الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    نهائي نارى: الترجي والأهلي يتعادلان سلباً في مباراة الذهاب - من سيُتوج بطلاً؟    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    تعيين شاب "يمني" قائدا للشرطة في مدينة أمريكية    الوية العمالقة توجه رسالة نارية لمقاتلي الحوثي    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة في حادث مروري بمحافظة عمران (صور)    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    التفاؤل رغم كآبة الواقع    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسن زيد: الحسم العسكري في صعدة مستحيل وعلى الحوثيين تحديد مطالبهم
نشر في التغيير يوم 25 - 08 - 2009

لماذا حرب صعدة السادسة، وما مدى إمكانية الحسم العسكري، وهل ستفلح السلطة في إيقاف المد الحوثي، وما موقف حزب الحق من هذه الحرب؟ أسئلة عدة يجيب عنها الأستاذ/ حسن محمد زيد- أمين عام حزب الحق ورئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك، في هذا الحوار..
- الحقيقة لا أجد أي منطق يبرر هذه الحرب من منظور السلطة لأنها تعايشت مع أوضاع صعدة على الأقل من نهاية الحرب الرابعة إلى الحرب الخامسة.. وأعتقد أن الدولة لم تكن بحاجة إلى هذا التصعيد، فاستمرار الأوضاع على ما كانت عليه بعد الحرب الخامسة في تصوري لا يمثل خطراً على النظام ولا على الأمن ولا على السلم.
* لكن السلطة لم تقم بهذا التصعيد إلا بعد أن بدأ الحوثي يتصرف كسلطة محلية بديلة أو إمارة غير معلنة تعقد المناورات والاتفاقيات مع دول جوار؟
- طبعاً أنا لا أريد أن أهول أو أقلل من سلبية عدم بسط سلطة الدولة، بمعنى سلطة الدستور والقانون على كل شبر في اليمن، لكن الدولة ليست باسطة سلطتها في أكثر من منطقة غير صعدة،مثل بني ضبيان وهي جوار صنعاء لا توجد سلطة فيها،وكذلك الحداء والجوف ومأرب وغيرها من المناطق التي تمارس الاختطاف وقطع الطريق.
في مأرب يقتلون، وفي بني ضبيان يختطفون والحداء يختطفون، والآن ما بين خولان وسنحان تقطع أصبح على أبواب صنعاء.
* أنا لا أبرر لأحد، ولا أقلل من خطورة القتل والاختطاف في أي مكان،لكني أقول فيما يتعلق بصعدة كان يمكن تأجيل معالجة هذا الوضع، ومثلما تعايشت السلطة معه من قبل كان يمكن أن تتعايش معه إلى ما بعد.
- لا ننسى مثلاً إلى قبيل الوحدة ومعظم المناطق الشمالية كانت سلطة الدولة فيها غائبة لصالح سلطة المشائخ، وكانت سلطة الدولة محصورة في عواصم المحافظات.. لم يكن هناك محاكم، ولا إدارة مدنية، ولا مجالس محلية ولا غيرها.
* لكننا الآن بعد الوحدة وهناك محاكم وإدارة مدنية ومجالس محلية،وسلطة دولة يفترض أن توجد حتى في صعدة؟
- لست ضد فرض سلطة الدولة، لكن السؤال هنا هو: هل كان هناك تغير دراماتيكي جذري في الموقف في صعدة يبرر إعلان الحرب وتوسيع نطاق المواجهات أو أنه كان بالإمكان استمرار التهدئة أو مواجهة المشكلة فيما بعد، فهل كان اندلاع الحرب ضرورة الآن؟ والضرورة هنا معناها أنه لا يمكن تأجيل الحرب أو معالجة المشكلة.. من الحرب الخامسة إلى الآن لا يوجد تغيرات كثيرة في وضع صعدة.
