رفض السفير السوري بصنعاء استلام رسالة إلى رئيس الجمهورية السورية بشار الأسد وجهتها عدد من منظمات المجتمع المدني التي نفذت وقفة تضامنية مع المدونة المعتقلة طل الملوحي والمعتقل اليمني في السجون السورية نبيل الذهب. وطالبت الرسالة الرئيس السوري إعادة الاعتبار للشعب السوري وتأريخه والتخلي عن سياسة القمع وتكميم الأفواه, معتبرة الإفراج عن المخفية قسرا طل الملوحي وكافة سجناء الرأي في سوريا هو بداية الطريق الصحيح لإعادة الاعتبار لكرامة الإنسان السوري بالدرجة الأولى . وأضافت :البلاد التي أنجبت عبد الرحمن الكواكبي ويوسف العظمة ومحمد الماغوط وآلاف الأبطال والعظماء عبر التأريخ، وانحاز شعبها لخيار الاستقلال والمقاومة، نجد أجهزتكم الأمنية قد حولت شعبها إلى مجاميع بشرية مسكونة بالخوف من سطوة أجهزة المخابرات التي تخالف القانون الدولي فضلا عن مخالفتها للشريعة الإسلامية واستهتارها بأخلاق العرب الأصيلة وجاء في رسالة المنظمين للفعالية إن طل الملوحي ليست سوى رمز للمعتقلين والمخفيين قسريا في سجون دولتكم من أصحاب الرأي والمعارضين السياسيين من العرب والكرد، شاءت إرادة الله أن يعرف العالم حقيقة معاناتها وفضاعة الجرم الذي يرتكب في حقها .. ومثلها كل المعتقلين السياسيين والمخفيين قسريا كالمحامي هيثم المالح وعلي العبد الله وليس انتهاء بالمواطن اليمني نبيل الذهب مذكرين إياه من ان مقاومة العدوان الصهيوني والحفاظ على كرامة الأمة العربية لا تأتي من خلال ممارسات القمع وتكميم الأفواه وكرامة الأمة بمجموعها تأتي من كرامة أفرادها وحريتهم, ونوهت : إن هذا الوضع هو ما يريده العدو بالضبط ويحلم باستمراره ليقدمكم للعالم بهذه الصورة البشعة في التعامل مع شعبكم وبرصيدكم السيئ في مجال حقوق الإنسان. وكان ممثلو عن منظمات سجين وهود وصحفيات بلا قيود والتغيير ولجنة حماية حرية الرأي والتعبير ومركز عاد لحماية الطفولة ومركز الإعلام الحقوقي وناشطون نفذوا وقفة احتجاجية صباح اليوم أمام السفارة السورية بصنعاء رفعوا خلالها لافتات وشعارات مطالبة بإطلاق الملوحي والذهب وكل المعتقلين السياسيين في السجون السورية. على صعيد متصل وجهت منظمة الكرامة ومقرها بجينيف نداءً عاجلاً إلى المقرر الخاص المعني بمناهضة التعذيب طالبةً منه التدخل لدى السلطات السورية لاتخاذ تدابير فورية لإطلاق سراح الطالبة والمدونة السيدة طل الملوحي. والسيدة طل الملوحي، طالبة في القسم الادبي في المرحلة الثانوية من مواليد 11 أبريل 1991 ، وتقيم مع عائلتها في مدينة حمص الواقعة وسط سوريا. وكانت السيدة الملوحي قد اُعتقلت في 27 ديسمبر 2009، ويعتقد بأنّ اعتقالها على أيدي عناصر من جهاز الأمن السياسي، جاء على خلفية التعبير عن رأيها عبر كتابتها بعض المقالات على مدونتها الإلكترونية والتي تضم أشعاراً وتعليقات على قضايا اجتماعية، تركز بالأساس على معاناة الفلسطينيين ولا تتعرض لقضايا سياسية سورية. وبعد يومين من اعتقال السيدة طل الملوحي، توجَّه إلى منزلها عدد من عناصر الجهاز المذكور من دون أمر قضائي حيث قاموا بمصادرة جهاز الحاسوب الخاص بها وبعض الاسطوانات المدمجة وهاتفاً محمولاً. وحتى تاريخ تقديم هذا النداء العاجل للمقرر الخاص لمناهضة التعذيب، فالسيدة الملوحي هي محتجزة بمعزل عن العالم الخارجي لأكثر من تسعة أشهر من دون أي إجراء قانوني وذلك بناء على إستدعاء لإستجوابها من قبل فرع أمن الدولة في العاصمة السورية دمشق. ومنذ الاعتقال لم تسمح الأجهزة الأمنية لأسرتها بالاتصال بها كما لم تعلن عن أية أسباب للقبض عليها وذلك على الرغم من مراجعة أهلها للجهاز المذكور عدة مرات ولكن من دون جدوى .