اليوم الاثنين بصنعاء بمقر المركز اليمني للدراسات الاستراتيجية وحملت عنوان " الدبلوماسية الاقتصادية في عصر العولمة" , أن سياسة دولة الكويت لاقتصادية في عصر العولمة تغيرت واصبحت تبنى على حسابات المصالح القومية لدولة الكويت، ومن ذلك المنطلق تم الحاق صندوق التنمية الكويتي الذي يعمل في 100 دولة بوزارة الخارجية لذات الغرض، مشيرا إلى أن دولة الكويت بعد سقوط نظام صدام حسين الذي انتهج سياسات كارثية في المنطقة لجأت من الدبلوماسية الوقائية إلى الدبلوماسية الاقتصادية. واستعرض سعادة السفير التحولات التي أفرزت نظام التجارة العالمي خلال العقد الأخير من القرن الماضي وكيفية تعاطي بلدان العالم التي تنتهج النظام الاشتراكي مع هذه التحولات.. منوها بقدرة الصين في التكيف المرحلي مع الانفتاح الاقتصادي الذي طبقته عام 1979 م، في حين كان لأنكفاء الاتحاد السوفيتي عن اللحاق بركب الثورة التقنية أثر بالغ على اقتصاده، مقارنا بين تجاوب الصين مع رياح التغيير التي طرأت على النظام الاقتصادي العالمي وتجاهل القيادة السوفيتية لفترة طويلة لثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي أدى بدوره إلى دخولها فضاء العولمة وهي غير مهيأة بشكل جيد وكاف للتعاطي مع هذه المرحلة. وأوضح الزمان الملامح الرئيسية للسياسة الخارجية لدولة لكويت في عصر العولمة الاقتصادية والسياسية، متطرقاً الى الابعاد المحلية والاقليمية والعربية بالاضافة الى البعدين الاسلامي والدولي. و عبر عن أمله في أن تصحو الأمة العربية وأن تلحق بقطار العولمة حتى تنهض.. مضيفاً بأن الكويت تستغل موقعها وأمكانيتها للتحول الى مركز اقتصادي كبير في المنطقة. وقال أننا اليوم أمام حقبة جديدة من مراحل التطور البشري تجاوزت فيها المفاهيم التقليدية التي سادت القرون الماضية واصبحت عوامل السرعة والابداع والمعرفة هي الحاسمة على القوة العضلية والموارد الطبيعية. وتطرق السفير إلى سياسة دولة ا لكويت في ضوء استحقاقات منظمة التجارة العالمية التي دخلت كعضو فيها وكيف استفادت من التخفيضات والتسهيلات الجمركية التي تطبقها الدول الأعضاء فيما بينها ومكاسب الاستثمارات الكويتية من التحرير التدريجي للتجارة العالمية. وقد رحب الدكتور محمد أحمد الافندي رئيس المركز اليمني للدراسات الاستراتيجية والوزير السابق وعضو مجلس الشورى اليمني بسعادة السفير شاكرا له تلبية الدعوة للمحاضرة مشيرا إلى أنه اول سفير من دول الخليج العربية يقبل القاء محاضرة باستضافة المركز، منوها إلى أن دولة الكويت هي هكذا يكون لها قصب السبق في جميع المجالات سواء الاقتصادية أو السياسية أو التنموية في اليمن وفي دول العالم العربي... وقد علق الاستاذ محمد عبدالرحمن الرباعي أمين عام حزب اتحاد القوى الشعبية (سفير سابق)، بأنه يجب أن نفرق بين العولمة والتعولم، فالعولمة امر حتمي لا بد من التعامل معه ، والتعولم امر مرفوض.. وقد عبر سعادة السفير في رده على اسئلة الحضور عن متانة العلاقات اليمنيةالكويتية ، مشيرا إلى ان دولة الكويت استثمرت في اليمن اوائل السبعينيات قبل ان يستثمر بها أحد اذ كان وقتها الاستثمار مخاطرة، كم أنها اعترفت بالدولتين قبل أن يعترف بهما احد، وساهمت في إنماء الشطرين على حد سواء رغم ان الشطر الجنوبي كان يعاني عزلة نسبية، ذلك بالاضافة الى الزيارات المتبادلة بين كبار مسؤولي البلدين، والاستثمارات الكويتية التي بدأت تحتل مكانة مرموقة في مقدمة الاستثمارات العربية والاجنبية في اليمن، وهي متواجدة من السابق، وقال هذا هو معيار تقييم العلاقات بين الدول وليس التقييم المبني وفقاً لمفاهيم عاطفية فالكويت انطلقت في دعمها لليمن واجبها الديني والأخوي. واشار إلى أنه فضل أن يلقي محاضرته عن المحور الاقتصادي بدلا عن المحاور النمطية عن العلاقات الثنائية رغم اهميتها لأن الاقتصاد هو اساس المجتمعات، ويجب ان يتم التركيز عليه.. وأشار الى أن قرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي الأخير اقر اعطاء الأفضلية للعمالة اليمنية لكنه أشار الى أن العمالة المؤهلة والمنافسة هي التي تحظى بالقبول. وكان بين الحضور القائم بالاعمال الليبي، والاستاذ محمد الرباعي السفير السابق وأمين عام حزب اتحاد القوى الشعبية ، ونائبه الدكتور محمد المتوكل، ويحيى الجفري رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحزب رابطة أبناء اليمن، والوزير السابق د/عبدالرحمن با فضل رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الاصلاح، وعدد من الدبلوماسيين من السفارات العربية والاجنبية وعدد من رجال الاعمال ودكاترة وطلاب جامعة صنعاء ومهتمين وصحفيين...