترمين وغادروا مدينتهم وأداروا لها ظهورهم، ومن تسمونهم صعاليك هم أكثر من يبلي في الحرب بجانب زملائهم وأصدقائهم الأكاديميين والأطباء والمهندسين الأكثر احتراما منكم والذين اغمضتم عنهم أعينكم حتى لاترونهم على حقيقتهم. رابعا- للمرجفين أقول, الحوثيون وعصابات صالح جاؤا اليكم غزاة ليسرقوا خيرات مدينتكم ويفرضوا عليكم حكم سيدهم القادم من كهوف شمال الشمال ومبدأهم "من لايظلم الناس يظلم" وأطلق عليهم قادتهم لقب المجاهدين والفاتحين وحين بدأت المقاومة في المدينة ترتب صفوفها البدائية للدفاع عن المدينة أسميتموهم "مقاولين" و "لصوص. أما من يتهمون قيادة المقاومة بالمتاجرة بدماء الشهداء وتأخير الحسم، والمثل يقول "يامسهل الحرب على المتفرجين", لم يعرفوا أن كل خطوة تقدم تخطوها المقاومة إلى الامام يسقط فيها شهيد ويخلف بعده "أم وأولاد وزوجة وأصدقاء ومحبين"، لم يستطع هؤلاء أن يستوعبوا أن كمية الدعم والسلاح التي وصلت محافظة مأرب أضعاف أضعاف الدعم الذي وصل محافظة تعز, ولا زالت أجزاء من مساحة مأرب بيد المليشيات. كلما حرر الجيش والمقاومة مناطق جديدة, زادت أعباء اللجنة الأمنية التي لازالت تناضل بإمكانيات ضئيلة للغاية في ظل ظروف صعبة, وعلى الجميع أن يدرك أن قرار الحسم والتحرير ليس قرار الجيش المرابط في الميدان أو المقاومة وقياداتها وحدها, بل هو قرار التحالف والشرعية ثم قرار الجيش الوطني والمقاومة الشعبية, وخذوا العبرة من بقية الشعوب, "أن عام في عمر الشعوب لا تعني شيئا" و تفكروا في مصير سوريا والعراق لتتأكدوا أن الجيش والمقاومة في تعز وفي اليمن عام أكثر جدية في التحرير وأسرع إنجازا في ذلك. أما المنهزمين نفسيا والمرتعشين لم يدركوا جيدا حتى الآن أن الحوثيون لم ينسوا ما يسمونه بثأر جدهم الحسين, وما زالوا يسعون للثأر، حتى يتمكنوا من إيجاد الحجج لدخول المدن والقرى, نحن نعاتب هؤلاء بنسيانهم لصرخات الطفل فريد وعشرات الأطفال الذين حولتهم قذائف المليشيات الى أشلاء, وهناك عشرات بل مئات الضحايا الأبرياء الذين سقطوا ويسقطون يوميا بقذائف المليشيات العشوائية, نعاتبهم بنسيانهم لكل الإهانات التي تتعرض لها يوميا نساء تعز في منفذ الدحي, وكيف أن المليشيات حولت مدينتكم المسالمة إلى سجن كبير وغيرت ألوان شوارعكم بالدم, ومنعت عنكم حتى الأكسجين من الدخول لمستشفيات المدينة. نحن مع النقد البناء عبر وسائل وقنوات صحيحة ولسنا ضد توزيع التهم وتشويه سمعة المقاومة والانشغال بمعارك جانبية عن معركتنا الرئيسية التي لو خسرناها سنخسر كرامتنا وديننا ومدينتنا وأحلامنا ومستقبلنا لعقود قادمة. أما الضعفاء الذين لاحيلة لهم والمسحوقين في ظل هذه الحرب الهمجية والحصار الخانق, فلا نستطيع ألا أن ننحني خجلا من صمودكم ومن أجلكم سنستمر بالتضحية حتى يكتب الله لنا ولكم النصر والفرج.