لن تتغير أوضاع المستضعفين إلا عندما يتغيروا هم من الداخل .. هكذا عبر المناضل محمد الخولاني في حفل تسليم جائزة هود السنوية الأولى وهو أحد المكرمين الستة الذين اختارتهم "هود" كنماذج من ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان التي تبنتها المنظمة خلال الفترة الماضية وأكد الخولاني أن التضحية تتناسب طرديا مع قوة الإيمان بالقضية ويعد الخولاني هو أول من انتصر لحقه عبر القضاء وحصل على حكم بالسجن لعشرة من أتباع الشيخ محمد أحمد منصور الذي يصفه ب طاغية الجعاشن. وألقى النائب البرلماني فؤاد دحابة كلمة استهلها بإهداء نسخة من الدستور إلى أحد أطفال الجعاشن كأمانة عليه أن يحملها ويناضل في سبيل أن يرى الدستور نور التطبيق وقال دحابة "أما أنا فلم أر هذا الدستور يطبق حتى اليوم" وأكد في كلمته أن هناك مناطق في اليمني لا يشعر فيها الإنسان بحقه في الكرامة وقال أستغل الفرصة لأخاطب الرئيس وأستحلفه أن ينظر للأماكن التي لا يحكمها الدستور والقانون متسائلا هل هناك تقارير رسمية ترفع للرئيس عن مايحدث في الجعاشن أم أنه لا يصل من الجعاشن سوى قصائد المديح التي يكيلها له الشيخ منصور ، أما الفنان فهد القرني فقد رفض توجيه الشكوى نحو الرئيس مؤكدا أن الرئيس هو " الغريم" وليس من العدل أن نطالبه بأن ينصفنا وتبرع القرني بنصف جائزته لصالح مهجري الجعاشن والنصف الآخر لإنتاج كاسيت بعنوان "عصيدك" وقال أنهم كرموا أنفسهم ابتداء برفض الظلم "كنا نشعر باحترامنا لأنفسنا ونحن في المعتقلات" . وفي الافتتاح أكد المحامي عبد الرحمن برمان مسئول الشكاوى في منظمة "هود" أن المنطمة جاءت استجابة طبيعية لمطالب الناس ومظالمهم مضيفا إننا نعمل وبكل إخلاص على تعزيز هيبة القضاء من خلال العمل على توفير محاكمات عادلة ولو بحدها الأدنى بحسب قدرتنا وإمكاناتنا . وفي كلمته أكد المدير التنفيذي لمنظمة "هود" أن جائزة "هود" هي أفقر الجوائز على المستوى المادي لافتا النظر إلى معاناة المنظمة في توفير التمويل لهذه الجائزة وقال "لم يجرؤ كثيرون على تمويل هذه الجائزة لأنها عمل حقيقي له معنى ولأنهم يعرفون أنها قد تؤثر على مصالح بعضهم" وقال الآنسي أن هود في تكريمها لهؤلاء الضحايا هو تكريم لتصميمهم مضيفا " لولا صمود أنيسة الشعيبي لما تمكنت هود من منع البحث الجنائي من سجن النساء ولقد صنعت أنيسة تغييرا لم تستطعه الأحزاب ولا كبار الناشطين الحقوقيين" وأشار الآنسي إلى تضحية البطل التهامي حمدان درسي الذي رفض أن تغلبه ثقافة المجتمع المعتاده على التنازل عن الحقوق لصالح الموروث الاجتماعي المتخلف وقال الآنسي "نحن اليوم أمام أبطال حقيقيين ليسوا محامين ولا صحفيين ولاسياسيين وليس وراءهم أحزاب ولا منظمات دولية ولكنهم اعتمدوا على نضالهم وإيمانهم الحقيقي بقضاياهم متمنيا أن يجد هؤلاء الأبطال فرصتهم للظهور على المستوى العالمي ، وتمنى الآنسي أن تستمر جائزة هود بوتيرتها لبث الحماسة على أمل أن يأتي يوم لا تجد فيه هود من تكرمهم لأنه لم يعد هناك من ينتهك حقوق أحد . وأكد المناضل عبد الكريم الخيواني في كلمته التي ألقاها في حفل التكريم أن "هود" اختارت أن تكرم الضحايا الحقيقيين الذين يمنحون العمل الحقوقي مصداقيته ويجعلون من الشعارات قضايا حقيقية ملامسة للواقع . وألقى المكرمين كلمات قصيرة شكرت فيها أنيسة الشعيبي منظمة "هود" وكل العاملين فيها وقالت أنيسة في تصريح ل "هود أون لاين" أنها تعتز بهذه الجائزة التي تعتبرها غالية على قلبها لأنها تقدير للإنسان المظلوم وقال حمدان درسي أنه يشعر بالغبن بعد خسارته للقضية أمام القضاء بينما أكد له المحامي عبد الرحمن برمان أن الذي خسر القضية هو القضاء اليمني وهيبة القانون ومبادئ العدالة في البلد وليس حمدان درسي وأكد المناضل سعيد الإبي الذي حمل راية العصيان للمشيخ والإقطاع منذ شبابه وحتى اليوم أنه يحس أنه ليس متفردا بمظلمته وإنما يشاركه كل الناس فيها وأن مظالم اليمن لا تقل بشاعة ووحشية عن ما يحدث في غزة وفي أماكن متفرقة من العالم وشكر الإبي منظمة هود وصحفيات بلا قيود ومنتدى الإعلاميات اليمنيات إضافة إلى مجلس النواب الذي وصفه بأنه انتصر مرة واحدة في حياته كانت للجعاشن .