أعلن علماء و مشائخ اليمن ، اليوم السبت ، رفضهم لفرض حالة الطوارئ التي أعنها الرئيس علي عبد الله صالح أمس عقب أعمال عنف دامية استهدفت المعتصمين بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء ، كما طالبوا صالح بالاستجابة لمطالب الشعب وحل جهاز الأمن القومي ومقدمة قياداته وأفراده للمحاكمة . وقال العلماء في بيان شديد اللهجة صادر عن اجتماع عقدوه صباح اليوم السبت " إن إعلان حالة الطوارئ في البلاد لعدم وجود قانون منظم لحالة الطوارئ ولخطورة أن يقوم طرف سياسي منفرد في مجلس النواب بإعداد مشروع قانون يلبي طلباته ويقمع الحريات التي كفلها الدستور والقانون ويشعل الفتن بين أبناء الشعب اليمني " . و حمل العلماء في بيانهم – تلقى " التغيير " نسخة منه – السلطة ممثلة " برئيس الدولة المسئولية الكاملة عن الدماء التي سفكت والأرواح التي أزهقت وما نتج عن ذلك الاعتداء من جرحى ومصابين ،وذلك بحكم ولايته العامة " . وفق البيان . و طالب البيان الرئيس صالح بالاستجابة لمطالب الشعب ، وقال " الرئيس أن بيده إغلاق أبواب الفتنة وذلك بحقن الدماء والاستجابة لمطالب الشعب " . كما طالب بحل جهاز الأمن القومي " الذي لم ينل اليمن واليمنيين منه منذ تأسيسه إلا الأذى والإرهاب " ، بحسب البيان " كما طالبوا بتقديم قياداته وأفراده للمحاكمة " . و أدان بيان العلماء ما وصفوها بالمجزرة الجماعية التي تم ارتكابها بعد صلاة الجمعة ضد المعتصمين سلميا أمام جامعة صنعاء قائلا " لا قبول لأعذار السلطة الواهية بأن تلك المجزرة البشعة قد قام بها سكان الحي ضد المعتصمين في ظل غياب الأجهزة الأمنية " . وفي حين حذر العلماء السلطة من " مغبة توظيف الأجهزة القضائية لتغطية جريمة الجمعة الدامية واستهداف بقية المعتصمين أمام جامعة صنعاء وتلفيق التهم الكاذبة بحقهم والتضييق عليهم وخلق المبررات لارتكاب المزيد من جرائم القتل ضدهم " ، طالبوا النيابة العامة " بتحمل مسئولياتها الشرعية والدستورية وسرعة إجراء التحقيقات المستعجلة لمعرفة الجناة الذين ارتكبوا مجزرة الجمعة الدامية والإعلان عنهم وتسليمهم إلى القضاء وكذا تقديم مرتكبي الجرائم السابقة ضد المعتصمين في مختلف المحافظات للعدالة إخماداً للفتنة وتهدئة لنفوس الناس وإنصافا للمظلومين ومنعا للثارات التي لا ترى ولا تبصر " . بحسب البيان . و طالب مشائخ علماء اليمن وحدات الجيش والأمن بعدم تنفيذ أي أوامر تصدر لهم من أي كان للقتل والقمع والمطالبة بحماية المعتصمين وتحييد مؤسستي القوات المسلحة والأمن عن الصراع السياسي. كما طالبوا بإخراج وحدات الحرس الجمهوري وألويته من العاصمة صنعاء و ذلك " لعدم وجود مبرر لوجود كل هذه القوات داخل العاصمة وإنهاء الازدواجية داخل مؤسسة الجيش " . حد قول العلماء في البيان . و في حين أكد العلماء حق اليمنيين جميعا في المظاهرات والاعتصامات السلمية وعدم جواز منعها إعمالا لنصوص الدستور والقانون حذروا الإعلام الرسمي من استمرار الأكاذيب والتضليل وقلب الحقائق وأن يكون ممثلاً للشعب وليس للحزب الحاكم . و طالب علماء اليمن بحماية الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء الداخلية والخارجية وتمكينهم من ممارسة عملهم في نقل الحقائق لأبناء الشعب اليمني والعالم. وكن اعتبر علماء اليمن ما تم امس " عيبا اسود " ، وفقا للأعراف القبلية حيث انه قتل بالغدر لناس أمنيين وغير مسلحين و قالوا " يجب إدانة كل من تعاون وكل من فتح بيته لدخول القتلة واعتباره مشاركاً في الجريمة ". و أعلن علماء ومشائخ اليمن في ختام اجتماعهم تشكيل فريق عمل من المشائخ والعلماء لمواكبة التطورات أولا بأول ومتابعة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.