* السلطة تؤكد أنها اضطرت لهذه الحرب اضطراراً لوضع حد للمطامع التوسعية للحوثي والتي كانت هذه المطامع إرهاصات حقيقية للحرب؟
- مثلاً تقديم بعض أبناء بني حشيش المحسوبين على الحوثي للمحاكمة، مع أنهم مشمولين في الاتفاق بقرار العفو العام، وكذلك حادثة اختطاف الأجانب وقتلهم والسرعة في تحميل الحوثي المسؤولية، فهذا كان تمهيد للحرب، وسابقة للتطورات العسكرية الأخيرة.
- أنا لا أعبر عن وجهة نظر الحوثي أو السلطة وعلى كل حال إذا كان هناك أسباب ستتضح فيما بعد لكن الظاهر بالنسبة لي أن الأسباب غير منطقية وغير مقنعة، فمثلاً المديريات التي تم الحديث عنها، كان الحوثي موجود فيها منذ الحرب الخامسة.
- أنا لا أجد سبباً واضحاً ومقنعاً ،المشكلة أنه لم يتم وضع الرأي العام ولا المؤسسات الدستورية في الصورة حول الأسباب التي أوصلت السلطة إلى قناعة بضرورة قيام الحرب كما تقول السلطة
* هل تتوقع أن تكون هذه الحرب الأخيرة؟
- لأن الحرب الأولى انتهت بسيطرة الدولة على كل المناطق، وأوصلوا العلامة بدر الدين وأولاده إلى صنعاء، إلى جانب عدد من القيادات، وتم قبول كل شروط السلطة، ومع هذا لم تحل المشكلة، وإنما انفجرت من جديد حرب أخرى، ثم حرب ثالثة، وفي كل مرة تتوسع الحرب جغرافياً، وتزداد قوة وضراوة.
* لكن هذه الحرب تحظى بإجماع كل مكونات النخبة الحاكمة، مما قد يعجل بالحسم العسكري؟
- الحسم العسكري لن يكون بهذه السهولة،وحتى لو تم سيكون مكلف جداً، ولك أن تتخيل مثلاً في الحرب الأولى ، إذا كان جزء صغير من مران استغرق ثلاثة أشهر، والهدف كان ثابت ومعروف، وقدمت فيه تضحيات كبيرة، وعدد المتحصنين مع المرحوم حسين لا يتجاوزون المائتين، واستغرق هذا الوقت الطويل، فكيف الآن والعدد المطلوب لم يعد حسين أو شخص واحد وإنما 55 شخصاً ، وعلى رأسهم عالمين وشخصيتين كبيرتين تحظى باحترام واسع مثل العلماء بدر الدين وأحمد صلاح الهادي.
- بالتأكيد هي الآن خارج محافظة صعدة، كما في سفيان وهي من محافظة عمران، والجوف، وجبل شعلل في حجة، أعني أن فكرة الحسم العسكري غير واضحة المعيار والهدف.
- مثلاً هل سيتم نزع سلاح أبناء المناطق الذي يعتقد أنهم حوثيين، وهل بالإمكان تجريدهم من السلاح، هل سيتم تغيير البنية الديموغرافية لأبناء تلك المناطق، هل سيتم السيطرة على كل بيت وقمة وجبل يعتقد أن فيه من هم متعاطفين مع الحوثي أو يقاتلون معه خاصة أن من يقاتل مع الحوثي أعداد كبيرة وانتماءاتهم القبلية متنوعة.
- أنا لست مطلع، لكن كما نسمع من الأخبار الرسمية أنه كل يوم يُقتل العشرات بل المئات، وفي الحروب السابقة المئات يقتلوا، ومع هذا لا زالوا متركزين على امتداد مائتين كيلو من الجوف إلى الساحل ومن حرف سفيان إلى الحدود السعودية.
