ضربت هزتان ارتداديتان تشيلي إحداهما بقوة 6.1 درجات على مقياس ريختر بعد يوم من الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد وخلف أكثر من ثلاثمائة قتيل، في وقت أعلنت الحكومة الأميركية إلغاء التحذير من وقوع موجات مد (تسونامي) في جميع الدول المطلة على المحيط الهادي. وقال رئيس بلدية مدينة كونسيبثيون إن نحو مائة شخص ما زالوا محاصرين بين أنقاض مبنى انهار في المدينة الواقعة بجنوب وسط البلاد جراء الزلزال. وكان آلاف التشيليين قد أمضوا الليلة الماضية في الشوارع خشية وقوع المزيد من الهزات الارتدادية. وذكرت محطة تلفزيون محلية في تشيلي أن موجة تسونامي اجتاحت ميناء تالكاهوانا الساحلي التشيلي في ساعة متأخرة الليلة الماضية مما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة بمنشآت الميناء. وأظهرت صور حاويات الشحن متناثرة وشوارع غارقة في المياه. وقال المصدر إن الموجة أصابت البلدة في الوقت الذي هزت فيه تشيلي عدة هزات ارتدادية قوية بعد ساعات من وقوع الزلزال. إلغاء التحذير في هذه الأثناء أعلنت الحكومة الأميركية في بيان إلغاء التحذير من وقوع موجات مد في جميع البلدان المطلة على المحيط الهادي والذي صدر بعد زلزال تشيلي. وقال مركز التحذير من تسونامي في المحيط الهادي إنه يستبعد وقوع آثار مدمرة إضافية من موجات المد في المناطق الساحلية التي لم تتأثر بعد. وكان المركز قد أبدى مخاوف من حدوث تسونامي مماثل لذلك الذي ضرب المحيط الهندي عام 2004 وخلف 230 ألف قتيل، لكن المسؤولين أكدوا أن العكس قد حدث بعد زلزال تشيلي. وقال أحد المسؤولين في المركز إن التوقعات كانت تشير إلى وقوع موجات مد كبيرة في هاواي، لكن ذلك لم يحدث. ونتيجة لذلك فقد ألغت السلطات في هاواي إنذارا من حدوث موجات تسونامي كانت قد أصدرته في وقت سابق. ولم يلحق تسونامي أضرارا كبيرة بالمناطق التي مر بها على امتداد سواحل المحيط الهادي ومن بينها جزيرة هاواي الأميركية. موجات محدودة وضربت موجات تسونامي على ارتفاعات مختلفة المناطق الساحلية المطلة على المحيط الهادي من أقصى الشرق الروسي وحتى الجزر النائية في نيوزيلندا. ورغم أن هذه الموجات كانت صغيرة، فقد حذر مسؤولون من احتمال وقوع موجات مد كبيرة. وأمرت السلطات في اليابان ونيوزيلندا والفلبين وجزيرة كامتشاتكا الروسية بإخلاء مئات الآلاف من السكان في هذه المناطق، دون أن ترد تقارير عن وقوع أضرار. ففي اليابان ذكرت وكالة كيودو للأنباء أن موجة تسونامي ارتفاعها 1.45 متر ضربت ميناء أوتسوتشي على الساحل الشمالي للبلاد، في حين قالت هيئة الأرصاد اليابانية إن موجات أصغر ضربت أنحاء متفرقة من البلاد من جزيرة ميناميتوري الواقعة على بعد 1950 كلم جنوب طوكيو إلى جزيرة هوكايدو الشمالية. وطالبت السلطات اليابانية نحو 450 ألف شخص يقيمون على امتداد الساحل الياباني على المحيط الهادي بإخلاء منازلهم والانتقال إلى مناطق أكثر ارتفاعا، وحذرت من وقوع موجات مد أقوى قد يصل ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار أو أكثر. وتزامن ذلك مع ضرب أمواج مد يصل ارتفاعها إلى 80 سم الساحل الشرقي لروسيا، إلا أنه لم ترد تقارير تفيد بوقوع أضرار. وقالت متحدثة باسم وزارة الطوارئ في روسيا إن السلطات بمنطقة كامتشاتكا الروسية النائية ألغت التحذير من موجات تسونامي بعد أن اتضح أن موجات المد محدودة ولا ضرر منها. وفي الفلبين ألغت السلطات الفلبينية تحذيرا من حدوث موجات تسونامي صدر عقب وقوع زلزال تشيلي، ودعت سكان المناطق في 19 إقليما على امتداد ساحلها الشرقي إلى العودة لمنازلهم. وقال معهد الرصد الزلزالي في الفلبين إنه ما زال يراقب تحرك موجات المد، لكنه أكد أن هذه الموجات لم تكن قوية كما كان متوقعا. ومن جهتها أعلنت السلطات النيوزيلندية أن موجات مد عملاقة بلغ ارتفاعها مترين وصلت نيوزيلندا الأحد، ولكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار. وتم إجلاء مئات السكان على الساحل الشرقي للبلاد إلى مناطق مرتفعة في وقت قللت فيه السلطات من مستوى التحذير بحلول الظهر. وفي أستراليا رصد مكتب الأرصاد موجات تسونامي على ارتفاع 0.5 متر قبالة جزيرة نورفولك الواقعة على بعد 1600 كلم شمال سدني، لكن لم ترد تقارير عن وقوع أضرار. جهود الإنقاذ يأتي ذلك في وقت تعهد فيه المجتمع الدولي بتقديم الدعم لتشيلي، في حين تواصلت جهود الإنقاذ في هذا البلد بعد الزلزال المدمر الذي ضربه فجر السبت. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه يراقب عن كثب التطورات، ومن بينها احتمال وقوع موجات تسونامي على سواحل المحيط الهادي. أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فقد تعهد بتلبية أي طلب للمساعدة تقدمه تشيلي، في وقت عرض الاتحاد الأوروبي تقديم ثلاثة ملايين يورو مساعدة عاجلة، كما تقدمت كوريا الجنوبيةوأستراليا بتعهدات مماثلة. وسارع وزير الخارجية التشيلي ماريانو فيرنانديز بتقديم الشكر للمانحين الأجانب، لكنه طلب منهم الانتظار حتى معرفة حجم جهود الإنقاذ المطلوبة.