ارتفع معدل الاعاقة في اليمن بسبب أعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ حوالي عشرة أشهر، كما خلفت الحوادث المرورية المتزايدة الالاف من حالات الاعاقات الدائمة. وحسب احصائية للاتحاد العام للمعاقين في اليمن، فان معدل الاعاقة يبلغ حاليا ما يقرب من 2 مليون و300 الف حالة، وتعمل في اليمن ما يقرب من 140 منظمة وجمعية ومركز محلي في مجال الاعاقة الا ان عدة هيئات محلية مهددة بالإغلاق بسبب توقف التمويل جراء الازمة التي تعصف بالبلاد. وقال عثمان الصلوي رئيس الاتحاد العام لرعاية وتأهيل المعاقين في اليمن إن معدل الاعاقة ارتفع خلال العام 2011، مشيرا إلى أن اليمن يوجد فيها حاليا ما يقرب من 2 مليون و300 الف معاق، حسب أخر احصائية لديهم في الاتحاد. وأوضح الصلوي، لوكالة أنباء (شينخوا)، " حتى نهاية العام 2009 كانت نسبة الاعاقة في البلاد تقدر ب 2 مليون معاق، وان الحالات التي تم تسجيلها حتى اليوم منذ العام 2010 و2011 تقترب من 300 الف حالة اعاقة اغلبها سجل في العام الحالي ". وعزا أسباب ارتفاع معدل الاعاقة في البلاد إلى أعمال العنف التي تضرب بالبلاد، بالاضافة إلى الحوادث المرورية المتزايده، وغيرها من الاسباب الاخرى. وأكد الصلوي أن الازمة التي تعيشها اليمن ألقت بظلالها بشكل كبير على اوضاع المعاقين وزادت من معاناتهم، مشيرا إلى أن العديد من المشاريع التأهيلية والتعليمية توقفت بسبب توقف الدعم من قبل عدد من المانحين والمنظمات الدولية والمهتمة بهذا المجال. وتابع " في اليمن تعمل 140 منظمة وجمعية محلية في مجال الاعاقة، وهي الان مهددة بالتوقف بسبب شحه الامكانيات". ودعا الصلوي جميع الاطراف اليمنية لايجاد حل جذري للازمة، مشيرا إلى أن معاناة المعاقين تزداد كل يوم بسبب تردي الاوضاع الامنية، واغلاق الشوارع، وعدم مقدرة المعاقين الالتحاق بمراكز تقديم الخدمات، ومتابعة برامجهم التأهيلية والتعليمية. واشتكت عدد من الجمعيات العاملة في مجال الاعاقة من تردي الأوضاع بسبب الأزمة الطاحنة التي تعيشها اليمن منذ أشهر. وقال علي القشمري، المدير التنفيذي لجمعية التحدي لرعاية وتأهيل المعاقات اليمنيات، إنهم لمسوا ارتفاعا كبيرا في معدل الاعاقة في البلاد خلال العشرة الاشهر الماضية بسبب اعمال العنف. وأكد القشمري، ل(شينخوا)، أن أزمة خانقة تواجه عمل الجمعية بسبب شحه الامكانيات وعدم تجاوب المانحين في تقديم الدعم لبرامج الجمعية. وأوضح " منذ بدء الازمة توقف تمويل العديد من المشاريع التي تنفذها الجمعية من قبل المانحين، كما ان الصندوق دعم الاعاقة (تابع للحكومة اليمنية) اوقف دعم الكثير من المشاريع في الجمعية، خاصة صرف العلاجات والسفريات الخارجية لعلاج الحالات المستعصية عن العلاج في الداخل، بالاضافة إلى توقف دعم العمليات الجراحية التي تحتاجها بعض الحالات، وهذا ما سبب لنا ضغط كبير في العمل بالجمعية ". وحذر القشمري من انتكاسة كبيرة لعدد من حالات الاعاقة ستشهدها البلاد عموما ، مشيرا إلى توقف عشرات