إلا أنّه مؤخراً، استطاع أهل السيدة الملوحي معرفة مكان احتجازها وهو في سجن دوما وهو سجن مخصص للنساء إلا أنه لم يتأكد ما إذا كانوا قد تمكنوا من مقابلتها أم لا. تجدر الإشارة إلى أن لجنة مناهضة التعذيب، حين مناقشة التقرير الدوري الأولي لسوريا، قد أكدت في ملاحظاتها الختامية (CAT/C/SYR/CO/1) والتي اعتمدت في 12 مايو2010، بأنه لا يزال هناك قلق عميق إزاء الاستخدام الواسع النطاق للتعذيب في سوريا ضد المعتقلين المحرومين من أية ضمانات أساسية (الفقرة 7). وعليه، تعرب منظمة الكرامة عن مخاوفها الجدية أنّ السيدة طل المولحي ما زالت حتى يومنا عرضةً للتعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة بسبب حرمانها من الاتصال مع العالم الخارجي ودون الاستفادة من أي حماية قانونية. نص رسالة المنظمات الحقوقية في اليمن إلى الرئيس السوري بشأن طل الملوحي ونبيل الذهب فخامة الرئيس / بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية المكرم يؤسفنا نحن ممثلوا المجتمع المدني والمنظمات والشخصيات الحقوقية في اليمن أن نضطر لمخاطبتكم بشأن المخفية قسرا طل الملوحي وأنتم رئيس الجمهورية السورية التي يفترض بها أن تكون قلعة للحرية في الوطن العربي والعالم .. هذه البلاد التي أنجبت عبد الرحمن الكواكبي ويوسف العظمة ومحمد الماغوط وآلاف الأبطال والعظماء عبر التأريخ، وانحاز شعبها لخيار الاستقلال والمقاومة، ثم نجد أجهزتكم الأمنية قد حولت الشعب السوري إلى مجاميع بشرية فاقدة للقدرة على الفعل الإيجابي ومسكونة بالخوف من سطوة أجهزة المخابرات التي تخالف القانون الدولي فضلا عن مخالفتها للشريعة الإسلامية واستهتارها بأخلاق العرب الأصيلة . فخامة الرئيس إنه لمن نافل القول أن نذكركم بأن مقاومة العدوان الصهيوني والحفاظ على كرامة الأمة العربية لا تأتي من خلال ممارسات القمع وتكميم الأفواه وكرامة الأمة بمجموعها تأتي من كرامة أفرادها وحريتهم ، وإن سياسة القمع ما هي إلا تعبير عن ضعف الجبهة الداخلية وسبب من أسبابه، كما أن التذرع بأن البلاد في حالة مواجهة مع العدو الصهيوني أصبح عذرا بائسا إذ ليس من المعقول أن تصادر حرية المجتمع وكرامته وحقوقه الإنسانية بحجة التفرغ لمحاربة العدو .. إن هذا الوضع هو ما يريده العدو بالضبط ويحلم باستمراره ليقدمكم للعالم بهذه الصورة البشعة في التعامل مع شعبكم وبرصيدكم السيء في مجال حقوق الإنسان. فخامة الرئيس إن طل الملوحي ليست سوى رمز للمعتقلين والمخفيين قسريا في سجون دولتكم من أصحاب الرأي والمعارضين السياسيين من العرب والكرد، شاءت إرادة الله أن يعرف العالم حقيقة معاناتها وفضاعة الجرم الذي يرتكب في حقها .. ومثلها كل المعتقلين السياسيين والمخفيين قسريا كالمحامي هيثم المالح وعلي العبد الله وليس انتهاء بالمواطن اليمني نبيل الذهب . فخامة الرئيس إن الإعجاب الشديد الذي تناله خطبكم في القمم العربية من قبل السواد الأعظم من الشعب العربي هو أمر محمود ومن اللائق بمثلكم أن تترجموه إلى حقائق ملموسة لأن تكرار الخطاب مع بقاء الواقع كما هو أمر سيجعل من خطابتكم مجرد مادة للسخرية الشعبية كما تعلمون . فخامة الرئيس إننا في مختلف مكونات المجتمع المدني والمنظمات والشخصيات الحقوقية في اليمن نسألكم بحق الأمانة الملقاة على عاتقكم وبحق التأريخ النضالي للشعب السوري العظيم وبحق الأخلاق العربية الأصيلة ومسئولية الإنتماء لخط المقاومة وبما في يدكم من صلاحيات وإمكانيات أن تعيدوا الإعتبار للشعب السوري وتأريخه وأن تتخلوا عن سياسة القمع وتكميم الأفواه وإن الإفراج عن المخفية قسرا طل الملوحي وكافة سجناء الرأي في سوريا هو بداية الطريق الصحيح لإعادة الاعتبار لكرامة الإنسان السوري بالدرجة الأولى . منظمات المجتمع المدني في اليمن الموقعة على البيان : منظمة سجين ، منظمة هود، لجنة حماية حرية الرأي والتعبير، منظمة صحفيات بلا قيود، المنظمة اليمنية، منظمة التغيير، مركز الدراسات والإعلام الحقوقي ، سواسية للدفاع عن الحقوق والحريات، يمن حقوق . مركز عاد للطفولة تصوير: سامية الأغبري