يتوجه الناخبون والناخبات الكويتيون اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار 50 عضوا يمثلونهم في مجلس الأمة في فصله التشريعي الرابع عشر، وسط ظواهر سلبية غير مسبوقة وبروز توتر قبلي ونَفَس طائفي. وهذه الانتخابات الثالثة في تاريخ الكويت البرلماني التي تتم وفقا لنظام الدوائر الخمس والرابعة التي تشارك فيها المرأة الكويتية ترشحاً وانتخاباً. ويتنافس في الانتخابات 287 مرشحاً بينهم 23 مرشحة. ويتنافس في الدائرة الأولى 62 مرشحاً، في حين يتنافس في الدائرة الثانية 61 مرشحاً. أمّا الدائرة الثالثة فيتنافس فيها 67 مرشحاً، وفي الدائرة الرابعة 49، أما الدائرة الخامسة فيتنافس على مقاعدها العشرة 48 مرشحاً. وتجري انتخابات اليوم وسط أجواء ساخنة مجتمعياً لم تشهدها أي من الانتخابات ال 13 السابقة، بعد أن وصل إلى التصادم وأدى إلى حريق في أحد المقرات الانتخابية، ومهاجمة قنوات تلفزيونية خاصة، إثر الشحن الطائفي والقبلي والفئوي الذي يطرحه المرشحون لانتخابات مجلس الأمة. وأبدت العديد من التيارات السياسية الكويتية قلقها من أجواء الاحتقان المذهبي والقبلي والمناطقي. وعبّر التيار التقدمي عن قلقه من «الاستفزازات المتعمّدة التي تحركها أطراف سلطوية متنفذة لإشعال نار الفتنة العنصرية والفئوية والمناطقية والطائفية والقبلية البغيضة بين أبناء الشعب الكويتي الواحد» عبر من وصفهم ب«أبواقها من المرشحين المهيّجين والقنوات التلفزيونية والصحف ذات الارتباطات المشبوهة»، ودعوات تأجيج النعرات واستثارة العصبيات وتمزيق النسيج الوطني للمجتمع، وذلك بغرض ما رأت أنه محاولة ل«صرف انتباه الشعب الكويتي عن مطالب الإصلاح السياسي الديمقراطي المستحقة ودفعه إلى الاصطراع في ما بينه». ونبّه التيار التقدمي من «خطورة تمزيق المجتمع» جراء الدعوات التي وصفها ب«الخبيثة للتأجيج العنصري والفئوي والمناطقي والطائفي والقبلي التي تقف وراءها أطراف سلطوية متنفذة»، بحسب تعبير بيان صادر عن هذا التيار الذي دعا الكويتيين إلى «اليقظة تجاه مثل هذه الدعوات والمخططات، وإعلان موقف وطني واضح في رفضها والتصدي الحازم لمحركيها وفضحهم وكشف مخططاتهم وأدواتهم ووسائلهم». كما أكد المنبر الديمقراطي أن الأجواء الانتخابية الحالية صاحبها تدن ملحوظ في مستوى الطرح والهجوم الشخصاني المدمر بين بعض المرشحين. بدوره، أكد التحالف الوطني الديمقراطي أن ما حدث من انحراف في الخطاب الانتخابي لدى البعض «تجاوز حدود المعقول واستبدل بخطاب متطرف في لغته وخصومته، وعكس وضع ومرحلة لم يشهدها الشارع السياسي خلال السنوات الماضية». وقال التحالف: «إننا اليوم نعيش أزمة أخلاق وقيم لدى بعض الجهلاء من المرشحين»، بحسب تعبيره. رفض شطب مرشّح في غضون ذلك، وبينما رفضت محكمة الأمور المستعجلة شطب مرشح الدائرة الثالثة محمد الجويهل على خلفية القضية التي أقامها عدد من المواطنين والمحامين والناشطين إثر إساءته لقبيلة مطير خلال ندوته الانتخابية الاثنين الماضي، وأدت إلى إشعال مقره.. تم إلغاء تجمع الوحدة الوطنية الذي دعا إليه مرشح الدائرة الثانية الوزير السابق علي الراشد