• المسيرة الراجلة المنطلقة من مديرية الشمايتين بالحجرية يوم 1/1/2012م تمثل أعلى المراحل الثورية لشباب الثورة الطامح نحو التغيير الجذري لواقع ومراحل هذه القاعدة الشبابية العريضة باعتبارها نصف الحاضر وكل المستقبل المتطلع إلى حياة حرة وكريمة كما أن هذه المسيرة الراجلة بمسافة ( 70 ) كم قطعها هؤلاء الثوار الأفذاذ إضافة نوعية ، حضارية لثقافة النضال السلمي حتى تحقيق الأهداف الثورية المنشودة ، وتعد كذلك عملاً بطولياً غير مسبوق لشباب اليوم الثائر ، وأمل المستقبل الواعد بالخير والعطاء لهذه الأمة . • عزيزي القارئ : إليك نماذج من أر اء بعض المشاركين بهذه المسيرة التاريخية من التربة إلى تعز فإلى الاستطلاع . • قال رشاد أحمد سعيد القدسي ( 36) عاماً بكالوريوس هندسة الكترونيات (( أرى الشباب متحمساً ونأمل أن يحققوا لنا الدولة المدنية الحرة المستقلة التي يتطلع إليها الشباب جميعاً ، وقد تحقق أول هدف ، والهدف الأسمى والكبير محاكمة صالح وزمرته . كما أنصح الشباب أن يلتزموا بأخلاق الثورة والثوار وأن لا يقطعوا شجرة ولا يعتدوا على متجر ، وأن نكون لحمة واحدة تحمل هدف واحد ونوحد الآراء والصف والهتافات كي نصل إلى الهدف الأسمى وهو تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في اليمن الجديد )) . وأضاف بقوله : (( أما كبار السن فإننا نستمد منهم الحافز الأكبر كونهم عانوا من النظام الفاسد ، ووقوفهم إلى جانب الشباب يعطي دفعة أمل قوية نحو تحقيق الأهداف )) . • لا بركاني بعد اليوم : حينما شارفت المسيرة قرية البركاني خرج الشباب والأطفال والحرائر يهتفوا جميعهم بسقوط سلطان البركاني ، ويتبرؤون من أعماله الإرهابية بحق أبناء الثورة . • الإرادة لا تقهر : طارق أحمد العرجلي ( تربوي ) قال (( تعز ) صانعة التحولات الكبرى على الساحة الوطنية لأن أبنائها مبثوثون في كل مكان ، ولديهم القدرة على التغيير والإرادة الثورية ، وتشييد المستقبل وهؤلاء الشباب يملكون مخزوناً ثقافياً وإرثاً تاريخياً ورصيداً نضالياً غير عادي فلا غرابة أن تكون ( الحجرية ) رأس تعز .. وتعز رأس اليمن والجزيرة العربية )) . • إلى ذلك قال صدام طه محمد : (( هذه المسيرة تعبيراً عن الرفض الشعبي العام لكل من يحاول إجهاض ثورتنا وفي سبيلها تحملت التعب من أجل إسقاط النظام البائد ومحاكمة المخلوع علي صالح )) . • الشباب أمل الأمة : • وجدي عبده قائد حسين من أهالي ( حجفات ) قال : ( الموقف مشرف لأبناء الحجرية وهم اليوم يدشنوا العام الميلادي الجديد 1/1/2012م بالمزيد من النضال من أجل يمن جديد ومحاسبة القتلة والسفاحين ولصوص المال العام ...) . • كما تحدث الأخ / علي نعمان محمد عبد الله العزعزي قائلاً : ( المسيرة الراجلة الضخمة أتمنى وصولها بالسلامة إلى مدينة تعز حاضنة الثوار وفاءً لمسيرة الحياة التي وصلت إلى صنعاء وقوبلت بالعنف والقتل والإرهاب ) . • أما علي عبدالغني ( 13) عاماً فقال : أنظممت إلى المسيرة من المنصورة بالشمايتين وسؤاصل السير من أجل النضال والسلمية والتطور حباً في الوطن والعيش الكريم ) . • حمزة مهيوب قائد الدبعي قال : ( شاركت بهذه