من صباح يوم الأربعاء حتى العشاء وانا أجوب كل جولات وشوارع صنعاء ابحث عن العروسة الغالية في السوق السوداء طبعاً فقد استسلمنا للوضع الملعون الذي فرض علينا ولم أفلح بالفوز بالعروسة المعدومة !!! يعني وقدنا موافق اشتريها ب 8000 ريال أو ب 10000 ريال ما حصلتها وذلك للضرورة ! والكل نصحني بشارع خولان الذي لا يرد فيه منكوب وانا أسأل أحد بائعي البترول أين أجد دبيبة غاز للأهمية ...فيهمس بعضهم لبعض بصوت خائف الحذر ويقولك احنا ما عندنا بس ممكن نتواصل مع صديق صديقي ينفعك انت بس من عند صديقة الذي في شارع كذا وكذا ! يعني يدخلني بمتاهه وكأني اشتري الحشيش أو المخدرات هنا أقف بشعور الفرحة الممزوجة بالبؤس والإحباط بسبب ما وصلنا إلية من وضع مأساوي فاضطر للموافقة على اسعارهم الابتزازية ! وعندما اسألهم عن السبب بهذا الحذر والخوف يقولك أن الحكومة (أنصار الله ) يمنعونهم من البيع بسوق سوداء ولو شافونا واحنا نبيع لك سيتم زج الجميع في السجون المخفية ... وكأننا تجار مخدرات أو نخطط لعمليات إرهابية .!!!!! المهم وبعد مفاوضات معهم لكيفية تهريب دبيبة غاز لي بسعر 10500ريال وبعد أن استهلكت نصف دبه بترول وأكثر تقريبا في البحث عن عروسة وحلم العمر (دبيبة الغاز ) تتم العملية بنجاح ، ولا أقول بسعادة ولكني أعود مكتئبا غاضبا مفلسا خسران أجر دبيبة الغاز وانا احسب كم كانت تكلفة البحث عنها منذ سويعات الصباح حتى صلاة العشاء وعند الحساب أجدني فقدت الكثير 10500 تكلفة الدبة 3600ريال على الأقل طبعاً نصف دبه بترول فقدت صلاة المغرب والعصر 12 ساعه من التعب والعناء والمخاطرة 3000 ريال إفطار وغداء وعشاء بالمطاعم فقدان فرصة ذهبية بالمشاركة في برنامج خاص بالتأهيل والتدريب للعمل في إحدى المنظمات الدولية .. تأجيل وربما فقدان الكثير من الأعمال والالتزامات المعتادة يومياً بحثاً عن لقمة العيش الكريمة .!!! والأهم من ذلك التنازل عن قيمي ومبادئي التي ترفض الخضوع والسماح لتجار السوق السوداء بابتزازي !!! كل ذلك لأجل الحصول على دبه الغاز الموقرة ، السؤال الأهم هنا : حكومتنا التي تقوم بضبط وملاحقة تجار السوق السوداء أراهن أولا أنكم الموردين الرئيسيين وتغذية السوق السوداء أيضاً نفترض انكم ابرياء ! انتم يجب أن تدركو أن الشعب الأحمق والمغلوب على أمره بحاجة إلى ابسط أساسيات الحياة وهي الغاز المنزلي لذا انتم لا تستطيعون توفير الغاز واحتياج المواطن بالسعر الذي تم إقراره 3000 ريال منذ نصف شهر ! وأيضا لا تسمحون ببيعه بالسوق السوداء للمحتاجين والمنكوبين ! ليقع هذا المواطن المنحوس والمغلوب بين مخالب الفقر والجوع والنكد والابتزاز وربما التطرف وانيابكم الخبيثة التي تلتهم الاخضر واليابس !!!!!!!!!!! رفقا بهذا الشعب المسكين الذي يزداد جوعا وفقر يوماً بعد يوم . أليس من حقنا أن نعيش بكرامة وممارسة حياتنا كا بقية البشر والالتفات لصناعة مستقبل ونهضة ثقافية وفكرية واجتماعية وسياسية وعسكرية وإقتصادية بدلا من أشغالنا واجهاض طموحاتنا واحلامنا لتصل إلى الحصول أبسط الخدمات وهي الغاز والبترول والراتب وووالخ .. لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet