عبارة انتشرت بشكل كبير بين أوساط الشباب في وطني الجريح ، نعم إنها عبارة قاسية حقا ولكن البعض يرى أن عمق مضمونها هو الرحمة بعينها ، فما الذي أوصل شباب اليمن السعيد الى هذا المستوى من المطالبة بحقه في الموت وليس حقه في الحياة ، مالذي اجبرهم على هذا ؟؟ إن مما زاد في حيرتي كثيراً ذلك الشاب في ريعان شبابه لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره ، وذلك الشاب الإعلامي الرائع الذي لم يتجاوز السادسة والعشرين ،غيرهم الكثير الكثير من خيرة شباب الوطن وأنشطهم ، يطلقون هذه العبارة الذي تضع في القلب غصة عند سماعها وتحدث وقعا شديدا في النفوس ،ليس تمسكا بالحياة لا وإنما لماذا يتمنى هؤلاء الموت ؟ ومن أجبرهم على ذلك؟ إنه الموت القادم من بين ظلمة الكهوف وظهور الجبال حيث وعورة المسالك ، وغواية وجهل السالك ، بقيادة غر هالك ، أهلك الحرث والنسل وعاث في الأرض فساداً بغية قمع الأحرار وتكميم الأفواه وزرع الجهل واليأس والقنوط في قلوب الشباب، حيث وأصبح الموت يأتيهم من أنصار الموت شمالا وجنوبا من بين رمال الصحراء وحتى سواحل البحار ، مشكلا من ذلك ضغطا نفسيا يكاد يخنق الحلم ويقتل الطموح بين أنفس بناة المستقبل . ألا يشعر أولئك البغاة حجم الجرم الذي ارتكبوه بحق شباب الوطن وأطفاله !! اذاقو الناس سوء العذاب وشوهوا صورة الحياة في وطني بأفعالهم الإجرامية ، وسعيهم الفاسد خلال مسيرتهم الشيطانية ، وطيشهم الغير مبرر وعدوانهم السافر على الدولة والوطن والمواطن فلا بشر ولا حجر ولا شجر أمن بطشهم وظلمهم . أكثر من عااااام والوطن يأن ويشتكي ويتألم فلا منجد ولا رحيم يشفق عليه من ظلم أبناءه وأهله وظلم ذوي القربي أشد مضاضة. نحن لا نهاب الموت حقا ياعزيزي بل ونتمناه طالما وهو في سبيل الله ، وفي سبيل الوطن دفاعاً عن الحق ونصرة للمظلومين .. لكننا يا عزيزي لم نخلق للموت وإنما خلقنا لننحقق معنى العبودية لله وحده ،، نحن لا نفر من الموت لكننا نحمل مشروع حياة ..نعم مشروع حياة يأنس فيها اليتيم ويسعد فيها البائس والفقير ...حياة تعطي للطفولة حقها في الحياة وتهب للشاب حقه في الحلم والعيش والتطور والبناء .. حياة تعمر الأوطان .. وتحمي الأديان ..تبث في الكون رونق السلم وجمال الإنسجام وروعة التآلف والتكافل . عش يا عزيزي نعم عش فالموت آت فهو يوهب ولا يطلب ، عش ياصغيري فالأوطان تحتاج يعيد بناء ما هدم ، وتحن لساعد يرفع راية الحق والسلام على قممها وسهولها ومدنها . لا تيأس يارفيقي لن يطول الظلام ولن يدوم الحال لأنه من المحال ، فاستبشر فالفجر قادم والشمس ستقتل بنارها جراثيم الفساد وتبدد بنورها خيوط الظلام ... وغدا يسطع فجرا جديد،، ونهتف للفجر ما أجملك. لن تقتلوا حلم الأطفال ياعصابات الإجرام ، ولن تتمكنوا من قلوب الشباب مهما كثر بغيكم واشتد غضبكم ..فغدا تخور قواكم ويأذن المؤذن قريب بزوال أيامكم ونهاية طغيانكم ، ستعود الحياة بعدما سرقتموها لتظهر الإبتسامة الرقيقة البريئة على شفاة الأطفال ومحيا الشباب وفي تضاريس الأرض وغيوم السماء. لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet