(أرجو قراءة المنشور كاملا حتى تكتمل الفكرة ويفهم المقصود منها) كنت في مطلع هذا الأسبوع قد تطرقت إلى عملية انقطاع المرتبات في بعض المحافظاتاليمنية وكذلك إلى الاضراب المعلن من نقابة أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء ومعها بعض الجامعات. ووعدت بمعاودة الحديث حول هذا الموضوع في آخر هذا الأسبوع في انتظار ما ستؤول إليه عملية صرف المرتبات، وها نحن قد أصبحنا في آخر الأسبوع من غير أن نسمع أخبارا جدية لصرف مرتبات الخمسة الأشهر المتأخرة، سواء التي في ذمة حكومة صنعاء (شهران) أو التي في ذمة حكومة عدن (ثلاثة أشهر). وبناء عليه دعونا نركز الحديث في نقاط محددة: - صار واضحا بأنه لايوجد طرف حكومي يعمل بجدية من أجل حل مشكلة المرتبات، سواء في حكومة بن دغر ومن يقف وراءها، أو حكومة بن حبتور ومن يقف وراءها، وكلا الحكومتين أصبحتا تقومان بالتلاعب بورقة المرتبات وتستخدمانها ورقة ضغط سياسية من غير أدنى تفكير بالعواقب المدمرة لذلك السلوك الغبي والمبتذل على أبناء الشعب. - الاضراب المعلن من قبل أعضاء هيئة التدريس لا يشكل ضغطا على حكومة بن دغر كونه لا يشمل الجامعات الواقعة تحت سيطرتها. وأيضا لا يشكل ضغطا على حكومة بن حبتور لأن مصلحة الطلاب آخر شيء تفكر فيه. والاضراب فقط صار يشكل ضغطا نفسيا على طلابنا وأسرهم، وهم ليس بيدهم شيئا يمكن أن يقدموه لنا. - رغم مرور شهرين على الاضراب ودخوله في شهره الثالث، لكنه لم يحقق أي هدف من أهدافه المعلنة وعلى رأسها استلام المرتبات.. ورغم أن الاضراب استطاع إيقاف الامتحانات في معظم الكليات، لكن إيقاف الامتحانات لم يكن هدفا للاضراب. - الاضراب بحد ذاته ليس غاية لكنه وسيلة، وبعد أن ثبت عجز هذه الوسيلة عن الوصول إلى الغاية المنشودة منها فإن ذلك من وجهة نظري يتطلب منا البحث عن آليات ضغط جديدة يكون لها فاعليتها على الطرفين الداخليين ومعهما الأطراف الخارجية التي يتضح بأنها صارت جميعها تتسلى بمأساة الشعب اليمني. وبهذا الخصوص سوف أتقدم هنا بمقترح تصعيدي، مع دعوة النقابة وبقية الزملاء لطرح رؤاهم التصعيدية التي يرونها مناسبة، ويمكن لجميع الموظفين اليمنيين الذين لم تصرف مرتباتهم الالتحاق بهذه الرؤية التي سنقترحها هنا. بالنسبة لي أرى بأن الحل لن يتمثل إلا بالضغط على حكومتي الداخل مجتمعتين ومعهما المجتمع الدولي، وذلك في اعتقادي يتمثل بالتالي: - تنظيم مسيرة بالسيارات أو بحافلات تقوم النقابة بتوفيرها، بحيث تنطلق المسيرة صوب منفذ شحن في محافظة المهرة، ويكون هدفها المعلن عبر وسائل الإعلام هو السماح لنا بالعبور لطلب اللجوء المعيشي من الأممالمتحدة لجميع الموظفين اليمنيين وفي مقدمتهم أساتذة الجامعات اليمنية، وذلك بعد ان فرطت الحكومتان والقوى الخارجية الداعمة لهما بحقوق الشعب اليمني وتعريضه لمجاعة محققة. - اختيار منفذ شحن هنا سببه حياد سلطنة عمان من الأحداث الدائرة في اليمن، بحيث يكون الضغط موجها على كل الأطراف الداخلية والخارجية، ولا يقال بأن احتجاجاتنا موجهة ضد طرف من دون الآخر. - أي طرف داخلي سيحاول إيقاف مسيرتنا في مناطق نفوذه سيتحمل المسؤولية الكاملة أمام الداخل وأمام الخارج عن أزمة انقطاع المرتبات ومأساة المجاعة المترتبة عليها. - إن سمحت لنا السلطات العمانية بالعبور سنطلب إيصالنا إلى الأممالمتحدة لطلب حق اللجوء المعيشي منها، وإن لم تسمح سنعتصم في منفذ شحن، وسوف يشكل ذلك ضغطا قويا على السلطات اليمنية بمختلف أطرافها وعلى المجتمع الدولي، وسيبدؤون جميعا التفكير بحلول جدية لأزمة المرتبات المنقطعة لكل موظفي الدولة اليمنية. هذا مقترح أطرحه جادا من أجل حلحلة قضية المرتبات، وأعلن بصفتي ممثلا للأساتذة في مجلس جامعة صنعاء استعدادي لأن أكون في مقدمة هذه المسيرة إن لقت تجاوبا من أعضاء هيئة التدريس وتبنتها النقابة. وأذكركم بأن المجتمع الدولي لم يتجاوب مع اللاجئين السوريين وبدأ يفكر بتقديم الحلول الجادة لهم إلا بعد أن اكتسح اللاجئون الحدود. أما إن اختار الجميع الاستكانة للحل الأسهل، بحيث نكتفي بإعلان الاضراب والرقود في البيوت في انتظار أن يتنزل علينا جبريل بحل من السماء، فاعذوروني إن قلت لكم بأن تلك السلبية لا تتجاوب معها العناية الإلهية، لأن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه، وإلا لما قال لمريم العذرار (وهزي إليك بجذع النخلة) وهي امرأة نفساء لا حول لها ولا طول، وكان قادرا أن ينزل عليها رطب النخلة بدون جهد منها. وفي حال اختيار الاكتفاء بالاضراب والرقود في البيوت وعدم التجاوب مع أي خطوات تصعيدية فأنا لن أكون معكم، لأني أؤمن بأن الفعل الإيجابي أقدر عن انتاج الحلول من الفعل السلبي. ملاحظة: صرف مرتب من هنا أو مرتب من هناك لن يمثل حلا لأزمة المرتبات، ولكن الحل إنما يتمثل بصرف المرتبات الخمسة المتأخرة، وكذلك ضمان استمرار صرف المرتبات بعد ذلك بانتظام.. عبدالله أبوالغيث ممثل الأساتذة في جامعة صنعاء لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet