نص استقالة المناضل الكبير الشيخ الحسن بن علي ابكر ليست مجرد نص بقدر ماهي وثيقة شرف لضبط الانفلات بإصدار القرارات الجمهورية للغثاء من الناس الواقفين في طابور طويل للقفز على الوظيفة العامة معتمدين على الوساطات والمجاملات وعلاقات القرابة وغيرها .. نص الاستقالة ( لو ) قرأها هادي وطبق جزء من مضمونها فإنها تكفي لتصحيح المسار الخاطئ الذي لحق بالوظيفة العامة من الرياض وتحولت من تكليف الى تشريف ومجاملات وتلبية وساطات وقرابات وهو سطو على الوظيفة العامة .. يعتقد البعض ان استقالة الشيخ الحسن ابكر بعد ساعة من صدور قرار جمهوري بتعيينه عضوا بمجلس الشورى انه اعتراض من الشيخ على المنصب ، وهذا فهم خاطئ وحكم مجحف بحق مناضل بحجم الشيخ الحسن ابكر .. استقالة الشيخ ابكر هي رسالة بأن هناك أولويات واهداف اهم من المناصب وقد سردها الشيخ في استقالته ، وكلها عن مطالب ومظالم وحقوق لمن قدموا انفسهم ودمائهم من اجل الوطن ، وهناك اقصاء وتهميش وهناك تقصير بحق قضايا ذات أولوية .. الشيخ ابكر يفهم ويدرك ان الدولة مسلوبة وان استعادتها لن يتم بتوزيع المناصب بقرارات " سياحية" لوظائف لا وجود لها على الأرض ولا حاجة لها في الوقت الحالي ، وان الأولوية للوظائف المرتبطة بالعمل الميداني ، والاهتمام بالمناطق المحررة وفرض الدولة فيها .. استقالة الحسن ابكر واعفاء نفسه من المنصب هو ادراك منه ان لا أهمية بمناصب ترفيه من هذا النوع ، وضرب مثالا وطنيا صادقا يعبر عن موقفه المعروف المنحاز لاستعادة الدولة وتخليص اليمن من التمدد الإيراني الذي يعتبر بالنسبة له أولوية وغاية وهدف ، ولهذا جند نفسه من وقت مبكر في حين كان الكل في " الطيرمانات " وهو يواجه مليشيا الإرهاب الإيراني من اول معركة اندلعت بالجوف وهو في مقدمة الصفوف يقود الابطال وبدون أي دعم سواء من الدولة او غيرها ، وضحى بأولاده وبيته وماله لاجل هدف وطني سامي .. كان أبو الشهداء الشيخ البطل الحسن بن علي ابكر يواجه المليشيا أيام كانت الدولة موجودة وايام كان الجيش موحد ولم تلتفت له الدولة ولا الجيش الذي تم ( تنويمه) خدمة للمليشيا ، وانه لو كان يسعى للمنصب كهدف كان بإمكانه الحصول عليه والالتحاق بأصحاب الطيرمانات حينها .. الشيخ البطل الحسن ابكر ضرب مثالا للقائد الوطني الصادق ولم يكتفي بالاستقالة من باب رفض المنصب وانما قدم وثيقة شرف للرئيس تتضمن المعايير الوطنية للتعيين وتضمنت قائمة من الأولويات الضرورية التي يجب على الرئيس النظر فيها ، كما انه قدم نصائح استشارية للرئيس بالانتباه من " الطوق " الماكر الذي يوغل قلب وعقل الرئيس وتعبئته تعبئة خاطئة ، وهي نصائح لو قرأها الرئيس فإنها افضل نصيحة تقدم له .. الحسن ابكر مدرسة في النضال والوفاء ولا يمكن ان يخدش تاريخه ومسيرته بالقبول بمنصب في دولة غير موجودة على الأرض ، فهذا بالنسبة له امر مخجل ومعيب وتفريط بحقوق رفاق النضال المتواجدين في الجبهات والرفاق الذي تعرضوا للاهمال والتهميش والاقصاء وللابطال الذي استشهدوا وجرحوا وقابلتهم الدولة بالنكران وعدم الوفاء ، والاهتمام بهذه القضايا هي بالنسبة للشيخ الحسن ابكر اكبر منصب وافضل تكريم .. فالاستقالة – كما ورد في نصها – هي تعبر عن المدرسة الاصيلة الثابتة على قضايا الوطن التي ينتمي لها الشيخ ابكر ، حملت معاني التضحية والوفاء والإخلاص ، وان تحرير الوطن واستعادة الدولة هي الأولوية وماعدا ذلك فهو استكمال للواجب .. الاستقالة وماورد فيها بعثت فينا الامل بوجود رجال وقادة صادقين يعرفون الأولويات ويتنازلون عن حقوقهم الشخصية لاجل قضايا عادلة ، حدث هذا الموقف من الشيخ ابكر في ظل التهافت الكبير على المناصب الى الحد الذي نجزم فيه انه لا وجود لاي قضية غير المناصب ، واستقالة الشيخ ابكر دقت ناقوس الخطر ( اذا كان الرئيس يسمع ) عن وجود خلط بين الأولويات حتى ضاعت أهمها ومع شدة التسابق على المناصب تاهت الأولويات الوطنية .. شكرا للشيخ المناضل البطل الوفي الحسن بن علي ابكر على موقفه الوطني هذا والشكر موصول للرئيس عبدربه منصور هادي للتكرم ب ( قراءة ) نص الاستقالة شخصيا وليس عبر وسيط !! الحسن ابكر يريد دولة و وطن .. ملخص نص ومبرر الاستقالة لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet