قطع رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك شوطاً طويلاً على طريق تشكيل الحكومة الجديدة، وبات وشيكاً اكتمال قائمة الوزارة لتعلن مطلع الأسبوع المقبل، وقبل انعقاد الجلسة الافتتاحية لمجلس الامة (البرلمان) المقررة الأربعاء المقبل، وفيما اشتعلت بورصة الترشيحات، تعهد المبارك بتحقيق تغيير وزاري واسع، مؤكداً أن يده ممدودة للجميع، وسط أنباء عن تعيين نائب أول لرئيس الوزراء من خارج الأسرة الحاكمة للمرة الأولى في تاريخ الكويت . وقال المبارك في تصريحات صحفية: “دعونا نتفاءل خيرا وها أنذا أذكر بأن يدي ممدوتان للإخوة النواب من جميع التيارات بلا استثناء، ولنجعل شعارنا البناء . . ثم البناء . . ثم البناء” . وحول تشكيل الحكومة قال : “نعم سوف يكون هناك تغيير وزاري موسع، وسأركز جل همي على أن يكونوا من الأكفاء القادرين الفاهمين المدركين لحقائق الأشياء بصرف النظر عن هوياتهم وتوجهاتهم، بعيداً عن القبلية أو الخلافات العقائدية والدينية” . وأوضح مصدر مطلع ل”الخليج” أن التشكيلة الحكومية ستتوافق إلى حد كبير مع مخرجات الانتخابات، حرصاً من الرئيس على التعاون بين السلطتين وطي صفحة التأزيم التي كبدت البلاد أزمات متتالية، مبيناً أنها ستراعي مطالبات المعارضة التي باتت تهيمن على البرلمان وفي مقدمتها اختيار النائب الأول لرئيس الوزراء من خارج الأسرة الحاكمة للمرة الأولى في تاريخ الكويت، مشيراً إلى ان النائب السابق مشاري العنجري هو أقوى المرشحين لهذا المنصب، الامر الذي آثار حساسية واستياء النائب الأول وزير الدفاع وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود، وقدم اعتذارا عن الاستمرار في الوزارة . وذكر المصدر ان رئيس الوزراء سيرفع إلى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد القائمة النهائية للوزراء حسب ما توصل إليه، بعد ان التقى المزيد من الشخصيات وعرض عليهم امكانية المشاركة بالحكومة، لافتاً إلى أنه سيجري اتصالات مع رموز في الكتل النيابية للتشاور معهم في هوية النائب المحلل والذي سيتم توزيره . وقال المصدر: إن “وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون التعليم والتدريب الفريق الشيخ أحمد النواف هو أبرز المرشحين لشغل حقيبة الداخلية” أو رئيس جهاز الامن الوطني الشيخ محمد الخالد، مشيراً إلى أن النائب والوزير السابق أحمد باقر “مرشح بقوة” لدخول الحكومة . وأكد المصدر أن التغيير سيطال أحد عشر وزيراً في الحكومة، موضحاً أن أبرز المغادرين هم: وزير المالية مصطفى الشمالي، وزير التربية وزير التعليم العالي أحمد المليفي، وزيرة التجارة والصناعة أماني بورسلي، وزير الدولة لشؤون مجلس الامة وزير النفط محمد البصيري، وزير الأوقاف وزير الدولة لشؤون الاسكان محمد النومس، وزير الكهرباء والماء وزير المواصلات سالم الأذينة الذي يرجح أن يخلفه عبد العزيز الإبراهيم . وضمن بورصة الترشيحات أكدت المصادر انضمام رئيس أركان الجيش الفريق الركن الشيخ أحمد الخالد لشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع، الشيخ صباح الخالد نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للخارجية، اضافة إلى عدد من التكنوقراط بينهم الدكتور فلاح السويري وزيراً للتربية والتعليم العالي بوصفه أكاديمياً في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، والوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة الدكتور يوسف النصف وزيرا للصحة . وكشف مصدر في المعارضة ان نواباً اسلاميين وضعوا “فيتو” أمام توزير بعض الشخصيات التي تم التداول في أسمائها، واعتبروا ذلك بمثابة شرط واضح للتعاون مع الحكومة خاصة إذا كانت شخوص الوزراء متسقة مع مخرجات الانتخابات التي تعبر عن إرادة الشعب .