- لا أنا لا أقول تقبل أو لا تقبل أنا أقول إن طريقة المعالجة والتعامل مع المشكلة خاطئة، الحسم العسكري مستحيل،لأن هذه المنطقة(التي تدور فيا الحرب) جغرافياً أكبر من لبنان بكثير، وقرأت أمس في أحد المواقع الالكترونية أن عدد الحوثيين في الملاحيظ 5 ألف مقاتل، فهؤلاء الخمسة ألف مقاتل يساوي عدد مقاتلين حزب الله في جنوب لبنان المتواجدين من الليطاني إلى الحدود مع فلسطين المحتلة.
وعلى العموم فالحديث عن الحسم العسكري مع أنني لا أملك ثقافة عسكرية لأنني مدني إذا كان لهذا الحسم العسكري دلالة خاصة غير ما أتصوره أنا بأنه السيطرة على كل أجزاء صعدة ،وقتل أو إلقاء القبض على 55 مطلوب، ومنع أبناء المديريات المتعاطفين مع الحوثي من حمل السلاح في المستقبل، أو التواجد في أماكن تستخدم كمواقع عسكرية، فإذا كان الحسم العسكري يحمل هذه الدلالة ، فإنه سيكون مستحيل لأنك تحارب بيئة.
- نحن ضد الحرب في المشترك منذ أن بدأت في 2004م، وضد استخدام المؤسسة العسكرية في القضايا التي يفترض أن القانون كفيل بمعالجتها.
وكحزب نحن ضد الحرب ونطالب بوقفها، والآن موقفنا أكثر صلابة لوقف القتال، لأنه أولاً أوجد عدداً كبيراً من النازحين، فالمحافظة مغلقة على الأقل لأشهر أمام المواد التموينية والطبية وغيرها، وهذا معناه أن معاناة الناس أشد، ثانياً لا نرى أن الحل عسكري يمكن أن يحل المشكلة، ومن خلال تجربة الخمسة الحروب السابقة علمتنا أن الحرب تعزز واقع أوسع مما كان قبل اندلاعها.
*يعني عندما تقوم الدولة بواجبها في قمع التمرد تستنكرون، وعندما تستجيب لوقف الحرب تقولون أنها لا تستجيب إلا لمن يرفع السلاح في وجهها، فما هذا التناقض؟أولاً نحن لم نستنكر وقف القتال قط
- السلطة هي التي تمارس هذا التناقض، فهي التي تقرر الحرب أو السلم متى شاءت! فهي مثلاً توصلت في فترة سابقة إلى اتفاقات مع الحوثي وهذه الاتفاقات نفذت وتم الالتزام بها وحدثت تهدئة لدرجة أنه في انتخابات 2006 وبعد حرب شرسة مرت الانتخابات بمحافظة صعدة ولم تطلق "طماشة" واحدة.
- يعني هذا عندما أرادت السلطة أن يتحقق نوع من الاستقرار والهدوء والسلام ولو مع وجود الحوثيين تحقق هذا وحصل المؤتمر على أعلى الأصوات في محافظة صعدة، فلماذا لا تستغل تلك الحالة من الانضباط والتهدئة للوصول إلى حل نهائي للقضية.
- أنا كنت أرجح في فترة من الفترات أن تناقض أجنحة السلطة يعبر عن نفسه في صراعات، ويتم إفرازه وتصفيته في صعدة التي تحولت إلى ساحة لتصفية هذه الصراعات.(وهناك أخبار تؤكد أن صعدة ماهي إلا ساحة لصراعات أجنحة السلطة)
والآن الظاهر أن السلطة مجتمعة على إدارتها لهذه الحرب.. فهل معنى هذا أنه لم يعد هناك أي تأثير لجناح معين في السلطة وحسم هذا الصراع لصالح طرف،أم أن السلطة توحدت تحت جناح واحد ؟ لا أدري في الحقيقة، ولكن الذي أعرفه أن الحرب تنتج مأساة إنسانية يجب ألا نسكت عليها سواء استهداف المدنيين أو معاناة النازحين، فمعاناة أبناء المحافظة على مدار خمس سنوات كبيرة جداً ولا يجوز على الإطلاق التعامل معهم وكأنهم ليسوا بشراً أو يمنيين أو إخواننا. الآن صعدة محاصرة لا ماء ولا غذاء ولا طاقة وخاضعين للقصف ويرحلوا من مخيم إلى آخر، والأنباء تتحدث عن مجازر ترتكب في حق المدنيين نتيجة أن السلطة تتهم الحوثي أنهم يتمترسوا بين النازحين والمدنيين والعكس.. هذه تدفعنا بالضرورة إلى المطالبة بوقف هذه الحرب، ووضع القضية على طاولة الحوار الوطني لفهم أبعادها وأسبابها لإيجاد حل لها ندفع به جميعاً.