المسيرة من عزلة دبع ثم واصلت السير حتى الوصول إلى تعز وفاءً للشهداء وأبناء تعز والأمنية أن تكون هذه المسيرات سبيلاً للانتصار )). • الخطاط الرسام عبد الباسط الهبوب المشهور بالعلام من عزله بني غازي قال (( هؤلاء الشباب يسطرون أروع الملاحم البطولية بعزم لا يلين وأشعر في هذه اللحظة بالسعادة وأنا أمشي راجلاً بمسيرة الوفاء من التربة إلى تعز الباسلة وأنصح شبابنا بالمزيد من الصمود إلى بر الأمان )). الحجرية ثورة :- • قال أيمن خالد عبد الواحد الشرجبي : (( هدف مسيرة الوفاء رفض المبادرة الخليجية وفي أي ضمانات قد تعطى للقتلة والمجرمين بحق الشعب اليمني والشباب الثائر . • وأضاف بقولة : (( جاءت هذه المسيرة في أول يوم من العام الجديد لنؤكد للعالم أننا شعب حضاري ومن هذه المنطقة تنطلق الأفكار الثورية التحريرية ضد الظلم والظلام عبر التاريخ ومن هنا حمل ومن هنا حمل آباؤنا وأجدادنا مشاعل الخير والحرية إلى كل الدنيا حاملين رصيداً وإرثاً تاريخياً في النضال الوطني والإنساني )) . • عبد الرحمن محمد عثمان عريمان (مظلي متقاعد ) قال : ( مسيرة اليوم تعطي صورة أن الشعب في طريق استعادة ثورته وحيويته فالحجرية منشأ الثوار وها هي قد عادت من جديد لتحقيق الأهداف أهداف الثورة بغيابه عن السلطة فالثورة مستمرة حتى النصر )). • وفي غمرة الثورة سمعت عبد الرحمن المنصوب يقول (( الشباب أعاد للأمة الأمل وقدم كل شيء جميل ويجب أن نرفعهم فوق الرؤوس )) . • إلى ذلك قال سعيد سيف الدبعي : (( خرجنا للعالم لنثبت أن الشعب اليمني (( الو قوة وألو بأس شديد )) ونحن عقدنا النية أن نصل إلى تعز لكي نحقق أهدافنا المنشودة )) . • وفي المسيرة قال الشاب أمجد عبد الجبار الأصبحي : (( أنا معجب بالمشاركة الشعبية الواسعة والأستقبال الحافل لثوار تعز لمسيرة الوفاء ونحن مصممون على إسقاط منظومة الفساد ..)). • أما الأخ علي عبد الله الشميري فقال : (( بدا واضحاً شحه الإمكانات المالية ونقص الدواء الخاص بالشد العضلي جراء السير المتواصل لمسافة 70كيلو متر )) . تحية ثورية • عبر هذه الصحيفة نقدم تحية ثورية خالصة لمن أسهم مادياً ومعنوياً بتحريك هذه المسيرة الحضارية الرائدة حتى تكللت بالنجاح ، وفي طليعتهم الشيخ /عبد الوارث محمد هزاع القرشي ،وعبدالرقيب أحمد سيف الشرجبي )والممرضان )صادق عبد الوارث وطارق الأكحلي من مستشفى خليفة بالتربة الذين تحلموا مشقة السير على الأقدام وشاركوا الشباب في حلهم وترحالهم . • ثورا على الطريق :- • قال عبدالله سيف محمد من أهالي (الشمايا ): (( نفذنا أكبر مسيرة راجلة عرفتها تعز بالرغم من وصولنا في وقت متأخر من الليل فقد قوبلنا باستقبال مهيب رفع رؤوس الثوار أجمعين ، والملفت أن حرائر ساحة الحرية استقبلن الثوار القادمين من الحجرية بالمياه والورود وسمعت أحداهن تقول : نقبل هذه الأقدام رفعتم الرؤوس )) • من ناحية أخرى قال الوالد حيمد سيف سفيان الجابري من أهالي الأيفوع بالمواسط : (( هذه المسيرة ليست الأولى فقد سبقتها مسيرات لكن مسيرة الوفاء جددت الزخم الثوري لإنجاز دولة المؤسسات ، ومحاكمة الفاسدين والقتلة )) . • أما الشاب طه ياسين البذيجي فقال : (( أمنياتي تحقيق مطالب الشعب وأن يرى العالم مسيرتنا ليعرف كم نحن جادون في التغيير بعد سنوات العذاب )).