عندما تحدث الأزمات وتكون ناتجة عن شغل مطابخ معينة، فانه يتم البحث – دائما – عن كباش للفداء أوشماعات لتعليق الأخطاء. إن ما وصلت إليه الأوضاع من حالة يرثى لها، في عدن، وتحديدا في مجال الخدمات، وهي الحالة التي يدفع ثمنها المواطن الغلبان والمرضى والمصالح المعطلة، ليست وليدة اليوم، بل تراكم لسنوات طويلة، من الفساد والإفساد والتدمير الممنهج لنظام المخلوع صالح، كما يعرف الجميع، والدليل على أن المسألة عامة، فإن المشكلات ذاتها تقريبا هي تلك التي في الحديدةوعدن وحضرموت وغيرها من المحافظات، وهذا يدل على العقل المدبر لمعظم تلك الأزمات واحد، مهما اختلفت أدواته في المواقع التي وجدت بها تلك الأزمات!! ما تعانيه عدن، اليوم، امر محزن للغاية، وكذلك بالنسبة لبقية محافظات البلاد، غير أن لعدن خصوصيتها، خاصة في الظروف الراهنة، والمسألة لا تقتصر على الكهرباء، فحسب، فمعظم الملفات متشابكة وهناك حالة اهتراء متراكم بتقادم الزمن، لكن هناك، أيضا، قيادات محلية، يفترض أن تضطلع بمهامها وأن تضع نصب عينها تلك المهام والسبل المثلى لتنفيذها، لكن للأسف، فهناك نوع من الإرباك الحاصل وأسبابه كثيرة، سنأتي على ذكرها في الوقت المناسب! ما يجب أداركه اليوم أن عدنوالمحافظات المحررة إمام تحديات جسيمة وان على الجميع أن يدرك حجم هذه التحديات وان يكون قدرا للمسؤولية في مواجهتها، لا أن يخلق بؤر توتر جديدة وأزمات أخرى، أو أن يرمي مشكلاته ويصدرها نحو الآخرين، فالتساؤل الذي يطرح نفسه، ببساطة متناهية، إزاء مشكلة الكهرباء، مثلا.. المشكلة الأكبر أن هناك من يحاول صرف الناس عن المشكلات الحقيقية والمتسببين فيها، وأيضا، في وجود أطراف سياسية توظف الخصومات وتستهدف الرموز السياسية والسيادية، في كل شاردة وواردة.. مجددا تحاول هذه الجهات الإساءة لشخص فخامة الأخ الرئيس المشير عبد ربه منصور هادي، عبر استهداف نجله الأستاذ جلال عبد ربه، والزج باسمه في تارة في قضايا متعلقة بشركات الجوال غير الموجودة، وتارة أخرى في اتهامات باطلة بامتلاك وسائل إعلامية، وتارة ثالثة، وربما لن تكون الأخيرة، باتهامه بالوقوف ودعم التاجر احمد العيسي وبأنه شريك له في مصالحه! يا جماعة الخير.. لو كان جلال عبد ربه منصور هادي من أصحاب الملايين أو المليارات، كالولد أحمد مثلا، أو غيره من مدللي البيوت التي تعرفونها جيدا في صنعاء، فإن أمرا كهذا لن يظل سرا، ولكانت أجهزة المخلوع نبشت في كل مكان لتجد ولو مثلبة واحدة على الأستاذ جلال...! يدفع هذا الشاب ثمن كونه نجل نائب الرئيس، سابقا، وحاليا، نجل الرئيس، وقد تهافتت الأقلام والمطابخ المأجورة للنيل من شخصيته، دون علم بالرجل أو بخلقه أو بتعامله مع الناس!، وجلال منصور ليس بحاجة لأن يكون شريكا للعيسي او غيره من رجال المال والأعمال، لأنه باختصار ليس تاجر مال أو سياسة، وبسبب المواقع التي احتلها ويحتلها والده، لم يستطع أن يزاول أية مهام كغيره من الناس، ولم يكن يوما مقلدا لأقرانه! أما العيسي، فهناك حكومة وسلطة محلية، سواء في عدن اتو غيرها من المحافظات اليمنية، التي للعيسي فيها مصالح، وبإمكان الجهات المختصة التعامل معها، وفقا للقوانين السائدة! لقد تبخرت الكثير من الاتهامات بحق جلال منصور، والاتهامات الجديدة، لا شك في طريقها للتبخر.. لكن المهم الآن هو ان المطابخ استطاعت صرف انتباه الناس عن القضايا الحقيقية وعن الجهات التي تتحرك بسهولة والناس مشغولون بتلك الطبخات التي تعد في ليل !!