دخلت الازمة السياسية اليمنية بين المعارضة والحزب الحاكم في الاوانة الاخيرة معتركا جديدا عبر سلسلة من معارك البيانات شديدة اللهجة وتنذر بتصعيد خطير يزيد من تعميق الازمة نحو الاتساع. فبعد يومين من بيان شديد اللهجة لاحزاب المعارضة اليمنية –اللقاء المشترك – ضد الحكومة اليمنية ورئيسها، استهجن مصدر إعلامي في مكتب رئيس الوزراء مما جاء في البيان الأخير الصادر عن أحزاب اللقاء المشترك من مغالطات وتحريف للحقائق ومنها الادعاء بأن رئيس الوزراء قد وصف أحزاب اللقاء المشترك بأنهم مرتزقة. وقال المصدر في بيان صحفي تلقى " التغيير" نسخة منه :"لقد كشف القائمون على تلك الأحزاب للأسف بأنهم لا يعرفون أبجديات السياسة ومأزومون ويحاولون إسقاط أزماتهم على الآخرين وعلى الوطن بشكل عام". وأضاف المصدر" أن محاولة الدس والاصطياد في المياه العكرة واتهام الآخرين بما ليس فيهم لا يصدر إلا عن أناس يعانون من الإعاقة الحقيقية في أذهانهم وثقافتهم ويسوءهم ان يكشف الآخرون حقيقتهم عندما يتصدون لتنفيذ ادعاءاتهم التي يرمون بها غيرهم جزافاً للتضليل". واشار المصدر الاعلامي :"من المضحك أن يتحدث هؤلاء- احزاب المشترك- الذين افتقدوا منطق الخطاب وآداب الحديث بان خطابات الأخوة نائب رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس الوزراء أو رئيس مجلس الشورى أو غيرهم من كبار المسئولين في الدولة أنما تكتب لهم في التوجيه المعنوي أو غيره وحيث لا يبرز ذلك الافتراء سوى عن جهل فاضح لدى أولئك الذين صاغوا ذلك البيان المليء بالمغالطات والإساءة بحق الآخرين وهم أول من يعلم بان هذه الرموز الوطنية هم قيادات الدولة ورجالها الذي يعون معنى كل كلمة يتحدثون بها وهم أساتذتهم في فن الخطاب وان ما سيتم إيضاحه مستقبلاً من هذه القيادات هو أكثر مما قد سمعوه حتى الآن لفضح تلك السلسلة من الأكاذيب والافتراءات المشحونة بثقافة الكراهية والأحقاد والممارسات غير المسئولة الضارة بمصالح الوطن ونهجه الديمقراطي التعددي وسلمه الاجتماعي". ودعا المصدر قيادة أحزاب اللقاء المشترك إلى العودة إلى الرشد والصواب وتحمل مسئوليتهم الوطنية بدلاً من الاستمرار في ذلك النهج الخاطئ الذي ظلوا ينتهجونه لافتعال الأزمات وإقامة التحالفات والتماهي مع أعداء الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية من العناصر التخريبية والانفصالية الخارجة على الدستور والنظام والقانون والتي تتربص بالوطن وتحاول النيل من مكاسبه وانجازاته وثوابته الوطنية .. وهي لن تفلح أبداً في مسعاها الخائب لأن الشعب واع ٍ ويدرك حقيقتها .. ويميّز بين الغث والسمين". وكانت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة في اليمن وصفت ما جاء في خطابات قيادة الدولة بالإسفاف والانحطاط الذي تتعامل به السلطة وحزبها الحاكم مع الخصوم ، وطالبت في بيان صادر عنها – تلقى " التغيير " نسخة منه - الحزب الحاكم بالاعتذار عما تضمنه بيانه الأخير من سفه وتناول للأعراض بالسب والقذف التي قالت انه لا يكتبه إلا سوقي مشبوه " . حد قول البيان . وحمل المشترك في بيانه الحزب الحاكم مسئولية ما ورد في البيان وكل ما يترتب على ذلك التحريض من تداعيات، مشيرا إلى انه ما لم تقدم قيادة المؤتمر الحاكم اعتذارا رسميا مقبولا ، فانه يحتفظ بحقه في اتخاذ الخطوات القانونية أو الرد بما يراه مناسبا لحماية حقوقه مخاطبا الحزب الحاكم:الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة. كما عبر بيان المشترك عن أسفه لظهور رؤساء السلطة التنفيذية والتشريعية بدء برئيس الجمهورية ومرورا بنائبه ورئيس حكومته انتهاء برئيس مجلس شوراه، بصورة المحرضين على أحزاب المشترك وكيل التهم لها عبر وسائل الإعلام المختلفة وقد تناسوا هموم البلاد ومشاكلها الحقيقية في حين أنهم هم الذين أوصلوا البلاد إلى هذا الوضع المأساوي وليس المعارضة. على حد قوله . وأضاف البيان: " وبدلا من أن يكاشفوا الناس بحقيقة الأوضاع الخطيرة التي انزلقت إليها البلاد فإنهم يهربون إلى تلك المعارك الدنكشتوتية التي لا تسمن ولا تغني من جوع وتعبر فقط عن الحالة البائسة التي وصلت إليها إدارة البلاد في ظل غياب الكفاءة وانتشار الفساد والمحسوبية وتعميق ثقافة الكراهية بتلك الخطابات والفتنة التي تشرع لجولات من الصراعات التي لا تستطيع الأنظمة الفاشلة أن تعيش بدونها " . وقال المشترك انه يأخذ تهديدات رئيس الجمهورية مأخذ الجد، ويرى أن المؤشرات العملية لهذه التهديدات تنتقل إلى الواقع العملي في أشكال مختلفة بين الاعتداءات والممارسات التي لا يمكن النظر إليها إلا بأنها انعكاس لما يصدر من تهديدات مباشرة ومبطنة، كما حدث مع رئيس المشترك عبدالوهاب محمود والأستاذ زيد الشامي...الخ. وأضاف: " وفي حين يجد نائب الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس مجلس الشورى في خطاب الرئيس مرجعية لخطاباتهم فإننا لا نملك إلا أن نشفق عليهم وهم ينهجون كلمات تلك الخطابات التي تكتب لهم في التوجيه المعنوي بعبارات ترتد إليهم قبل أن تسيء إلى المشترك وأحزابه ". واعتبر المشترك أن :" المأساة الحقيقية هي أن يتحول خطاب السلطة إلى خطاب تضليلي لإخفاء الحقائق التي تمر بها البلاد وعلاوة على ذلك يفقد القدرة على التماسك لينحدر إلى مستويات هزيلة كما هو حال البيان الأخير للمؤتمر الشعبي العام. "