كما قال الوالد ياسين محمد جراء ( 67) عاماً : (( هؤلاء الشباب غيروا وجه اليمن فهم الأمل ونضال اليوم غير نضال زمان ...النظام السابق سرق كل شيء وحول الألام إلى منجزات )) . • في سياق منفصل قال عبد الله عدنان على الذبحاني : (( كل ما أتمنى أن نصل إلى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية وقيام دولة المواطنة المتساوية .. )) . • إلى ذلك قال المناضل عبد الجبار حسن العزعزي ( 60) عاماً : (( الشباب أشجع منا فقد غيروا وسائل النضال بطرق سلمية وحققوا ما عجزنا عنه فهم أشجع منا لأنهم رفضوا الظلم ونحن سكتنا ( 33 ) عاماً .. شبابنا صحو ضمائرنا وهؤلاء حلقة الوصل بين الماضي والحاضر وهم كل المستقبل ..) • التحام تحت راية العلم : - • والتحمت المسيرة القادمة من التربة بالمستقبلين في النشمة بالمعافر وكان الاستقبال حافلاً ومهيباً أمتزج الفرح بالدموع والهتافات بالألعاب النارية وعند الوصول إلى مكان الاستقبال في مدرسة 13يونيو قام المجلس الأهلي بالتعاون مع أعيان المجتمع بإعداد وجبة الغداء للثوار القادمين . • وفي تصريح لهذه الصحيفة قال عفيف عبد الله سعيد ( الطباخ ) : (( أعددنا ( 500) وجبة لثوار الشمايتين لكن الأهالي قدموا من بيوتهم ( الفطير ) ( والحقين ) خوفاً من أي تقصير وسامحونا إن قصرنا ..)) . • ثوار لا ضيوف :- • رجل التعاون الأول محمد عبد العزيز الصنوي كان أول المستقبلين وقال : (( تعاملنا معكم كثوار وليس ضيوفاً لأن الثورة أكبر من القبيلة ومسيرتكم جسر تواصل للنضال الثوري الذي أقرته الساحات وميادين الحرية والتغيير عندما أعلنوا رفضهم المبادرة الخليجية ..)) . • أمام المحامي مصطفى الحضرمي فقال : (( بدأنا المسيرة الراجلة إلى تعز وانطلقنا إلى صنعاء في وقت مبكر قبل هذه المسيرة وبصفتي رئيس اللجنة الإشرافية في مسيرة الحياة أرحب بكم في المعافر ووصول الشباب يعتبر عامل تواصل ونحن وحده جغرافية ...نشد على أياديكم وأملنا إسقاط بقايا نظام العائلة وأركان الإستبداد ...)) • خواطر وذكريات :- • هيثم قاسم المقطري ( أصم وأبكم ) شارك في مسيرة الوفاء سيراً على ألأقدام من التربة إلى تعز بثبات وعزم شديد دلت على ذلك ملامح وجههه وانفعالاته وعند تفسير كلامه قال مترجم : (( هذا الأصم يريد تغير النظام وتحسين وضع البلاد والعباد وإنهاء الظلم والحصول على عمل وزوجة )) . • ابتسامات ووجبات :- • في وادي عرفة ( بني شيبة ) وتحديداً بقرية عبد الله عبد الرحمن الشيباني قوبلت المسيرة بحفاوة بالغة ولقد أعدوا وجبات جاهزة لأفراد المسيرة تقديراً لجهود هؤلاء الشباب المشكورة ..فتحية لهولاء الذين قدموا ابتساماتهم وحبهم تسبق الوجبة )) . • السيارات القادمة من تعز أبت إلا أن تشارك في إنجاح هذه المسيرة بتقديم المياه المعدنية والبسكويت تقديراً لهؤلاء الثوار كأقل ما يمكن تقديمه )) . • مشاركة الأطفال :- • في الطريق بقرية الضباب قابل الأطفال شباب الوفاء بالمياه المحمولة على الأكتاف وسقوا الشباب بأكواب الماء بأيدي الطفولة البريئة في مشهد دل على صدق المشاعر والمشاركة الإيجابية في الثورة لأهم شريحة إجتماعية بعمر الزهور فشكراً لكل هؤلاء . • شهيد المسيرة :- • الشاب عبد السلام علي عبد الله الذبحاني لا يملك من حطام الدنيا سوى دراجة نارية وزوجة وخمسة أطفال ..