لم يكن المواطن اليمني علي الحملي يعتقد ان حياته كلها ستنتهي في لحظه وانه سيكون وزوجته ضحايا لمسلسل انطفاء التيار الكهربائي الذي تنتجه مؤسسة الكهرباء أو كما بات يعرف في الشارع اليمني " طفي لصي " .. فعندما أصبحت " طفي لصي " عادة يوميه .. ولكون اليمنيين أشد الشعوب صبرا و أطولهم نفسا ومقاومة للمنغصات و شدة تعلقهم بالأمل فقد اشترى الحملي مولدا كهربائيا ( ماطور ) ، ووضعه في السطح خوفاً من ان يختنق وعائلته بالرائحة ، وفي الأسبوع الماضي عندما انطفأت الكهرباء أراد أن يملئ الماطور بترول ...ذهبت زوجته لتحضر له شمعه ليستطيع أن يرى سقط على الأرض ووقعت علبة البترول على الأرض ، وبعض القطرات على زوجته لتشتعل الشمعه مع البترول وتشتعل زوجته أمام عينه وحاول أن يطفيها ، ولكن بلا جدوى حتى ابنه الصغير احترقت يديه ووجهه وهو يحاول ان يطفي النار المشتعلة في جسد أمه حتى ان قطعه صغيره من درع كانت تلبسه امه لصقت بوجهه الصغير .. وهاهي تموت في المستشفي ويلحقها زوجها بعد يومين . ولم يكن يعلم السياني أيضا أن هذه الحلقة من حلقات مسلسل " طفي لصي " سيكون هو ضحيتها وليس بطلها... ففي أحد أيام لأسبوع الماضي الذي كان ينزل المطر فيه غزيراً قرر ان يدخل الماطور الى المنزل ،ولم يكن يعلم ان الغاز الذي يخرج من الماطور خطير جداً وكفيل بقتله ...وجلس ليكمل تخزينه بينما زوجته كانت تصلي .. وانتهت الحلقه بوفاته وهو في جلسة مقيل "مخزن " ، وزوجته ماتت وهي راكعة فوق سجادتها .. انتهت عائلة السياني في لحظه ولكن لم ينتهي مسلسل طفي لصي الذي أصبح ينافس المسلسلات التركيه في الطول ، وان كان مازال يبحث عن ضحايا جدد .. لنتساءل من يتحمل المسؤولية ؟ .. واذا اصبحت المواطير ضرورية أليس من واجب السلطات توعية المواطنين بالطريقة المثلى لاستخدامها و التنبيه بمخاطرها ؟. تغشى الله " ضحايا الكهرباء " برحمته و صبر أهاليهم و جنبنا مصائب " طفي لصي " .