البرامج التي تعمل على تأهيل المعاقين بسبب الازمة، بالاضافة الى احجام عدد من حالات الاعاقة وعدم مقدرتهم الوصول الى مراكز التأهيل وتقديم الخدمات بسبب الاوضاع الامنية المتردية، وكذا ارتفاع اسعار المواصلات. من جهته، قال عبد القاهر الحميدي المسئول الاعلامي في المؤسسة الخيرية لرعاية أسر الشهداء والجرحى (وفا) إن ساحات الاعتصامات جراء تعرضها للعنف المسلح سجلت وفاة 1060 شخصا، وجرح ما يقرب من 27 الف، في عموم محافظات الجمهورية منذ بدء الثورة. وأوضح الحميدي، ل(شينخوا) أن ما يقرب من نصف الجرحى يعدون حاليا ضمن قائمة المعاقين، خاصة وانهم تعرضوا لطلقات نارية مباشرة. كما اعتبر الحميدي أن هناك العشرات من حالات الاعاقة النفسية من الشباب الذين تم اعتقالهم من قبل النظام او استخدم ضدهم العنف المسلح. من جانبها، قالت الحكومة اليمنية أن هناك تزايد في اعداد المعاقين في البلاد بسبب الاحداث الجارية. وقال مسئول في وزارة الشئون الاجتماعية العمل، طلب عدم ذكر اسمه، ل(شينخوا) إن هناك تزايد في اعداد المعاقين بسبب الاحداث التي تشهدها البلاد منذ عشرة اشهر. وأوضح أنه لا يوجد لديهم احصائية حتى الان عن نسبة الارتفاع في حالات الاعاقة والناتجة عن الاحداث الجارية، مضيفا " بامكانكم استقاء العدد من اي وسيلة اعلامية ، لان الاخبار كثيرة في هذا الجانب". من جهته، قال العميد يحيى زاهر مدير عام المرور في الجمهورية اليمنية إن الرافد الاساسي لقائمة المعاقين في اليمن هي الحوادث المرورية. وأوضح زاهر أن ما هو مؤكد ان الحوادث المرورية هي التي ترفد قائمة المعاقين سنويا بالالاف من حالات الاعاقة ، مشيرا بان نسبة الحوادث المرورية في البلاد تزداد بسبب عدة عوامل منها الجهل بقواعد المرور وعدم الالتزام بها من قبل سائقي المركبات. وتابع " نعاني من الأمية المرورية حتى لدى الفئة المثقفة داخل المجتمع اليمني"، واعتبر زاهر أن خصوصية اليمن تمكن كذلك في الاستهتار من قبل سائقي المركبات بالقواعد لمرورية وهو الامر الذي يسهم في تزايد الحوادث المرورية ، ومن ثم تسفر عن الوفاة او الاعاقة الدائمة. من جهة أخرى، قال نصر القاهري مسئول الجمعيات في وزارة الشئون الاجتماعية والعمل ل(شينخوا) إن عدد الجمعيات والمنظمات العاملة في مجال الاعاقة في البلاد تبلغ حوالي 140 جمعية ومنظمة مدنية. وأوضح القاهري أن الجمعيات العاملة لا تستطيع تغطية كل انواع الاعاقة في البلاد ، مشيرا إلى أن تلك الجمعيات تعمل فقط في المدن ، في حين ان حالات إعاقة بمئات الالاف لا تصلها خدمات تلك الجمعيات الى المناطق الريفية في اليمن. وهذا العام ، وعلى غير العادة لم تحيي اليمن اليوم العالمي للمعاقين والذي يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام، وكانت خلال السنوات الماضية تقوم الهيئات المدنية والحكومية بإحياء اليوم العالمي للمعاقين بتنفيذ العديد من الفعاليات والانشطة والقيام بحملات توعوية وتثقيفية في اوساط المجتمعات المحلية للتعريف بحقوق المعاقين.