-الزج بالقبائل له أضرار أكبر لأنه يوسع دائرة الحرب، والقبائل التي يمكن أن تقاتل هي إما حاشد أو بكيل أو مذحج ولها امتداداتها في محافظة صعدة، ونخشى إن زج بالقبيلة أن تتسع دائرة المواجهات جغرافياً لتطال مناطق أوسع وتتضاعف الأحقاد القبلية وهذه تبقى كامنة حتى لو هزمت قبيلة ما وتجرعت الهزيمة لكنها تبقى في وعي أبنائها رغبة للثأر في يوم ما.
* هل تؤيد القول بأن الدولة تمارس الحرب بالوكالة عن قبيلة حاشد ؟
- لا أظن ذلك، لأنه إذا كانت القضية انتصار لحاشد لكانت بؤرة الصراع منحصرة بين العصيمات وسفيان، لكن القصف والمواجهات ممتدة إلى مناطق كثيرة جداً.
ومع ذلك على السلطة أن تتعلم من دروسها السابقة، فعندما زج بالعصيمات من قبل السلطة في الحرب الأولى وهم ما كان يسمى "الباشمرجة" نتج عنه تذمر أبناء صعدة فيما بعد وتحولهم إلى حوثيين رغم أنهم كانوا ضد حسين الحوثي.
- إلى كارثة إنسانية، فالبيانات الصادرة من الطرفين تتحدث عن عشرات من القتلى، هؤلاء أبناءنا وإخواننا، القصف بالطيران يقتل الناس ويدمر البيوت والمزارع، خاصة وأن صعدة مصدراً لكثير من الفواكه
* ما هو الحل بنظرك؟ يدرس اللقاء المشترك الدعوة لإطلاق مبادرة وطنية بخصوص صعدة وسيصدر عنه بيان بهذا الشأن الليلة
- ولا بد من حوار يفضي إلى حل يضمن المساواة في الحقوق والواجبات، وأن لا يعاملوا أبناء صعدة على انتمائهم المذهبي والمناطقي وينتج عنه بسط سلطة الدولة على كل شبر في اليمن
* هذه رسالتك للسلطة فما هي رسالتك للحوثي؟
- أنا قلتها للمرحوم لحسين في أول أيام المواجهات بأن القتل لا يؤدي إلا إلى مزيد من القتل، وبالنسبة لي خير لي أن أكون المقتول ظلماً على أن أكون سبباً في استمرار هذا المسلسل الدموي.. وعلى الأخوة عبدالملك الحوثي ومن معه أن يحددوا مطالبهم بوضوح ،ويتمسكوا بحقهم سواء في ترديد الشعار أو تدريس مذهبهم وعلى المجتمع أن يناصرهم في حراك سلمي أو نضال السلمي لأنه أجدى من مسلسل العنف.
