أوضح نائب المدير العام للشؤون التجارية في شركة «الخطوط الجوية اليمنية»، منير حسين جحوش، أن اليمنية أكملت ترتيباتها لتسيير أولى رحلاتها على خط صنعاء - كوانزو في جمهورية الصين الشعبية، بعد غد، الاثنين، بمشاركة عدد من المسؤولين ورجال الأعمال وممثلي عدد من وسائل الإعلام والصحف المحلية والخارجية، مشيرا إلى أن تدشين الخط الجديد يأتي بعد حملة تسويقية ناجحة في كل من اليمنوالصين. وقال نائب المدير العام في حديث ل«الشرق الأوسط» إن تسيير «اليمنية» رحلات إلى مدينة كوانزو التي تعرف بمدينة الأعمال، ينبع من أهمية المكانة التي تحتلها الصين اليوم، كمركز تجاري وسياحي عالمي، يجتذب رجال المال والأعمال من مختلف الجنسيات، بالإضافة إلى الطلاب والزوار والسياح من شتى بقاع الأرض. وأوضح أن تسيير رحلات جوية إلى الصين أملاه تنامي حركة التبادل التجاري بين البلدين في السنوات الأخيرة بمعدلات قياسية، حيث ظلت الصين الشريك التجاري الأول لليمن على مدى السنوات الخمس الماضية، بالإضافة إلى وجود جالية يمنية كبيرة تضم الكثير من أصحاب الأعمال والطلاب والزوار والمستثمرين اليمنيين، مضيفا أن خط صنعاء - كوانزو سيخدم ويسهل حركة المسافرين إلى الصين من دول الجوار أيضا، مثل إثيوبيا وجيبوتي والسودان، وأيضا دول الشرق الأوسط كمصر وسورية ولبنان، لكل هذه الأسباب تبين أهمية وجدوى تسيير رحلات إلى كوانزو. ولفت جحوش إلى أن «اليمنية»، وفي إطار جهودها لتسهيل تنقل المسافرين على طائراتها داخل الصين، أبرمت اتفاقا مع شركة «الخطوط الجوية الصينية» تتولى بموجبه نقل المسافرين من كوانزو إلى المدن الصينية الأخرى مثل بكين وشنغهاي وغيرها. وقال نائب المدير التجاري في سياق الحديث إن «اليمنية» تجاوزت إلى حد كبير تداعيات حادثة سقوط إحدى طائراتها في سواحل جزر القمر في يونيو (حزيران) من العام الماضي، وهناك تحسن مستمر في وضعيتها في سوق الملاحة الجوية، وذلك بفضل جهود مجلس إدارتها، وبفضل الحملات التسويقية المكثفة، والتوجه نحو تقديم خدمات إضافية ونوعية، وأسعار تشجيعية للمسافرين إلى مختلف المحطات، كل ذلك أسهم في استعادة «اليمنية» لمكانتها، والدليل حصولها خلال الأيام الماضية على شهادة «الأيزو» من الاتحاد الدولي للطيران (اياتا) وهي شهادة دولية في معايير الأمن والسلامة. وفيما يتعلق بآخر المستجدات بشأن حادثة سقوط الطائرة اليمنية في جزر القمر، أوضح المسؤول اليمني، أن الغموض ما زال يكتنف الحادثة، وليس هناك جديد، لكن المؤكد والثابت أن الطائرة المنكوبة لم تكن تعاني أي مشكلات فنية، يمكن أن تتسبب في مثل هذه الحادثة، مضيفا أن التحقيق مستمر لمعرفة أسباب الحادثة والجهة المتسببة فيه. وحول ما يتردد عن إلغاء الخطوط اليمنية صفقة لشراء 10 طائرات من شركة «إيرباص» الفرنسية جرى توقيعها قبل الحادثة، أكد نائب المدير التجاري أن الصفقة قائمة، وما يتردد بشأن إلغائها مجرد تكهنات، موضحا أنه سيتم تسلم أول طائرتين من هذه الصفقة بنهاية الربع الأول من العام