الذي يحمل نفس توجه الجويهل. فرز مباشر عملية الفرز ستنقل مباشرة عبر أجهزة الاعلام المسموعة والمرئية الى جانب الالكترونية، اضافة الى ما تقوم به الوكالات العربية والدولية من مختلف الصحف والقنوات الفضائية والمحطات الاذاعية من خلال ممثليها المتواجدين في الكويت في تغطية فعاليات الانتخابات البرلمانية. النيران تشعل الأجواء الانتخابية أخذ التصعيد المستمر والمتسارع للأجواء الانتخابية في الكويت منحى جديدا، بعد أن وصل إلى التصادم وأدى إلى حرق أحد المقار الانتخابية ومهاجمة قنوات تلفزيونية خاصة أدت إلى إصابة 17 شخصاً بينهم رجال أمن، إثر الشحن الطائفي والقبلي، وقابلته السلطات بلهجة شديدة، وسط توقعات مصادر عليمة صدور مرسوم أميري يجرّم خطاب الكراهية والحث على الوحدة الوطنية. وقالت مصادر مطلعة ل«البيان» إن صدور مرسوم بقانون لتجريم خطاب الكراهية والحث على الوحدة الوطنية بات أمراً واقعاً، متوقعاً أن يتم عرضه على مجلس الأمة خلال مدة أقصاها 15 يوماً بعد افتتاح دور الانعقاد الجديد. تشدد أمني في الأثناء، أكدت وزارة الداخلية عزمها على ضبط وإحالة كل من تسول له نفسه التطاول على النظام العام وتهديد الأمن والاستقرار الوطني وإحالة كل من يثبت تسببه ومشاركته بالتحريض على ارتكاب مثل هذه الأعمال المخلة والمسيئة في حق الوطن والمواطنين. ودعت الداخلية في بيان صحافي صدر أمس على خلفية قيام مجموعة من الأشخاص وصفهم البيان ب«المدفوعين والمغرر بهم» بمحاولة اقتحام وإتلاف محتويات مبنى قناة تلفزيون «الوطن» والذي أدى إلى إصابة 17 شخصاً بينهم رجال أمن إلى ضرورة التمسك ب«الوعي والادراك الكامل في الحفاظ على أمن البلاد وسلامة المواطنين». وأوضحت الوزارة انه بعد فشل جهود إبعاد المحتشدين حول مقر قناة «الوطن» اضطرت أجهزة الأمن الى التصدي لهم لإبعادهم عن المكان فقاموا بالاعتداء على رجال الأمن بالعصي وإلقاء الزجاجات والحجارة وإصابة عدد كبير من رجال الأمن إلى جانب إتلاف العديد من المركبات المدنية والآليات الأمنية. قلق حكومي وكان مجلس الوزراء الكويتي أعرب بعيد اجتماع طارئ ليل الثلاثاء عن قلقه واستيائه إزاء الأحداث المؤسفة التي شهدها مقر المرشح محمد الجويهل ومقر «الوطن». وأكد المجلس رفضه واستهجانه لمثل هذه «الممارسات العبثية التي تكدر صفو أجواء الحرية والديمقراطية». وشدّد على انه لن «يتوانى عن اتخاذ أي إجراء في مواجهة أي مساس بوحدتنا الوطنية والإساءة إلى أي شريحة من شرائح المجتمع الكويتي ومكوناته»، مؤكدا أن «ممارسة الحرية لا تسمح بالتعدي على كرامة الآخرين وأن التعامل مع أي تجاوز لهذه الحرية لا يكون إلا بالاحتكام إلى القانون واحترام سيادته وليس بردود الفعل الانفعالية وإشاعة الفوضى والتخريب وترويع الآمنين». من جانبه، عبر الديوان الأميري عن أسفه للأحداث المؤسفة التي وقعت مساء الاثنين والثلاثاء والتي اعتبرها خروجاً سافراً عن أخلاقيات الشعب الكويتي. وأضاف الديوان ان «التعليمات اللازمة صدرت لاتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بمحاسبة كل من ساهم أو حرض على افتعال تلك الأحداث المؤسفة».