بالرغم من كون محمد الطميحي أحد أبرز المذيعين في قناة "العربية" ممن يوصفون بأصحاب الكاريزما الخاصة، إلا أنه يؤكد أنه لا يتوقف عند ذلك بقدر سعيه للحصول على إجابات من ضيوفه تهم المشاهد إلى جانب مراعاة المهنية واحترام قناته، مبتعداً عن الإثارة المفتعلة أو الإحراج على حساب المصداقية. وعلى عكس مما يرى آخرون، اعتبر الطميحي أنه وصل للإجابة الصريحة في لقائه مع محسن العواجي، عارضاً لمراحل مهمة في تنقلاته بداية من "الحرة" وصولاً إلى "العربية"، مؤكداً أنه لا علاقة لرأس المال السعودي بتفوق موهبة المذيع السعودي، مؤكداً أيضاً صحة وجود العديد من الأخبار التي رفض إذاعتها أو تقديمها لأسباب عدة. وحول حواراته المثيرة مع دعاة وخطباء لهم وزنهم في ما يسمى بالتيار الديني في المملكة، قال الطميحي: "كل ما يهمني في أي لقاء أجريه هو أن أجد الإجابات عن الأسئلة التي تدور في ذهني أو ذهن المشاهد والطرف الآخر الغائب عن اللقاء، دون أن أتعمد إحراج الضيف أو التقليل من مكانته. وأحياناً يكون هناك شد وجذب بيني وبين الضيف للوصول إلى هذا الهدف. فمثلاً المقابلة التي جمعتني مع الدكتور محسن العواجي، كان العواجي يتحدث فيها عن أنه لا يرى مانعاً من المشاركة في القنوات الإسرائيلية والصهيونية لإيضاح حق الأمة، وكنت أريد منه إجابة صريحة حتى يبين لي وللمشاهد كيف لا تكون المشاركة في تلك القنوات تطبيعاً. وخرج العواجي عن الموضوع وانتقد تغطية "العربية" للحرب الإسرائيلية على غزة. وفيما كان يتوقع مني الدفاع عن المحطة تركت ذلك للقائمين عليها وواصلت المقابلة للحصول على إجابات واضحة وصريحة، وهذا ما حدث". وتابع الطميحي الحديث عن تجربته قائلاً: "أما الدكتور محمد العريفي فكان بيننا أيضاً حوار ساخن بشأن حديثه عن تصوير حلقة خاصة من برنامجه في القدس. وبعد النقاش اتضحت الصورة بأن العريفي كان ينوي تصوير الحلقة بطريقة ما تظهر فيها المدينة ولكن من خارجها. ومهما بلغت درجة الجدل والنقاش فالاحترام يبقى والعلاقات الطيبة التي تجمعني بكل ضيوفي لا تتغير". وحول تقييمه لتجريته الإعلامية في قناتي "الحرة" و"العربية"، قال الطميحي: "للأمانة لقد بدأت في الحرة مذيعاً بالراديو بعد تجربة سابقة في الإذاعة السعودية وإذاعتي إم بي سي أف أم وبانوراما، وأيضاً راديو سوا. وكان لزاماً عليّ فهم العمل التلفزيوني ميدانياً بعد دراستي النظرية في مجال الإعلام بجامعة الإمام في الرياض، وهذا ما حصل من خلال عملي مراسلاً إقليمياً للمحطة في منطقة الخليج والشرق الأوسط. بعد ذلك غملت مقدماً لفقرة أخبار الخليج وأسواق المال والصحافة الخليجية في النشرات الصباحية للمحطة. وقد اكتملت التجربة مع "العربية" بعد أن أصبحت مذيعاً للأخبار ومقدماً للبرامج. وأضاف: "قبل عملي في "الحرة" سعيت للحصول على ضمانات بالحيادية، فالقناة كانت وليدة وظهرت في وقت اشتد فيه الكره لكل ما هو أمريكي في المنطقة بعد الحرب على أفغانستان والعراق. وأنا كصحافي يهمني أن يحكم المشاهد على ما أقدمه قبل المحطة التي أنتمي إليها. فكنت واضحاً في ذلك مع إدارة المحطة التي تعهدت بالحيادية. أما "العربية" فكان خطها ووضعها التحريري واضحاً، فانضمامي لها يعني قبولي بما تقدمه، لذلك لم يكن هذا الشرط مطروحاً. ورداً على سؤال حول تشكيك البعض في حياد "العربية" تجاه الشأن السعودي، قال الطميحي إن "رضا الكل غاية لا تدرك، وأنا كمذيع أقف دائماً على الحياد. ولكن من جهة أخرى وكمتخصص في مجال الإعلام ومشاهد في المقام الأول، أرى أن "العربية" تهتم كثيراً بالشأن السعودي وتشكل عاملاً مهماً من عوامل النهضة الإعلامية