عندما يحاصرني الألم ويقصفني الملل بقذائف رتابته المعتادة أتجه صوب القلم أعتصرة بأناملي لكي يطبب ويداوي مرارة الوحدة وركود الأفكار فينعشها ويجعلها تزهر بالحروف وتُغدق بالعبارة الفارهة الباذخة بكل مالذ وطاب من حدائق الأدب مائدة ً من فاكهة القول المترامية الأطراف والمطرزة بعقيق الكلمة ورحيق المعنى!! لقلمي نبض ٌ وروح أتنفسه ويتنفسني نتقاسم معا ً أُكسجين الحياة ونلبس قميص الناس ونلتحف سماء وسناء هذا الوطن نتغنى فيه ونخفف عنه ونذود عنه!! في الكتابة !! هناك تتنوع الأقلام فهناك أقلامٌ للتطبيل!! ومنها للتلوين وأيضا ً للإسفاف والتهويل!! وهناك أقلام ٌ مستأجرة وبعضها مُستعمرة والبعض مُستحقرة!! وقد تجد أقلام ٌ تُسبِح في ملكوت الحُكام وتُمجِد بعض الأحزاب والفئات فتهبط لمنزلة الرياء والإبتزاز والترزق!! وبين هذا وذاك هناك القلم الحر الذي يتلمس هموم الشارع ويربت على كتف المظلوم ويقف بوجه مدفع الفساد فيكون الشوكة في حلوق الأوغاد!! فا أختاروا أقلامكم أيها الكُتاب وقبل أن تُغريكم أموال الخيانة تذكروا بأنكم أنتم هُم الخونة والسفلة والمنحطين؛ لاتقودكم مصالحكم وجشعكم للطعن في قلب الوطن والمواطن وتذكروا بأن أقلامكم هي من ستصنع الحرية أو نقيضها !! أقلامكم من ستقطع أذرع الفساد أو من ستجعلها تطول حتى تصل إلى رقابكم !! فا أرتقوا بأقلاكم للوصول إلى صفة الوطنية ولاسواها!!!