يعول المدير الفني لمنتخب الجزائر رابح سعدان كثيراً على ثلاثي "الخضر" مبولحي، قادير و بودبوز الذين فرضوا أنفسهم بجدارة أمام الإنكليز وكان لهم الدور الأكبر في فرض التعادل السلبي على رفاق روني في المباراة التي جمعت الجزائر بإنكلترا الجمعة الماضي. ونجح المنتخب الجزائري بتعادله أمام المنتخب الانكليزي الجمعة الماضي في إنعاش آماله في التأهل إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم المقامة حاليا بجنوب إفريقيا، لكنه نجح أيضا في كسب 3 لاعبين من الطراز العالمي سيكون لهم شأن كبير مع الفريق في المستقبل القريب. "الأسود الثلاثة" الجدد لمحاربي الصحراء لا تحمل أسماء ستفن جيرارد ،واين روني أو فرانك لامبارد، وإنما وهاب رايس مبولحي وفؤاد قادير ورياض بودبوز،الذين لعبوا لأول مرة مبارياتهم الرسمية مع المنتخب الجزائري في بطولة هي الأكبر و الأفضل على الإطلاق. يقال أن الحظ غالبا ما يخذل حراس المرمى، لكنه في حالة الجزائري وهاب رايس مبولحي يبدو أنه العكس تماما، فهذا الحارس لم يكن حتى بداية أيار (مايو) الماضي ضمن دائرة أولويات الجهاز الفني، لكن مشاركته في معسكر كرانس مونتانا بسويسرا و حلوله بديلا للحارس الأول فوزي شاوشي في المباراة الودية ضد ايرلندا التي خسرها "الخضر" بثلاثية نظيفة يوم 29 مايو بدبلن، جعلت المدرب سعدان يقتنع أنه بصدد اصطياد حارس من الطراز الرفيع، فقرر أن يكون الحارس الثاني خلف شاوشي وقبل المخضرم لوناس قواوي. انتظر مبولحي الذي ينشط في نادي سلافيا صوفيا البلغاري فرصته التي جاءت على إثر مصاب "خفيف" ألم بركبة شاوشي، و شارك في المباراة الحاسمة ضد المنتخب الانكليزي (الرسمية الأولى) وأبلى البلاء الحسن وكان سدا منيعا أمام حملات جيرارد ، هيسكي ، لامباراد ،روني وباري. وربما لم يكن مخطئا شاوشي عندما احتج على عدم إشراكه في المباراة المذكورة لأنه شعر بأن مكانته باتت مهددة إن لم يكن قد فقدها بالفعل منذ مساء أمس بحسب النقاد و المتتبعين. لاعب آخر كسب نقاط عديدة خلال المباراتين ضد سلوفينيا و انكلترا، حتى أصبح اليوم قطعة أساسية في التشكيل الأول للمنتخب الجزائري ونعني به فؤاد قادير لاعب فالونسيان الفرنسي. الإمكانيات التي أظهرها قادير سمحت للمدرب سعدان من التخلص من هاجس "ضعف" الرواق الأيمن و ربح مهاجم حقيقي من خلال الدفع بكريم مطمور إلى اللعب كرأس حربة حقيقي بدلا من غزال و جبور . وأثبت قادير منذ بداية المونديال أنه جدير بالثقة التي وضعت فيه وأن تواجده مع منتخب الجزائر هو مكسب للطرفين. ويبقى الفتى رياض بودبوز البالغ من العمر 19 عاماً إحدى مفاجآت "الخضر" السارة في جنوب إفريقيا، فهذا اللاعب خريج مدرسة نادي سوشو الفرنسي و الذي اعترف أن انضمامه إلى كتيبة "الخضر" شكل حدثا لن ينسى بين أفراد عائلته، يداعب الكرة بلمسات ساحرة و يتخطى المنافسين بسهولة لأنه يلعب بثقة لا يملكها إلا النجوم الكبار، ثقة لا يملكها فقط في الملعب و إنما حتى خارجه. ويرشح الكثير من النقاد والمتتبعين لأن يكون بودبوز النجم الأول للمنتخب الجزائري في السنوات القليلة القادمة،ميزة افتقدها هذا الفريق منذ اعتزال الأسطورة رابح ماجر.