في المملكة. وذكر أن "الضغوط الواقعة على المذيعين ليس مرجعها المنافسة بين المحطات، بل الحدث الذي يفرض كينونته الخاصة، ويجعل الكل يبحث عن الخبر وتأثيراته. وهذه هي المنافسة الحقيقية. وعملنا كإعلاميين يأخذ منا الوقت والجهد الذي نتقاسمه كفريق عمل يساهم في الحفاظ على موقع المحطة في دائرة المنافسة". وأضاف"أعتز بعلاقتي الطيبة مع معظم زملائي المذيعين في "العربية" وخارجها، وإذا خرج التنافس عن الروح الرياضية فعندها يصبح العمل ساحة لتصفية الحسابات. أنا أفهم تماماً أني هنا للعمل في المقام الأول وبالتالي فهو الأولوية بالنسبة لي والباقي يأتي بعد ذلك". وذكر أن "نشرة الرابعة على شاشة العربية جهد فريق متكامل، وإذا كان هناك أي تميز للطميحي فلأن وراءه هذا الفريق، وأي تقصير ينعكس على الجميع. وهذه النشرة بصدق هي أكثر النشرات تعقيداً، وإنتاجها يتطلب مجهوداً جباراً من فريق الإعداد الذي يشارك فيه صحافيون سعوديون شباب يقودهم الزميل مساعد الثبيتي بعد مغادرة الزميل سعد المطرفي للعمل في قناة "ألف ألف" المنتظرة. وبالنسبة للتوقيت وتأثيره في نجاح النشرة، فهناك مجموعة من النشرات الرئيسة التي تتوزع على مدار اليوم، وبما أن النشرة تهتم بالشأن السعودي جاء توقيتها مناسباً وعاملاً مهماً في نجاحها". وقال الطميحي: "مارست العمل الميداني طويلاً، وتنقلت من خلاله حول العالم لمتابعة الأحداث وتطوراتها صحافياً ومراسلاً ميدانياً ومنتجاً وذلك ما صنعني إعلاميا. الآن أحاول التركيز على ترسيخ أدواتي كمذيع، وهذا لا يمنع أن أعود للعمل الميداني من وقت لآخر". وفي هذا الصدد، قال: "اقترحت المشاركة في تغطية حرب الحوثيين، ولكن المحطة رأت وجودي في استوديوهاتها في دبي أفضل للتغطية، خصوصاً مع وجود مجموعة من المراسلين المتميزين في المملكة. هذا الأمر أتاح لهم الفرصة في تطوير أنفسهم وكذلك لي لإعداد سلسلة من التقارير الخاصة التي تابعت فيها بالصور والخرائط تطورات الحرب على حدود المملكة في منطقة جازان الغالية، معتمداً على معرفتي بالمنطقة وعلاقاتي الصحافية فيها، إضافة إلى تواصلي مع الزملاء في التحرير، وتعريفهم بالمنطقة وطبيعتها الجغرافية وطريقة نطق الأسماء والمناطق. وإذا كانت الحرب قد انتهت فإن تبعاتها ما زالت مستمرة، وهذا ما قد يعيدني إلى العمل الميداني قريباً". وأضاف: "يحاول كل شخص في مجال إبداعي أن يجعل لنفسه بصمة خاصة تميزه عن غيره، وهذا ما سعيت جاهداً القيام به دون تكلف أو تصنع. يهمني احترام عقلية المشاهد وتجاوز العوائق للوصول إليه. يهمني تقمص شخصيته والتحدث معه بأسلوب يفهمه ويرتاح له، ويؤدي في النهاية إلى وصول المعلومة له دون تعقيد، وهذا ما يهمني". وتابع "التردد وارد عند التطرق إلى بعض المواضيع الحساسة التي تتعرض لجهة أو شخصية ما، ولكن هذا التردد يتلاشى مع الإلمام بالموضوع وتغطية كل جوانبه بتجرد. وفي ما سبق في حياتي المهنية خصوصاً لدى عملي مراسلاً امتنعت عن تغطية مواضيع بعينها لافتقارها للمصداقية، أو تعمدها الإساءة لبلدي". وأكد أن "المذيع السعودي أثبت مقدرة كبيرة على التواجد في الإعلام العربي، وإن كان ذلك نتيجة للإعلام السعودي أو الممول برأس مال سعودي فهذا لا يعني التقليل من قدرة المذيع أو إمكاناته. فهو قادر على المنافسة إذا أتيحت له الفرصة في أي قناة عربية كانت أو أجنبية". وفي إشارة إلى مستقبله المهني، قال: "إن الطموح رحلة لا تنتهي، وهو الوقود الذي يجعلني دائماً أحافظ على ما أنا عليه وأسعى لتطويره, تختلط الأمور لدي الآن، وحتى تتضح الصورة بشكل أكبر فسأكتفي بكوني مذيع أخبار بقناة العربية".