- لا أتوقع في ظل الظروف الحالية.. ولكني أعلم أنه أحيل بين عبدالملك الحوثي وبين الوصول إلى صنعاء من قبل تجار الحرب في السلطة، أيضاً حتى الذين وصلوا إلى صنعاء كالعلامة بدر الدين الحوثي وصل هو وأولاده(وأخيه عبدالكريم) إلى صنعاء بعد مقتل أربعة من أولاده ووافق على العيش في صنعاء.. لكن لم يتم التعامل معهم بإيجابية، بل أن عبد الكريم الحوثي قام بدور الوسيط رغم ضيق أسرته في صعدة وتفاجأ باعتقاله ووضعه في زنزانة تحت الأرض لم ير فيها الشمس لمدة سنتين وأربعة أشهر.. المشكلة هنا ذات وجهين، فكيف يمكن أن تتصرف السلطة كدولة تلتزم بالدستور والقانون وتتعامل بإنسانية.
- أنا استبعد الخارج رغم أن هناك محاولة من قبل الطرفين(إن كان يحيى الحوثي يمثلهم) لجر الخارج في هذه الحرب، إلا أن قرار السلم والحرب داخلي، فمثلاً عندما يصل الرئيس مع عبد الملك الحوثي إلى اتفاق ينفذ هذا الاتفاق على الأرض في ساعات دون العودة إلى أحد في الخارج ،فهذا معناه لو كان هناك تأثير قوي أو تدخل قوي كان من الصعب على الطرفين المحليين أن يصلوا إلى اتفاق وقف الحرب إلا عندما تكون الأطراف الإقليمية المشاركة في الصورة ويكون لها مصلحة في وقف الحرب أو في الاستمرار، وأرجو أن نستعبد الدور الإقليمي لأن محاولة استدعائه يمس بسيادتنا ويضعف المجتمع، ويحولنا إلى ساحة صراع بين دول الإقليم.
* ما موقفكم من الحوار الذي دعت إليه السعودية ومصر والأردن والإمارات في القاهرة بمشاركة الحوثيين ومعارضة الخارج وبمباركة أمريكية ويمنية؟
- لأننا وجدنا أن السلطة تخلق مناخات تقف ضد إمكانية الحوار، وتتناقض مع الاتفاق الموقع بيننا، وشعرنا أن دعوة الحوار ليست أكثر من محاولة عزل المشترك عن قواعده في المحافظات الجنوبية وغيرها، وخلق إرباك داخل المشترك والإساءة إلى مصداقية المشترك بخصوص دعوته للحوار الوطني،و دعوة السلطة إلى الحوار ليست أكثر من جر المشترك إلى موقف تستغله وسائل إعلام السلطة لتوحي لشركاء المشترك في اللجنة الوطنية للحوار ولقادة الحراك وللحوثيين بأننا على اتفاق مع السلطة، فيما تقوم به من إجراءات لم تتفق معنا عليها، كما أن دعوتها للحوار تزامنت مع تصعيدها للمواجهات في الجنوب ومع تجهيزاتها للحرب السادسة في صعدة لكي تقول بأننا مجمعون ومتفقون معها على طريقة معالجتها ومواجهتها للحراك السلمي بالمحافظات الجنوبية وقضية صعدة.
لا جديد إلا الاتهامات التي أطلقها رئيس الدائرة السياسية لحزب الحاكم ضد المشترك، فالسلطة مشغولة الآن ببناء المتاريس وقصف المدن ومخيمات النازحين وتجنيد رجال القبائل للحرب، مما ينذر بوقوع كارثة تتمثل في انفلات امني لم تشهد اليمن له مثيل في تاريخها
* وماذا عن التهديدات التي تلقاها حزب الحق من لجنة شؤون الأحزاب، والاتهامات الموجهة له من النيابة؟
الملكف من النائب العام للحديث معانا بخصوص الشكوى كلف بزيارة المحافظات ونحن ننتظر عودته لنستمع منه ونرد على الشكوى بما يتناسب معها وقد نرفع دعوى تزوير، في مواجهة الشكوى قبل الموظف وحتى رئيس اللجنة وزير الدولة، وقضية لجنة شئون الأحزاب معنا قضية خاسرة وهي تعبير عن صراع أجنحة السلطة، والقصد منها قطع سبل الحوار بين المشترك والسلطة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.