يتداول قطاع عريض من المصريين حاليا اسم شارع محمد محمود باعتباره الشارع الأبرز في الأحداث اليومية الجارية، دون أن يعرف معظمهم من هو محمد محمود، الذي سمي باسمه الشارع، الذي يقع فيه مقر وزارة الداخلية ويفضى إلى ميدان التحرير. وتدور منذ السبت الماضي أحداث دامية واشتباكات متقطعة بين متظاهرين مصريين وقوات من الشرطة والجيش، راح ضحيتها أكثر من 25 قتيلا وألفي مصاب. أطلق اسم محمد محمود على الشارع تكريما لاسم محمد محمود باشا (1877(1941- السياسي المصري الراحل، الذي تولى منصب وزير الداخلية، وكذا رئاسة الوزارة في مصر مرتين، ينتمي محمد محمود إلى أسرة سياسية، حيث إن والده هو محمود باشا سليمان وكيل مجلس شورى القوانين، وأحد كبار ملاك الأراضي الزراعية في صعيد مصر. وكان محمد محمود باشا أحد أقطاب الجبهة التي مثلت مصر في مفاوضات عام 1936، التي انتهت بتوقيع معاهدة جلاء الاحتلال الإنجليزي عن مصر. عين محمد محمود باشا رئيسا للوزراء لأول مرة في عهد الملك فؤاد الأول منتصف عام 1928، وحتى أواخر عام 1929 بصفته رئيس حزب الدستوريين الأحرار. وتؤكد المراجع التاريخية أن الرجل كان الوحيد من رجال الحكم الذين كان له الجرأة في أن يعطل الدستور بالكامل، ويعلن أنه سيحكم بيد قوية ليلغي الأوضاع "المهترئة" التي نجمت عن الحكم الحزبي. وجمعت خطب كان يلقيها خلال هذه الفترة في كتاب يحمل عنوان "اليد القوية"، التي أشارت إلى عدم رضاه عن الحكم الدستوري. وبعد أن أصبحت مصر مملكة مستقلة عين محمد محمود باشا مرة أخرى رئيسا للوزارة في الفترة من نهاية 1937 حتى أغسطس/آب 1939، واحتفظ خلالها بمنصب وزير الداخلية أيضا، وبدأت الوزارة أعمالها بحل البرلمان الوفدي.