غادر صباح اليوم العديد من تجار الملابس والأكشاك والبسطات من أسواق مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج اليمنية جنوبي البلاد ، وذلك بعد الفوضى العارمة التي شهدتها مساء أمس السبت حيث تم إحراق أكثر من 11محلا تجاريا وأكثر من 23 بسطة وكشك بينها كشك لبيع الصحف والمجلات كما تم إحراق كبائن اتصالات ومغاسل للملابس . وقد تحدث ل " التغيير " تاجر ملابس من أبناء المناطق الشمالية في الحوطة - طلب عدم ذكر اسمه - أن المتظاهرين حاولوا إحراق محلة لولا تدخل مجموعة من المتظاهرين لمنعهم من ذلك حيث تم تدارك الحريق قبل أن يلتهم ملابسة التي تقدر بملايين الريالات . وأكد المصدر انه غادر هو وعدد كبير من تجار الملابس سوق الحوطة صباح اليوم هاربا بأمواله التي لا يمتلك غيرها واغلبها ديون لشركات وموردي الملابس ، حيث قال انه لم يعد لهم مكان في محافظة لحج وان الأمن بقي متفرجا وعاجزا عن الدفاع عنهم من قبل من وصفهم بالهوشلية . وتابع التاجر حديثه بان تلك الجماعات التي تقوم بهذا الأعمال لا يمكن ان تكون تابعة للحراك وأنها عبارة عن مجموعة تريد خلط الأوراق ولا تتبع أي جهة لا السلطة ولا الحراك ولكن السلطة فقدت زمام الأمور ولم يعد لها وجود ، على حد وصفه . من جانبه قال مصدر مقرب من الأمن ل " التغيير " إن من يقف وراء هذه الأعمال هم مجاميع من الشباب العاطلين عن العمل تقودهم مجموعة من الشباب قدموا من أبين ، مشيرا إلى أن تلك المجاميع قد تعهدت بإخراج كل الشماليين من لحج مهما كلفها الثمن . يذكر أن ضحيا الصدامات في حوطه عاصمة محافظة لحج قد بلغ 3 قتلى وعشرات الجرحى وأكثر من 200 معتقل منذ بداية الانفلات الأمني الذي تشهده الحوطة . من جانبه أدان مصدر في الحراك الجنوبي في لحج أعمال الفوضى وإحراق محلات التجار الشماليين ، مؤكدا أن هذه الأعمال ليست للحراك علاقة بها . يأتي ذلك بعد أن كانت السلطات الأمنية في لحج اتهمت الحراك الجنوبي بتحريض شباب المحافظة للقيام بذلك مستغلين ظروف الشباب العاطلين عن العمل . وقد لاقت تلك الأعمال إدانة واسعة بين أوساط سكان الحوطة والمدن المجاورة معتبرة إياها أساليب دنيئة لا تمت إلى أخلاقهم بصلة .