شارك في المسيرة وسجل أسمه في التاريخ وعند عودته إلى مسقط رأسه ذبحان قضى نحبه بحادث مروري مودعاً الدنيا بعد إكمال المهمة ليدخل قائمة الخالدين ويبقى السؤال من يعول أطفاله الصغار ؟ • إصابات : أصيب عدد من الشباب أثناء السير بحالات إغماء وآخرين بشد عضلي فتحملوا الآلام وواصلوا المسيرة إلى الساحة . • حفاوة وتكريم :- • حفاوة الإستقبال وتكريم هؤلاء الشباب من أبناء مدينة تعز شباباً وشيخواً ونساءً الذين أصطفوا على الطرقات مرددين الهتافات بحياة هؤلاء الثوار كقولهم : (( يا تعز علي رأسك ... الحجرية حراسك )) . وقد دلت الحفاوة وحسن الاستقبال على تجسيد الوحدة والإصرار في المضي قدماً نحو التصعيد الثوري حتى تحقيق الأهداف . • إبداع شعري :- • في هذه المسيرة شارك الشاب إبراهيم محمد المداني أخوانه تعباً وشعراً وقال هذه القصيدة :- • تحيا المسيرة تحيا المسيرة الراجلة *** إلى تعز الباسلة ومن ( تعز ) إلى ربى *** ( صنعاء ) الحشود الهائلة بوركتم نعم الشباب *** الحر حادي القافلة الثائرون على الطغاة *** بهمة متواصلة السائرون على خطى *** التغيير ضد العائلة الواقفون بكل ساحات *** الصمود الفاعلة حيوا انبثاق الثورة *** السلمية المناضلة وباركوا لشبابنا *** أغلى المسيرة الراجلة دمتم ودام مساركم *** في ثورة متكاملة نحو التحرر من بقايا *** العصبة المتخاذلة من ذا سواكم ياشباب *** الله قاد الراحلة ومن تعز العزثارت هتفت بإسقاط النظام *** الجموع العاملة والطغمة المتأكلة بأي ذنب تقتلون *** ذوي الجسوم الناحلة أولادنا أكبدانا *** من أجل سلطة زائلة تباً لجيش خانعٍ *** بيد الرموز الباطلة من ذا يقاتل ذاته *** إلا النفوس السافلة أرض ( المعافر ) لم ولن *** تخشى الأيادي القاتلة وعلى أيادي أبنائها *** تبنى الحياة الفاضلة • الخاتمة :- • لم تعرف طريق الحجرية تعز مسيرة راجلة بهذا الحجم الهائل منذ أن أفتتحها القائد الشهيد / إبراهيم محمد الحمدي في السبعينات من القرن الماضي وهدفت هذه المسيرة إلى تحقيق ما أمن به هؤلاء الشباب في تحقيق أهدافهم المرسومة الممثلة بالعدل والمساواة والمواطنة المتساوية والشراكة في إدارة شئون البلاد ورفض الظلم والقمع والاستبداد أياً كان ومن أي يكون والتأسيس لمرحلة ثورية جديدة لبناء اليمن الجديد الخال من الفساد والإفساد والطغيان والإرهاب بكل أشكاله وألوانه . إن نجاح مسيرة الوفاء دلالة على ما يتمتع به شبابنا من ثقافة نظالية سلمية مكنته من إنتزاع حقوقه كاملة غير منقوصة أثبتت للعالم أن النضال السلمي هدف أسمى من أهداف هذه الثورة المباركة وإن عهد المبادرات والمساومات على حقوق ومقدرات الشعب قد ولى إلى غير رجعة . تهانينا ومباركتنا لهؤلاء الطلائع الثورية التي مازالت وستظل في كل عموم ساحات الحرية والتغيير حتى تحقيق كافة الأهداف الثورية .