القادم، وسيتم تسلم بقية الطائرات تباعا حتى اكتمال تسليم الطائرات العشر نهاية عام 2013، لافتا إلى أهمية هذه الصفقة في تعزيز أسطول «اليمنية» ورفع حجمه إلى 19 طائرة، الأمر الذي سيمكنها من تنفيذ خططها التوسعية، بتسيير رحلات إلى محطات جديدة، ويعزز حضورها في سوق الملاحة الجوية، مبينا أن «اليمنية» تطير حاليا إلى 30 محطة حول العالم. وقال حجوش إن العلاقة بين «الخطوط اليمنية» و«الخطوط الجوية السعودية» التي تمتلك 49 في المائة من أسهم «اليمنية»، تعد اليوم في أحسن أحوالها، وهناك تنسيق وتعاون مستمر ومثمر بين الجانبين، فيما يخص أداء «اليمنية» على المستويات الإدارية والمالية والفنية، مشيدا بروح التعاون القائمة بين الشركتين، ونافيا ما يتردد في بعض وسائل الإعلام عن عزم الجانب السعودي تغيير نسبة شراكته في اليمنية. وأضاف أن الشراكة بين «السعودية» و«اليمنية»، شراكة استراتيجية، وتنمو باطراد، والدليل مساهمة «السعودية» في شركة «طيران السعيدة» للنقل الداخلي، التي تأسست قبل عامين، وهناك إشراف مباشر من الجانب السعودي على أداء «السعيدة»، ما يؤكد توسع ونمو مستوى الشراكة بين الجانبين. وفيما يتعلق بالخدمات الجديدة التي أدخلتها الشركة خلال الفترة الماضية وأعطتها ميزة نسبية، في سوق الملاحة الجوية، أوضح نائب المدير التجاري أن «اليمنية» وفي إطار سعيها لتقديم خدمات أفضل لزبائنها، دشنت مطلع العام الحالي خدمة بيع التذاكر والحجز عبر الإنترنت، وخدمة الشحن الجوي عبر الشبكة العنكبوتية، كما أن موقع «اليمنية» على الشبكة الإلكترونية، يوفر للجميع فرصة الاطلاع على جدول الرحلات اليومية ومواعيدها، وأسعار التذاكر، وغيرها من المعلومات التي يحتاجها المسافر مبينا الخدمة التي تنفرد بها «اليمنية» دون غيرها من شركات الطيران في المنطقة، وهي خدمة التأمين الإضافي على المسافرين وأمتعتهم، التي تقدم عبر شركة «المتحدة» للتأمين، وهي خدمة تأمين كامل على المسافرين على «اليمنية» إلى مختلف البلدان، إلى جانب خدمة التأمين المعروفة لدى الاتحاد الدولي للطيران. واعترف مسؤول «اليمنية» بتأثير تراجع حركة السياحة الدولية إلى بلاده، على أداء «اليمنية»، بسبب تراجع حركة التنقل بين اليمن وأوروبا، على خلفية الأحداث الأمنية التي وقعت خلال الفترة الماضية، ما أثر سلبا على نشاط الشركة، لكنه لفت إلى أن اليمنية عملت على تعويض هذا التراجع في حركة السياحة الدولية، من خلال تعزيز خدمات نقل المسافرين فيما وراء اليمن، وهو ما يعرف بالحرية الثالثة، وهناك إقبال كبير على هذه الرحلات، إضافة إلى استمرار تدفق أفواج السياحة الأوروبية إلى جزيرة سقطري، كمقصد سياحي آمن وجاذب، وبمنأى عن المخاطر الأمنية في المقاصد السياحية الأخرى. وخلص نائب المدير العام إلى أن «اليمنية» تأثرت ببركان أيسلندا الأخير، شأنها شأن شركات الطيران الأخرى، وتكبدت خسائر بلغت نصف مليون دولار، نتيجة إلغاء رحلات إلى محطات في عدد من العواصم الأوروبية بسبب الأجواء التي خلفها البركان.