انهارت المفاوضات بين زعماء قبائل وجماعة مسلحة، مرتبطة بتنظيم القاعدة المتطرف، استولت، منتصف الشهر الجاري، على بلدة “رداع” التاريخية، جنوب شرق العاصمة صنعاء. وقال عبدالكريم التام، أحد أعيان بلدة “رداع” ل”الاتحاد”، إن المفاوضات التي أجرها زعماء قبائل مديريات رداع السبع، أمس الثلاثاء، مع زعيم الجماعة المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة، طارق الذهب، “قد فشلت”، مشيراً إلى أن الذهب “رفض الاستجابة لمطالب شيوخ القبائل بالانسحاب من البلدة وتجنيب أهلها ويلات الحرب”، خصوصاً في ظل وصول تعزيزات عسكرية إلى مشارف “رداع”، ثاني كبريات بلدات محافظة البيضاء، وسط اليمن. والذهب، وهو أحد أبناء محافظة البيضاء، هو صهر القيادي بتنظيم القاعدة في اليمن، أنور العولقي، الذي قتل، أواخر سبتمبر الماضي، في غارة جوية استهدفته في منطقة نائية بمحافظة الجوف الشرقية.وأضاف التام: “الذهب مصر على تشكيل لجنة من أهل الحل والعقد، لإدارة شؤون البلدة، وإنهاء المظالم التي يعانيها الناس”، موضحاً أن زعماء القبائل “يرفضون بشدة هذه المقترح”. وقال: “أبلغ الوفد الذهب بأن رداع جزء من اليمن، وأن المظالم التي يتحدث عنها دفعت الملايين من اليمنيين إلى الخروج الساحات، والاعتصام فيها منذ عام، للمطالبة بإسقاط النظام الحاكم”، لكنه لفت إلى أن زعماء القبائل “سيقومون بجولة ثانية من المفاوضات مع مسلحي القاعدة لإقناعهم بالانسحاب، من أجل تجيب الأهالي ويلات المواجهات المسلحة”، التي قد تنشب في أي لحظة، خصوصاً في ظل وصول تعزيزات عسكرية، الاثنين، إلى محيط البلدة. وقالت مصادر صحفية يمنية، إن القوات العسكرية عززت تواجدها حول محيط “رداع” ب12 دبابة و12 آلية عسكرية، وست ناقلات جند، استعداداً لشن هجوم على مقاتلي “القاعدة” الذين أعلنوا، بعد أيام من احتلالها البلدة، إقامة “إمارة إسلامية”. وتشن قوات من الجيش اليمني، منذ حوالي ستة أشهر، عملية عسكرية واسعة ضد مقاتلي تنظيم القاعدة، الذين يسيطرون على مناطق واسعة في محافظة أبينالجنوبية.